الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الأمريكي القبيح 2

الأمريكي القبيح 2


مجموعة من القصص التي تحكي فشل السياسة الخارجية الأمريكية في جنوب شرق آسيا وهي مبنية علي خبرة للمؤلفين وهما ( وليم جي ، وديوجين بورديك) فلقد عاشا المؤلفان شخصيا في الحوادث التي جرت في جنوب شرق آسيا


ورغم أن القصة تحكي الفشل الرسمي للسفراء الأمريكيين في تلك البلاد وغيرها ، إلا أن بين ثناياها قصص نجاح فردي لبعض الأشخاص الامريكيين الذين خرجوا علي المألوف وأبدعوا في التعامل مع الدبلوماسية الخارجية من منظور آخر خاص بهم ولقد نجحوا في ذلك نجاحا باهرا


ظلت القصة علي أرفف أعلي المبيعات فترة ، أول ظهورها كان عام 1956 الاسم الانجليزي لها (The Ugly American)


هناك ترجمة لها باسم شخصية العم سام لمحمد صوان وطبعت تحت سلسلة الفكر العالمي كتاب مايو 1960
وصورت فيلم عام 1963

لخص السفير ماكويت (وهو السفير الثاني في القصة ) في القصة كيف يمكن لأمريكا النجاح في الخارجية عبر مقترحات وضعها قبل استقالته من منصبه وهي :


1- أن تشترط الحكومة في كل من يريد الالتحاق بالعمل في السفارة (بسرخان) من الأمريكيين أن يتعلم اللغة المحلية وأن يشمل هذا العسكريين والمدنيين.


2- أن يوضح للأمريكيين أن عائلاتهم لن تصحبهم إلي مكان علهم إلا إذا كانوا ينوون الخدمة لمدة سنتين متتاليتين علي الأقل ، وفي هذه الحالة فيجب أن يوضح لهم أيضا أن المساكن التي يقطونونها لن تكون أحسن حالا من البيوت التي يقطنونها حاليا في أمريكا


3- طلب السفير إيقاف أعمال المخزن الخاص بالسفارة أوعدم بيع شئ في المخزن سوي طعام الأطفال والحليب والقهوة والدخان


4- طلب السفير أن يمنع الأمريكيين من إحضار سياراتهم الخاصة إلي البلد الذي يعملون فيه ، وأن تكون التنقلات الرسمية في البلد بواسطة السيارات التابعة للسفارة ، أما التنقلات الخاصة فتكون بواسطة سيارات الأجرة أو الدرجات


5- طلب السفير أن يشترط فيمن سيعمل في سرخان أن يقرأ كتب كبار الشيوعيين فإن ذلك يزيد من معلوماتهم ويضيف من خبرتهم في العمل هناك


6- طلب السفير أن يوضح للذين سيعملون في الخارج أنه ليس هناك مجال لحياة علي مستوي عال وإنما هي حياة عادية


في تلك البنود وضع تصوره لإصلاح وضع الامريكيين في تلك البلاد وفي كل بند كان يعالج مشكلة تعرض الكاتبان لها في قصة أو أكثر من المجموعة


تبدأ القصة بطريقة ساخرة تعرض كيف تم اختيار السفير أصلا وأنه لويس المحظوظ (السفير الأول ) الذي كان يكسب الانتخابات في السابق عن طريق موت المنافس أو خروج شائعات تتعلق بزوجة المنافس أو غيرها وحين يخسر الانتخابات يعرض عليه الحزب منصب السفارة


وعلي لسان أمير تلك البلد يقول : هناك نوعان من الرجال الذين يمكن أن نفاوضهم ونربح من ورائهم ، الأول هو الرجل الذي يستطيع أن يري بوضوح مشكلة الآخرين دون أن يتعالي ، والثاني هو الرجل البليد ، ولا أعرف شخصيا السبب الذي يجعل أمريكا تبعث إلينا بالبلداء في مناصب السفراء


جهل السفراء باللغة الإقليمية جعل أمريكا في حالة المجاعة ترسل الأرز الوفير ويقوم أحد المواليين للروس بالكتابة علي كل كيس هدية من الاتحاد السوفيتي بعدما قام السفير السوفيتي بشراء بضع الاطنان وتوزيعها علي أنها مقدمة لما هو آت وحين يأت الارز ومكتوب عليه هدية من الاتحاد السوفيتي لا شك أن الشعب صدق



ومن القصص الرائعة في الدبلوماسية والتي نجح أصحابها من خلال جهد فردي إحداث تطور رائع في مفهوم تلك البلاد عنه وعن بلاده :


1- قصة الشاب الفنان وهو الكولونيل هيلانديل ضابط طيران أمريكي يركب دراجة نارية حمراء اللون كتب علي مخزن البنزين الأسود اللون الخاص به بالدراجة النارية عبارة ( الشاب الفنان) يقف الضابط بدراجته في أكثر الشوارع ازدحاما ثم يجلس علي حافة الطريق يمسك بيده آلة نفخ هي الهارمونيكا ، يحي كل من يمر به ، ثم يبدأ العزف بشكل بشكل لطيف حتي يتطور عزفه فينتقل إلي أحد الألحان الوطنية الشائعة في المنطقة ويجتمع حوله الناس فيتوقف عن العزف ويقول لهم أنه جائع ولايملك نقودا ويأمل أن يعزمه أحدهم لتناول الغداء ويبرز له أحد الفلبيين ويقول أن ضابطا مثله يتقاضي راتبا ضخما فكيف يطلب أن يعزم علي الغداء ، ويرد الشاب الفنان بقوله إن كل ماقلته صحيح ويضيف أنه ترك وراءه زوجة وثلاثة أطفال في أمريكا ثم يقارن بين مستوي غلاء المعيشة في أمريكا والفلبين وبعد فترة صمت يقول واحد منهم تعال وتناول الطعام معي ويوقل ثان بل معي ويوقل ثالث إنني أملك مطعما علي ناصية الطريق فتعال معي ويذهب الشاب الفنان ( ضابط طيران) يأكل من الطعام المحلي ويشرب المشروب المحلي .. ثم يعزف لهم علي الهارمونيكا ويغني معه الجميع ..


ثم يودعونه ويدعونه للعودة يوم السبت القادم ، قيأتي السيت القادم والسبت الذي يليه والذي بعده


وبدأ أهل تلك المنطقة يتخلصون من الفكرة التي رسخت في أذهانهم وهي أن الأمريكيين أغنياء ، فهذا أمريكي يحمل رتبة كولونيل في الطيران ومع ذلك فهو ليس غنيا

0 التعليقات:

إرسال تعليق