النائب العام
جيتيه
لم يصل إلي الكمال الفني والشهرة الطائرة في أيام جيته وبعدها إلا أربعة
شكسبير عند الانجليز
ودانتي عند الإيطاليين
وثرفانتس عند الاسبان
والمتنبي عند العرب
وجيته له مثل ما لهؤلاء من عظم الشأن
كتابه الانساب المختارة من أعماله الأخيرة ولكنها من أجمل ما كتب وأكثره ابتكارا فهي قصة سيكولوجية ودراسة لأربعة عقول
أعمال جيته كثيرة جداً وهي تتكامل في مجموعها وتعطي صورة لحياة عقل عالمي نشيط متدفق ، وتصور حاية حافلة جمعت بين العمق والشمول
وهو لا يزال يعيد ماكتب مرة بعد مرة حتي لتعجب من كثرة إلحاحه بالعمل في الكتاب الواحد ولم يحدث في تاريخ الفن أن رجلا بدأ عملا وهو في سن الخامسة والعشرين ولم يفرغ منه إلا وهو في الحادية والسبعين إلا في حياة جيته
بدأ فاوست في أوائل أيامه في فايمار حوالي 1771 ولم يفرغ منها إلا بعد قرابة الخمسن سنة
قال نوفاليس : إن جيته هو حاكم دولة الشعر علي الأرض
أما عن قصة النائب العام فهي من أعمال جيته الصغيرة وهي إحدي أقاصيص مجموعة حكايات قصيرة سماها " تسليات ألماني مغترب "
تعين في تاريخ الأدب الالماني ظاهرتين رئيسيتين هما ميلاد القصة القصيرة والثانية بدء التعاون بين جيته ومعاصره فريدريش شيلر
أما عن القصة فهي قصة تاجر في خريف العمر وصبية في عمور الزهور يشعر التاجر مع مالديه من ثراء بإنه يحتاج إلي شئ آخر لا يملكه ويعرف أنه المرآة أو الزوجة فيتزوج فتاة ويسعد معها ثم يهمل تجارته ثم يندم علي ترك تجارته التي اعتادها طيلة عمره ويشعر بالغيرة من التجار الذين يحملون سفنهم ويذهبون للتجارة فيعزم علي الرحيل ثم يقول لزوجته علي عزمه علي الرحيل وأنه بسبب طبيعته كتاجر وليس مللا منها بل هو معها في سعادة وهناءة ثم يقول لها إذا غبت عنك فإني أعرف انها ستتحرك فيك الأنثي التي ترغب في الرجل فإن كان فلا تختاري إلارجلاً شهما ذا مروءة عاقل حصيفا وهكذا
تجادله وتعتب عليه في سوء ظنه بها وتقول له أنها ستظل وفيه له
يسافر الرجل وتمر الأيام تلو الايام وحين يعرف بخبر السفر الشباب يتهافتون علي نوافذ القص وبابه لكي يلفتوا نظرها إليهم تزهق أول الامر ثم تأنس بهم ثم تتطلع إليهم ثم تحاول أن تحتار أحدهم
وهنا يأتي البلدة رجل من أهل القانون قد سافر لدراسته وهاهو يعود بما حمله معه من أسرار القانون فيحتي به أهل البلدة ويعينونه نائبا عاما وكان طريقه يمر بقصرها فأعجبها فتحتال عليه لتقابله ثم تخبره بخبرها ووصية زوجها فيمتن لها ويقول لها انه كان يعرف زوجها ويوقول لها أنه سر بعرضها ولكنه قد ألم به مرض مهلك وانه قد نذر إن هو شفي منه أن يصوم عاما ويتقشف فيه وأنه قد مر من العام 10 أشهر فتجزع ولكنه يقول لها لو أن هناك من يصوم عني شهر لأصبحت المدة الباقية شهر واحد فتوافق علي أن تصوم عنه ذلك الشهر وتتقشف فيه حتي إذا ما انتهي ذلك الشهر تلاقيا تلاقي الحبيبين
تمر الأيام ومع مرور الايام تدرك حقيقة الامر لأن الجسم إذا تخلص من إسار الطعام والشراب والملبس الفاخر تجلت النفس فيه وتكشفت لها حقائق الحياة
فتشكر الرجل علي أنه أنقذها لنفسها ووهبها لروحها وتعترف له أنها مدينة له بوجودها كله وتفهم نصيحة زوجها
وتقول له – أي النائب العام – لقد جعلتني أشعر أن كياننا يضم إلي جانب نزعات الجسد قوة توازنها وتمكننا من التغلب عليها ، وأننا قادرون علي التخلي عما اعتدنا عليه من نعيم والانصراف عن أعز رغباتنا
....................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب
ومنقول من مدونة أروع ما قرأت
جيتيه
