الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

العالم عام 1984 - 2


قوات البوليس العادية لاتتدخل في منازعات عامة الشعب إلا في القليل النادر ، برغم وجود عالم كامل من الجريمة داخل المدينة .. يضم اللصوص والمجرمين والمومسات ومهربي الافيون ، ومن يمارسون كافة أنواع الابتزاز المادي والجسدي ، طالما أن هذا النشاط الاجرامي محصور بين أفراد البروليتاريا ولا يتعداها ، فليست هناك مشكلة تستدعي التدخل



كان الرهان بجوائزه الاسبوعية المالية الكبيرة ، هو الحدث الشعبي الوحيد الذي يهتم به عامة الشعب اهتماما جادا ربما بالنسبة للملايين منهم تفقد الحياة كل مغزاها لو حرمن من انشطة الرهان إذ لم يكن مجرد تسلية بل كان هو السلوي .. كان مبرر الوجود الوحيد .. أو هو أهمها .. هو المتعة والمغامرة وانتعاش الحواس .. وهو أفيون حياتهم .


إنه في لحظات الازمة لا يحارب الانسان عدوا خارجيا بقدر ما يحارب ضد ما يحتاجه في الداخل من قوي معطلة

أكثر الاماكن سرية هي أكثر الاماكن عرضة للمراقبة
لا تستخدم أبدا نفس الطريق ذهابا وعودة في أي رحلة خلوية
لو التزمت كمواطن بالقواعد الصغيرة فبإمكانك أن تخرق القوانين الكبيرة

كانت تنتشر كتيبات بسرعة البرق بين عامة الشعب خاصة أوساط الشباب منهم الذين يتداولونها علي وهم أنهم قد حصلوا علي شئ ممنوع وغير قانوني

النساء منافقات جدا بطبعهن

إن التخلص من شخص غير مرغوب فيه بالقتل لا يحل المشاكل وإنما يخلقها .

هل في الامكان إقامة عالم سري تختار فيه أنت نوع الحياة الذي تحب ، وهل كل ماتحتاجه هو نوع من المكر وشئ من الحظ وكثير من الجرأة المحسوبة .


لن تقوم الحرب بل أن القذائف الصاروخية التي تتساقط بكثرة هذه الايام هي لعبة تقوم بها الحكومة والحزب في هذه البلد نفسها لكي تحتفظ بحالة الرعب بين الناس


لكن ما يجول بخاطري أنه لو وجدت مقاومة تنمو هنا وهناك .. مجموعات صغيرة من البشر يتكاتفون ليزداد حجمهم مع الزمن .. مخلفين بعض الوثائق بعد رحيلهم للأجيال القادمة .. ليتيحوا لهذه الاجيال القادمة فرصة لتكملة المشوار .... و ...


من السهل إذن أن يطلب الحزب من عامة الناس أن يتقبلوا أكثر صور التعدي علي الحقيقة وضوحا لأنهم أًصلا لم يرتفعوا إلي مستوي الوعي بما هو مطلوب منهم من قضايا مصيرية ، وليست لديهم الرغبة في متابعة أحداث الساعة ، ليتسني لهم تحليل ما يجري لمعرفة حقيقة الواقع ، إن عدم ارتفاع جماهير الشعب إلي مستوي إدراك ما يراد بهم ، كان هو ما يضمن بقائهم محتفظين بقواهم العقلية ، لأن إدراك حقيقة ما يراد بهم ، ومع العجز عن مقاومته كان خليقا بأن يفضي بهم حتما إلي الجنون

الصراع التاريخي القديم علي الاسواق الخارجية لتصريف السلع ،هو أحد الاسباب الرئيسية للحروب القديمة كما كان التنافس علي مصادر المواد الخام مسألة حياة أو موت ، لم يعد الامر كذلك بل صار التنافس والصراع علي مزيد من القوي العاملة والرغبة في امتلاك الاقاليم ذات الكثافة السكانية العالية لأنها معين لا ينضب من القوي البشرية الرخيصة

