الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

بذور الشر 4

بذور الشر 4



بات ريك في موقف لا يحسد عليه فهو معلم لتلاميذ متخلفين أو دون المتوسط
ولقد ضُرب منهم مرة هو وجوش صديقه
وهاهو محاصر بين حرب تدور إلي الآن صامته في بيته فهناك من يحاول أن يفسد عليه حياته العائلية الهادئة مع زوجته المحبة له الأم لولده المرتقب ،
كما أن هناك محاول أخري من مس هاموند لتقتحم عليه حياته وتدخل تعبث فيها بسلوكها المستهتر ومجونها ،
 كما أن أصحاب ريك من المدرسين كلهم تقريبا لهم موقف واضح وصريح جدا من التعليم في مثل تلك المدارس ولقد عرضنا رأيهم سابقا بأنها مجرد مكان للنفايات البشرية، وهناك الحرب اليومية داخل الفصول بين الطلبة الذين لا يريدون غير الشغب والتهريج لا يرغبون في التعلم النافع المفيد ماذا سيفعل ريك أمام كل هذا الزخم من الإحباطات


أريدك أن تفكر بُرهة من الوقت ماذا ستفعل أنت لو كنت مكان ريك؟


وهل تجد مثل تلك الصعوبات في مكان عملك وفي مهنتك ؟


هل تحاول أن تعمل فلا تستطيع أم أنك مجرد موظف في عملك تحضر وتنصرف وتتسلم راتبك في آخر الشهر

لم يعبأ ريك بما حدث وراح يجهد فكره في طريقة تمكنه من آداء مهمته


ولكن ريك شعر بمرارة أنه لم يقل له احد كيف يفعل في تعليم طالب لا يعرف كيف يكتب اسمه ألم يك في وسعهم تعليمه أو إعلامه ماذا سيلاقي في حياته العملية ؟


فلقد كان يُذهل عندما يسأل تلاميذه عن معني الفقرة الأخيرة فيرد تلميذ مامعني كلمة فقرة نفسها


ولكن من المسؤول عن هذا كله ؟


هل مدارس المرحلة الأولي هي المسؤولة التي نجحت طالب وجعلت في مرحلة متقدمة دون أن يعرف كيف يكتب اسمه ؟


إنها أعمق وأخطر مشكلة تواجه المجتمع، الجهل وخاصة حين تخرج المدارس أميين حاملين شهادات متقدمة


من هنا كان إيفان هنتر عبقري أن يتعرض لتلك المأساة بروايته بذور الشر فهذا أجدي وأنفع من قصص الغرام والهيام وإن كان ريك سيقع في محاولة من تلك المحاولات وستقع زوجته تحت حد الوشاية به دعونا نكمل ما بدأنا كيف سيتعامل ريك مع الموقف الحرج الذي وصل إليه



