الأحد، 12 ديسمبر 2010

رحلات مع شارلي

رحلات مع شارلي

جون شتاينبك

لكل منا كتابه المفضلون ، وهم الذين نشعر ونحن نقرأ لهم أن بيننا وبينهم مودة ومشاركة في العواطف وتشابها في النظرة إلي الحياة ، هذه الوشائج التي تقوم بيننا وبين من نفضله من الكتاب هي التي تحدد مكان كل منهم وتقرر نصيب أدبه من البقاء والزوال ..

لأن الأديب بمن يقرأونه لا بما يكتب في ذاته ، ومن بين كتاب العصر كان جون شتاينبك هو الأقرب إلي نفسي منذ أن ترجمت له قصة " ثم غاب القمر " وهي أصغر قصصه حجماً وإن كانت أغناها بخصائصه كإنسان يقدس الحرية والحق وينفر من الظلم والخيانة والخداع ..

وأعتقد أن بعض صفحات من مراعي الفردوس 1932 جديرة بأن تعد من أجمل ما كتب الكتاب في أيامنا هذه
ومن أجمل قصصه وأعمقها وآخرها ظهورا شتاء السخط

من خصائص الرجال ذوي الهمة أن متاعب الأيام تزيدهم حيوية وقوة

لقد قطعت مع شتاينبك صفحات كثيرة جداً دون أن أظفر بشئ ذي قيمة حقيقية عن أمريكا والامريكيين ( القصة تدور حول رجل وكلبه يقوما برحلات في امريكا )

إننا نقرأ هذه الكتب لنتعلم ونستفيد ، لا لكي نقرأ ألفاظاً وجملا لطيفة كأننا نقرأ مقامات الحريري

وليس معني ذلك أنك تمل مع هذا الكاتب لحظة واحدة ، هؤلاء الكتاب الكبار كسبوا من المران والخبرة ما يستطيعون به أن يشغلوك دائماً بما يقولون ، طريقتهم في الكتابة طريقة جذابة تدل علي أستاذية التفاتات أذهانهم ولمحاتهم الفنية لا تفارقهم أبداً

جون شتاينبك قصاص يعرف كيف يرسم شخوصاً ويخلق حوادث ويدير حواراً ويصل إلي حقائق النفس الإنسانية عن طريق ما يرسم ويخلق ويدير ، إنه من أولئك الكتاب الذين يعيشون للقصة وحدها ، يمارسونها في صبر وحب وعن قدرة وإدراك ومن خصائص الفن القصصي أنك لا تصل إلي الشفوف فيه (التفوق) إلا إذا انقطعت له ، وقلما نجد قصصياً بارعاً وله في فن آخر من فنون الأدب مشاركة ، اللهم أن يكون الأدب المسرحي .

يقول شتاينبك : إنني تبينت بالتجربة أنني أعجب بكل الشعوب وأكره كل الحكومات .. إن الحكومات قديرة علي أن تشعرك بأنك من الصغر والحقارة بحيث تحتاج بعد ذلك إلي جهد كبير لكي تعيد إلي نفسك شعورك بنفسك وأهميتها

إن شتاينبك في هذا الكتاب مجامل كبير وهذه صفة من صفات الكتاب الذين أسنوا : يريدون أن يحبهم الناس ويقبلوا عليهم ، ولا يريدون أن يسيئوا إلي أحد أو يجرحوا شعور إنسان .
.....................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

0 التعليقات:

إرسال تعليق