العالم عام 1984

العالم عام 1984

حين ننظر إلي العنوان السابق نظنها رواية تتحدث عن الماضي فنحن اليوم في عام 2010 ولكن في الواقع هذه رواية تتحدث عن المستقبل لا الماضي ولكن المستقبل الذي كانت تتحدث عنه قد تجاوزها فلقد نشرت هذه الرواية عام 1949 للكاتب الشهير جورج أوريل صاحب قصة مزرعة الحيوان الشهيرة ، والقصة تتنبأ بحال العالم في ظل الأنظمة الشمولية وتحذر من ذلك وجميل جدا أن يذهب خيال الكاتب والأديب المثقل بالهموم والآلام إلي أشياء تصدق فعلا فلا ندري أنعجب لصدق توقعه ام أن الفكرة جاءت في الكتاب لتتبناها تلك الأنظمة وعلي طريقة أخاف أن يأكله الذئب ، أكله الذئب وهناك أشياء لم تحدث بعد ونحن في انتظارها أو إنتظار خلاص للبشرية من تلك الانظمة والتي أحيانا تتسمي بالديمقراطية كذبا وزورا وكما قيل أفضل طريقة يختفي بها إبليس هي أن يقنعك أنه غير موجود


ولكن القصة جميلة خاصة لو أنك تتخيل العالم عام 1949 وليس عام 1984 أي أنك تتخيل الزمن المكتوب فيه هذا العمل وهاهي بعض النقولات التي وقفت عندها أثناء قرائتي للرواية التي تصف العالم في ظل تلك الانظمة وعليك أنت أن تكتشف الفرق بين الواقع و....
.............................................................................................
ومن خصائص السينما التليفزيونية هذه أن رسل وتستقبل في آن واحد فكان أي صوت يصدر عن (وينستون) ويتجاوز نطاق الهمس المخنوق .. يلتقطه الجهاز علي الفور ، زد علي ذلك أنه مادام الانسان في مدي رؤية الجهاز فمن الممكن إرسال صورة ما يقوم به بل وما يقوله أيضا .


الشعارات الرئيسية الثلاث للحزب :
الحرب ... هي السلام
في العبودية .. حرية
في الجهل .. قوة

اختصت (وزارة الحقيقة) بالاعلام والترفيه والثقافة والفنون الجميلة ..
واختصت (وزارة السلام) بشئون الحرب
و(وزارة الحب) بسيادة القانون وتوطيد النظام
أما (وزارة الوفرة) فمسئوليتها الشئون الاقتصادية

حقد لمدة دقيقتين يحدق فيهما الشعب في صورة عدو الشعب لمدة دقيقتين
إن أفظع ما في جلسة الحقد ليس في أن كل إنسان منوط به دور معين عليه أن يؤديه ، بل في حقيقة انه ليس بوسع أحد أن يمنع نفسه من الانغماس فيما يقوم به الجميع ، إذ لا تكاد تمضي ثلاثون ثانية إلا وتجد نفسك مستغنيا عن أن تفتعل سلوكا أو انفعالا . ستجد نفسك منساقا تلقائيا دون وعي


النشيد هو إلي حد ما نوعا من الترتيل لتشيد بحكمة وجلال الزعيم وتأثيرها الاكبر يرجع إلي كونها نوعا من التنويم المغناطيسي الجماعي ..