الأحد، 11 ديسمبر 2011

بذور الشر 3

بذور الشر 3

لم نتحدث بعد عن آن زوجة ريك تلك المرأة التي تجلس في بيتها تعاني آلام الحمل وأثره علي نفسيتها وعلي مظهرها العام فلقد أصبحت مكورة البطن وفقدت رشاقة قوامها وجاذبيتها  تفاجئ في الأيام الأولي من عمل زوجها صراعه لأحد الطلبة من أجل إمرأة أخري مس هاموند هل هي جميلة مس هاموند تسأل آن نفسها مرة وتسأل ريك مرة أخري ؟ وهاهي تري زوجها يُضرب من مجموعة من التلاميذ من أجل نفس الموضوع مس هاموند تلك ، فيبدأ حديث نفسي لآن حول موضوع مس هاموند هل هي فاتنة تجذب نظر ريك ولكنها تعود من حديث النفس منتصرة لريك زوجها وحبيبها .
وفي يوم تري آن في صنوق البريد رسالة غريبة  تفتحها علي وجل لتجد رسالة مكتوبة علي آلة كاتبة تفيد بأن ريتشارد دادير علي علاقة بإمرأة أخري
فتبدأ الشكوك والمخاوف تعاودها مرة أخري
هل هي مس هاموند ؟ أم إمرأة غيرها
هل تختبر ريك أم تفاتحه في الموضوع تظل ذاهلة لبرهة
ولكنها تقول في نفسها مرسل الرسالة جبان لأنه لم يفصح عن هويته هذا أولا
ثانيا لا يعرف زوجها لأنه قال ريتشارد دادير ولو كان يعرفه لقال ريك
ثم تغلب عقلها وترجأ الحديث في هذا الموضوع
حتي تتوالي الرسائل
مرة رسالة " في المدرسة اليوم وكل يوم"
ومرة ثالثة رسالة " مس هاموند"
اتضحت الصورة ،إذن هناك ما يؤكد مخاوفها الأولي من مس هاموند
علي الجهة الأخري من ياتري مرسل تلك الرسائل ؟
وكيف يصير الحال داخل المدرسة  بين ريك ومس هاموند
لم يقابل ريك مس هاموند بعد الحادثة - حادثة الاعتداء - إلا مصادفة في الطرقات أو غرفة المدرسين وهكذا
ومرة قال له صديقه جوش الذي ضرب معه من الطلبة أنه معه سيارة أخيه وسيوصله لموقف الحافلة فيوافق ريك وقبل أن يركب السيارة يقول له سأوصل أيضا مس هاموند هل لديك مانع فلا يمانع ريك
فتركب مس هاموند بجوار ريك وبجوار أيضا جوش ثم يدور الحوار ومس هاموند هذه تجيد اللعب بالكلمات التي تحمل أكثر من معني وتدير دفة الحديث بتلك الطريقة وريك يجلس بجوارها يشعر بدفء جسدها الملاصق لجسده وسخونة المعاني التي تحملها ألفاظها ثم يقول جوش فجأة ها هو موقف الحافلة فتقول مس هاموند هكذا سريعا
وينزل ريك ليركب الحافلة ويعود لزوجته
وتبدأ مس هاموند في نسج شباك حول ريك
فماذا سيفعل ؟

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

بذور الشر 2




تأزم الموقف بين ريك والتلاميذ بسبب موقفه البطولي من قصة الاعتداء علي المدرسة الفاتنة، فالموضوع بالنسبة للتلاميذ تدخل فيما لايعنيه وكان هذا التدخل سببا في سجن أحد أصدقائهم أو زميلهم .

حاول ريك أن ينسي الحدث ويحاول مرة أخري الوصول إلي التلاميذ إلي عقولهم وقلوبهم حتي يتفاعلوا معه ،
مييلر ، مييلر هو أحد المشاغبين في الفصل  ، فصل خمسة خامس
وفصل خمسة خامس الشغب كله فلم يكن مييلر فقط هو المشاغب بل هناك العديد من المشاغبين ولكن يبدو أن مييلر المايسترو لهذا الشغب  هل هو كذلك ؟

فهو من يبدأ الشغب ثم يتبعه باقي التلاميذ هل مييلر زعيم هذا الفصل هكذا ظن ريك فقام بمناورة  فقال لمييلر أثناء انتهاء أحد الحصص أن ينتظره  ثم حدثه حديث رجل لرجل زعم فيه أن مييلر لديه قدرة وكفاءة علي قيادة زملائه وهذا أثار دهشة مييلر وإعجابه أيضا فلم يك ينظر للأمر من هذه الزاوية عندها عرف ريك أنه نجح في إستثارته ليتعاون معه لفرض النظام وحمل التلاميذ علي التفاعل والتعلم الجاد وانقضي اللقاء علي هذه النية

وفي اليوم التالي يحدث اجتماع للمدرسة ويتحدث الناظر عما حدث وظل ريك يأمل بأن لا يتطرق الناظر أو مدير المدرسة عن حادث المدرسة ولكن الناظر فعل العكس لقد أخبر القصة الكاملة ونتيجة هذا الاعتداء وهو سجن التلميذ لأنه كان كبير السن وهذا مالم يكن يعلمه التلاميذ حتي هذه اللحظة