لم يصل إلي الكمال الفني والشهرة الطائرة في أيام جيته وبعدها إلا أربعة
شكسبير عند الانجليز
ودانتي عند الإيطاليين
وثرفانتس عند الاسبان
والمتنبي عند العرب
وجيته له مثل ما لهؤلاء من عظم الشأن
كتابه الانساب المختارة من أعماله الأخيرة ولكنها من أجمل ما كتب وأكثره ابتكارا فهي قصة سيكولوجية ودراسة لأربعة عقول
أعمال جيته كثيرة جداً وهي تتكامل في مجموعها وتعطي صورة لحياة عقل عالمي نشيط متدفق ، وتصور حاية حافلة جمعت بين العمق والشمول
وهو لا يزال يعيد ماكتب مرة بعد مرة حتي لتعجب من كثرة إلحاحه بالعمل في الكتاب الواحد ولم يحدث في تاريخ الفن أن رجلا بدأ عملا وهو في سن الخامسة والعشرين ولم يفرغ منه إلا وهو في الحادية والسبعين إلا في حياة جيته
بدأ فاوست في أوائل أيامه في فايمار حوالي 1771 ولم يفرغ منها إلا بعد قرابة الخمسن سنة
قال نوفاليس : إن جيته هو حاكم دولة الشعر علي الأرض
أما عن قصة النائب العام فهي من أعمال جيته الصغيرة وهي إحدي أقاصيص مجموعة حكايات قصيرة سماها " تسليات ألماني مغترب "
تعين في تاريخ الأدب الالماني ظاهرتين رئيسيتين هما ميلاد القصة القصيرة والثانية بدء التعاون بين جيته ومعاصره فريدريش شيلر
أما عن القصة فهي قصة تاجر في خريف العمر وصبية في عمور الزهور يشعر التاجر مع مالديه من ثراء بإنه يحتاج إلي شئ آخر لا يملكه ويعرف أنه المرآة أو الزوجة فيتزوج فتاة ويسعد معها ثم يهمل تجارته ثم يندم علي ترك تجارته التي اعتادها طيلة عمره ويشعر بالغيرة من التجار الذين يحملون سفنهم ويذهبون للتجارة فيعزم علي الرحيل ثم يقول لزوجته علي عزمه علي الرحيل وأنه بسبب طبيعته كتاجر وليس مللا منها بل هو معها في سعادة وهناءة ثم يقول لها إذا غبت عنك فإني أعرف انها ستتحرك فيك الأنثي التي ترغب في الرجل فإن كان فلا تختاري إلارجلاً شهما ذا مروءة عاقل حصيفا وهكذا
تجادله وتعتب عليه في سوء ظنه بها وتقول له أنها ستظل وفيه له
يسافر الرجل وتمر الأيام تلو الايام وحين يعرف بخبر السفر الشباب يتهافتون علي نوافذ القص وبابه لكي يلفتوا نظرها إليهم تزهق أول الامر ثم تأنس بهم ثم تتطلع إليهم ثم تحاول أن تحتار أحدهم
وهنا يأتي البلدة رجل من أهل القانون قد سافر لدراسته وهاهو يعود بما حمله معه من أسرار القانون فيحتي به أهل البلدة ويعينونه نائبا عاما وكان طريقه يمر بقصرها فأعجبها فتحتال عليه لتقابله ثم تخبره بخبرها ووصية زوجها فيمتن لها ويقول لها انه كان يعرف زوجها ويوقول لها أنه سر بعرضها ولكنه قد ألم به مرض مهلك وانه قد نذر إن هو شفي منه أن يصوم عاما ويتقشف فيه وأنه قد مر من العام 10 أشهر فتجزع ولكنه يقول لها لو أن هناك من يصوم عني شهر لأصبحت المدة الباقية شهر واحد فتوافق علي أن تصوم عنه ذلك الشهر وتتقشف فيه حتي إذا ما انتهي ذلك الشهر تلاقيا تلاقي الحبيبين
تمر الأيام ومع مرور الايام تدرك حقيقة الامر لأن الجسم إذا تخلص من إسار الطعام والشراب والملبس الفاخر تجلت النفس فيه وتكشفت لها حقائق الحياة
فتشكر الرجل علي أنه أنقذها لنفسها ووهبها لروحها وتعترف له أنها مدينة له بوجودها كله وتفهم نصيحة زوجها
وتقول له – أي النائب العام – لقد جعلتني أشعر أن كياننا يضم إلي جانب نزعات الجسد قوة توازنها وتمكننا من التغلب عليها ، وأننا قادرون علي التخلي عما اعتدنا عليه من نعيم والانصراف عن أعز رغباتنا
....................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب
ومنقول من مدونة أروع ما قرأت
0 التعليقات:
إرسال تعليق