جريمة الفكر هو اسم اطلقوه علي كل من يحاول ان يفكر وجرائم التفكير بطبيعتها لا يمكن اخفاؤها إلي الابد

منظمة أشبال المخابرات تحول الاطفال أوتوماتيكيا إلي مخلوقات قاسية لا يمكن للاب أو الام أن يسيطر عليها ، تتحول الاطفال فيها إلي مخلوقات تعبد الحزب وكل ما يتصل به من أفكار من مواكب من اعلام من بيارق من معسكرات للتدريب العسكرية بلعب الاسلحة من ترديد لشعارات الحزب بصوت صارخ ..... من تدريب علي عبادة الصنم في صورة الزعيم .. والامر كله بالنسبة لهم لعبة مبهرة .. كل نزعاتهم العدوانية حول الحزب اتجاهها إلي مجال يتجاوز دائرة الطفولة .. وجهت ضد أعداء الدولة .. ضد الاجانب .. ضد الخونة .. والمخربين .. ومجرمي الفكر


مجرد ذكر الحقيقة في حد ذاته فيه كسر لحلقة الصمت المفرغة التي تعزل الماضي عن الحاضر عن المستقبل .. ليس مطلوبا منك ككائن .. أن تنقل دعواك إلي الآخرين .. إن مجرد صمودك في وجه التيار القوي القادر علي أن يطويك .. مجرد التمسك بعقلك .. فيه استمرار لتراث البشرية من الفكر ...في زمن خيانة العقل

وزارة الحقيقة لها سلسلة من الادارت المنفصلة تخصصها هو الادب والموسيقي والمسرحيات والنشاط الترفيهي لعامة الشعب (وليس لأعضاء الحزب)، إدارات تقوم بانتاج صحف شعبية رخيصة لا تنشر إلا اخبار الرياضة والجريمة واعرف بختك ، كما تصدر الروايات القصيرة العاطفية الخفيفة الزهيدة الثمن ، وافلام سنمائية تنضح بالجنس ، وأغاني شعبية رخيصة تؤلف بشكل روتيني عن طريق جهاز يشبه الفانوس السحري يسمي بناظم الاغاني .

هناك أيضا لغة جديدة وهي اللغة الوحيدة في العالم التي تتناقص مفرداتها عاما بعد عام وذلك لأن هدف اللغة الجديدة النهائي هو تضييق نطاق الفكر ؟! فعلي المدي البعيد نسبيا سنتمكن من وضع حد نهائي لجرائم الفكر لأن من يفكر في ارتكابها لن يجد كلمات يعبر بها

الحماس مع نمط فكري متحجر ... يعادل اللاوعي

أفق تفكير عامة الشعب (غير اعضاء الحزب) محصور بين العمل اليومي الشاق الذي بطبيعته لن يتيح له وقتا طويلا للتأمل فيما حوله ، ثم الافلام المسلية والخفيفة والجنسية وكرة القدم ورعاية الاطفال والشؤون المنزلية بالنسبة للمرأة .. وشرب البيرة وأخيرا القمار وهو أمر يشجعه الحزب لهذه الفئات فقط . ماذا بقي من طاقات هذه الطبقة أو اهتماماتها لتفكر في أي شئ آخر؟


أن تسيطر عليهم بعد ذلك ، ليس أمرا صعبا ، بين صفوفهم يندس رجال البوليس السياسي لتهدئتهم أو امتصاص غضبهم ، ثم إلقاء القبض وتصفية من يعلو له صوت أكثر مما ينبغي ، أو الذين يشتم من وجودهم بعض الخطر .


ليس في مخطط الحزب أن يستهدف خلق مثل عليا أو قيم نافعة لدي هذه الطبقة .. فليس من المستحب أن تمارس هذه الفئات السياسة بتوسع ، إذ يجب أن يظل النشاط السياسي لعامة الشعب في حدوده الدنيا

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

الشارة القرمزية 2






* أشياء قليلة سواء في الدنيا الملموسة أو في أعماق دائرة الفكر أشياء قليلة تخفي علي الرجل الذي يهب نفسه وبلا تحفظ لحل لغز.
• هناك شعورا بالقضاء والقدر لا يقاوم بل لا مفر منه كأنه القدر نفسه .. يضطر الناس أن يتلكأو ويحوموا كالأشباح حول البقعة التي شهدت حادثا عظيما هاما لون حياتهم ، ويزداد ذلك الشعور قوة كلما كان ذلك اللون أقتم .


• ضياع الثقة والإيمان هذا أكثر عواقب الاثم إيلاما .