وبالتالي تموت خطة ريك قبل البدء

تمر أيام فيدعو صديق ريك له بأن يصطحبه لشرب البيرة بعد فترة المدرسة فيقبل ثم يشربا حتي يسكرا وبينما كانت تلف رؤسهما بالسكر احاط بهما مجموعة من الشباب وبدأت المعركة قال ريك لزميلة ظهرا بظهر ولنريهم كيف يكون العراك وظل يأسف أن هذه الحادثة أتته وهو سكران  ولكن الجماعة تغلب الشجاعة فلقد كانوا 7 تلاميذ
7 تلاميذ يثأرون لزميلهم  وطبعا ورم وجه ريك وصديقه وسالت منهما الدماء ونال الطلبة أيضا نصيبهم من المعركة

أثر المعركة :
هل يتخلي ريك عن دوره كمعلم وينسحب من ميدان المعركة الحقيقية بما ناله من هزيمة في تلك المعركة ظنت آن  زوجة ريك ذلك ولكن ريك قال لها مستغربا بالطبع لا سأكمل مهمتي وعملي ، ولكن ما أثرها علي صديقه المدرس الآخر ؟
للأسف نالت منه فحطمت عزمه وإرادته إلا قليلا  أخذ يدافع عن هذا القليل حتي لا يترك المدرسة بل والتعليم كله .

نظر ريك للموضوع بموضوعية نقرة بنقرة وهكذا نبقي خالصين وعلينا أن نرجع إلي عملنا وننسي الأمر كله  وكان ظن ريك ونظرته صحيحة فلقد فرغت  تلك المعركة كل ما بين ريك وبين التلاميذ من  توتر ، وبدأت الحرب الباردة أن تنقشع فلقد أعلن التلاميذ علي ريك حربا باردة إثر الحادثة - حادثة الاعتداء علي المدرسة - حربا سلبية وهي ان لا يتفاعلوا مع ريك بل يتعاملوا معه ببرود وسلبية تامة علي الطريقة الغاندية - نسبة لغاندي - في المقاومة وبمجرد أن حقق التلاميذ نصرهم في ضرب ريك انتهت المقاومة السلبية
ويعود ريك يحاول من جديد الوصول لقلب الطلبة وعقولهم
طبعا موضوع مييلر فشل وكان علي ريك البحث بطريقة جديدة

فكر ريك لماذا لا يلقي عليهم الدروس بطريقة مسرحية فلقد كان يهوي التمثيل ويحفظ أدوارا كثيرة لشكسبير  راقت تلك الطريقة للتلاميذ بل أعجبتهم جدا
وضرب لهم مثلا ليكتبوا موضوع تعبير عن شئ فقدوه أي شئ فقدوه بعدما مثل لهم ماذا يعني من موضوع التعبير
ومع إعجابهم بالطريقة إلا أنه تفاجئ بأسلوبهم الردئ جدا في الكتابة فلم يتجاوزوا المثال الذي ضربه لهم مع كونه مجرد مثال لإستثارة الخيال
عندها بدأ يتوجه ذهنه ليراجع درجات اختبارات الذكاء الخاصة بهم ليفاجئ بأنهم متخلفين تقريبا  ، يا الله لقد كان يبذر في أرض بوار ولماذا لم ينبه أحد أنهم دون المتوسط في الذكاء
ماذا سيفعل ؟


بذور الشر

بذور الشر

ريك هو بطل قصتنا ، هذا لمن يعرفه منكم يمكنه أن يناديه ريك أما من لا يعرفه فاسمه  ريتشارد داديير هل هذا يفرق كثير ?
سنعرف في موقف من المواقف التي يمر بها ريك قيمة تلك المعلومة.

 تبدأ القصة و ريك يذهب لمقابلة عمل فالرجل يبحث عن وظيفة وهاهو يعمل مقابلة ليلتحق بتلك الوظيفة، يقابله صدفة أحد أصدقائه القدامي في نفس المقابلة .
صديقه القديم يتقدم لنفس الوظيفة يشعر ريك بتأنيب الضمير لمنافسته لأحد أصدقائه القدامي ،هنا يعطينا المؤلف إيفان هنتر أول مفتاح للتعرف علي شخصيته الرئيسية أو بطل القصة
ثم يسرد الصديق علي صديقه أنه متزوج ولديه أولاد فيشتد كرب ريتشارد قصدي ريك
فريك متزوج ولكنه لم يرزق بأطفال بعد فزوجته حامل وفي شهورها الأخيرة .

يتقدم صديقة لمقابلة العمل قبل ريك فيلحظ ريك مشيته التي تشبه مشية البطة فلم يتخلي عن تلك المشية منذ صباه ويلاحظ أثر المشية علي المدير فيعرف أن المدير يرغب في رجل يمشي بعزة وفخر (ممشوق القوام منفوخ الصدر)  فينزعج مرة أخري أنه استفاد من أخطاء صديقة في الفوز بالوظيفة  .

ماهي تلك الوظيفة التي يبحث عنها ريك ؟
مدرس ...
ولكنه مدرس في مدرسة صناعية
كمان مش كفاية إيفان هيحدثنا عن التعليم كمان هيحدثنا عن التعليم الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية
التعليم الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية علي لسان باقي شخصيات الرواية هو مزبلة مزبلة كبيرة توضع بها النفايات - يعني التلاميذ - حتي لا تقابلهم في الشارع .

نجح ريك في الوظيفة وبدأ عمله بها

بدأ عمله الذي هو تعليم التلاميذ

 كثير من الناس حين يلتحق بوظيفة يظن ان مطلوب منه الحضور والانصراف واستلام راتبه في آخر الشهر،هذا هو واجب الموظف وإنا لله وإنا إليه راجعون
لكن ريك بدأ الوظيفة وبدأت معاناته فلقد جعل مهمة تعليم هذه النفايات مهمته التي من أجلها يحيا أو من أجلها يعمل

القصة رائعة يكثر المؤلف فيها من الحديث النفسي علي لسان شخصيات مثل ريك وزوجته آن وعن طريق مثل ذلك الحوار يمتعنا المؤلف باكتشاف جوانب خفيه في النفس الإنسانية وكم هي تعاني في صراع صامت .

القصة بها سر التعليم ومفتاحه وفيها أيضا صعوبات التعليم

يبدأ ريك في استكشاف مهنة التدريس لهؤلاء التلاميذ يحاول أن يتحسس طريقه معهم وهو يعرف تماما أنه طريق مملوء بالمخاطر
يحاول بعض التلاميذ استفزازه بطرق شتي منها نطق اسمه بطريقة مختلفة ومنهم من يلقبله بتتيش اختصار مدرس بدلا من مستر داديير وهكذا
يفرض سيطرة مبدئية علي الميدان قصدي الفصل ثم يحدث حدثا جللا يؤثر علي سير ريك ، لقد لمح أثناء مروره بأحد الاماكن أثناء الفسحة ظل شخصين يتعاركان فهب لفض هذا النزاع ليفاجئ بأنه طالب يحاول الاعتداء علي مسز هاموند  مدرسة اللغة الانجليزية الفاتنة فيردع الطالب عبر لكمه عدة لكمات وتطلب المدرسة ما يغطي صدرها الذي كشفه الطالب عن طريق تمزيق ثيابها فيعطيها ريك جاكت تغطي به ما ظهر من جسدها
يمر اليوم وهو من الأيام الأولي لريك في المدرسة ليتحول إلي بطل نعم بطل هكذا لقبه زملائه في المدرسة .
ولكن في نظر الطلبة موضوع اهتمامه الحقيقي هل هو بطل ؟

للأسف لا
 فالطلبة تنظر لهذا الحادث بعيون مختلفة فلقد ترك فيهم إنطباع عن ريك أنه يتدخل فيما لا يعنيه ، زاد المبلة طين بين ريك وبين التلاميذ أن الطالب كان كبير السن وبالتالي تحول إلي تحقيق كانت  نتيجته ترك المدرسة والسجن
هكذا صار ريك بالنسبة للتلاميذ المسؤول الأول عن ضياع مستقبل زميلهم بل وسجنه
وبالتالي زادت صعوبة ريك في الوصول إلي عقولهم بعدما كان قد تقدم صوب هذا الهدف تقدما مبدئيا
 ماذا سيفعل ؟