• وكانت صحة السيد (ديمسدال) قد أخذت في الانهيار وقال الناس إن ذلك يرجع إلي فترات الصوم الطويلة والتهجد المستمر في عبادة وصلاة لا يني يؤديها كي يمنع كثافة المادة والجسد من إخفات مصباح روحه . وقال البعض الآخر غن السيد (ديمسدال) إذا مات فذلك لأن هذه الدنيا لا تستحق بعد أن يطأها بقدميه علي حين كان يؤكد بتواضعه المأثور أن القدر لو رأي الخير في موته فذلك لأنه ليس جديرا أن يقوم برسالته المتواضعة هنا علي هذه الأرض .


• الشبان يتنازلون بسهولة عن الحياة لأن جذورهم لم تتغلغل بعد في أعماقها ، أما الرجال الاتقياء الذين يسيرون مع الله علي الارض ، فإنهم يتوقون إلي الذهاب إليه ليسيروا معه في السماء.


• أينما كان هناك قلب وذكاء فأمراض البدن كلها تطبغ بخصائص هذين .


• الرجل الذي يثقل كاهله سر يجب علي وجه خاص أن يتجنب صداقة طبيبه لأن الطبيب الماهر يوثق العلاقة بين عقله وعقل المريض إلي حد يجعل المريض يتحدث دون وعي بما يظن أنه دار بخلده وحسب .


• الجمهور مستبد في عواطفه ، في إمكانه أن ينكر الحكم العام إذا ألحوا عليه إلحاحا شديدا كي يتقبله كحق ، لكنه كثيرا ما يكافئ بأكثر من الحق والعدل إذا ابتهل المرء إليه مخاطبا كرمه وجوده


• الطبيعة البشرية تنزع دائما إلي فضح أقبح ما فيها إذا كان مجسما في شخص آخر .


• الميل للتأمل والتفكير وإن جعل المرأة هادئة كما يفعل بالرجل فإنه يحزنها .


• إن للقدر خطة عادلة للقصاص .


• إن الفجوة التي يحدثها الذنب في الضمير الانساني لا ترمم البتة خلال حياته .


• وانتزعت الشارة القرمزية من صدرها وطوحت بها بعيدا عن أوراق الشجر الذابلة ، فسقط الرمز المبهم علي الجانب الآخر من الجدول ، لا يبعده عن الماء إلا شبرا واحدا وإلا لوقع فيه ولحمل الجدول الصغير سرا حزينا آخر يحكيه ضمن روايته الطويلة الغامضة التي لا يزال يغمغم بها ويثرثر في سريانه .


• ولا نبالغ في تصوير حقيقة الطبيعة البشرية إذا نحن قلنا أن شعورا بشئ من الندم خالج (هيستر) تلك اللحظة وهي علي وشك الخلاص من الألم الذي اندمج طويلا في كيانها ، ألا يمكن أن تنتابها رغبة لا تقاوم لتعب جرعة كبيرة أخيرة من كأس آلامها التي أمضت معظم سني شبابها تجرع منها ؟ فخمر الحياة التي ستقدم إلي شفتيها بعد ذلك يجب أن تكون دسمة .. لذيذة .. مبهجة .. منعشة في كأسها الذهبية المنقوشة ، وإلا خلفت لها فتورا مضجرا بعد أن تفارقها المرارة التي تخدرها .


• آباء الحكومة ومؤسسوها : الرجل السياسي .. والقس .. والجندي


• الشعور العام هو من يعطي القانون قوة وحيوية .


• فكانت السلطة السياسية في قبضة قس ناجح .





الشارة القرمزية

الشارة القرمزية




ما قصة تلك الشارة أو العلامة القرمزية ، قس شاب وامرأة وفتاة صغيرة وزوج وشارة قرمزية ، أربع أشخاص ورمز تدور بينهم قصة من أروع القصص الإنساني تقع المرأة في جريمة الزني من قس شاب أثناء غياب زوجها وبعده في الاسفار البعيدة الذي كان طبيبا في مهنته مريضا في رعاية أهله ، تعترف المرأة بالخطيئة والذنب والجرم الفظيع الذي ارتكبته فتصعد علي المقصلة ، لكي يحكم عليها ولكن من هو المجرم الذي ألحق بها العار ولطخ شرفها ووضع في أحشائها بذرة سرعان ما تنمو وتخرج لتشهد علي الاثنين وتظل تؤرقهما ، لم تعترف المرأة عليه ليأخذ حقه ونصيبه من كأس المر ، يقف علي مبعدة أو مقربة من المقصلة ذلك القس الشاب جبانا لا يقدر أن يعترف بجرمه كما اعترفت المرأة


ويحكم علي المرأة بوضع شارة قرمزية علي صدرها دليلا علي فسقها وجريمتها النكراء تظل تلك الشارة ملتهبة تحرق ما تحتها طوال القصة تظل المرأة تعاني من ذل الذنب وذل علامته الموضوعه علي صدرها وتمر الايام لتأتي بعقاب آخر وشاهد آخر علي تلك الجريمة ألا وهي طفلة مولودة تسميها الام بورل أي لؤلؤة فتضاف إلي الشارة شارة أخري ولكنها بشرية تقول ما لا تقوله الشارة تنطق بما يعذب الام ويقطع أحشائها تذكرها دوما بالخزي والعار وكأنها الضمير الانساني في صورته المجسدة تعبر عنه الفتاة وهي تلعب لا تلقي بالا بثقل كلماتها وكأنها شيطانا صغيرا كُلف بعذاب المرأة ، ولا تكتفي الاحداث بذلك بل يرجع الزوج المأفون ليعرف القصة فيخفي شخصيته ويتستر في صورة طبيب رحالة ويتقرب من القس ، لينتقم منه حتي يصبح طبيبه الخاص فينفس فيه الهم والحزن ويمرض قلبه ويسمم روحه من حيث لا يدري


ومن خلال هؤلاء الاربع ينسج ناثانيل هوثورن رواية من أروع الروايات وقد نشرت عام 1850 م


ومن العبارات الرائعة التي استوقفتني أنقل لكم هذه المقاطع :






• مما يساعد علي تحسين الصحة النفسية والخلقية لأي رجل أن يصادق أناسا يختلفون عنه ، ولا يهتمون بعمله ولا بهواياته ، وعليه أن يخرج من نفسه وينساها تماما كي يقدر أفق هؤلاء الناس ومواهبهم


• ذهب العام سام له سحر المرتبات التي يدفعها الشيطان لمن يضلهم ، فيجد كل من لمس ذلك الذهب أن عليه المحافظة علي نفسه جيدا وإلا ألفي المساومة تثقل كاهله ، فهي إن لم تسلبه روحه فسوف تسلبه صفات حميدة ، منها : القوة .. والصلابة .. والشجاعة والإصرار .. والصدق .. والاعتماد علي النفس ، وكل ما تزهي به شخصية الرجل وتزدهر .


• معظم مصائبنا ، حتي الكبريات منها ، تأتي معها بعلاجها ومواساتها علي شرط أن يتلقاها المرء بصدر رحب .


• المنصة جزءا من آلات العقاب ولكنها في الايام الغابرة كانت عاملا هاما ذا أثر فعال في الارتقاء بالوعي الوطني تمام كالمقصلة في نظر الارهابيين الفرنسيين .


• ياسيدي القس (ديمسدال ) إن مسؤلية روح هذه المرأة تقع عليك ، فواجبك أن تحضها علي الندم ثم الاعتراف .. باعتباره دليلا عليه.


.....................


أي (هيستر براين ) إنك تسمعين ما يقوله هذا الرجل الصالح وترين المسؤلية التي أنوء بها .. فإذا شعرت لكي تنال روحك الهدوء والسلام ولكي يفيد العقاب الأرضي في خلاصها في الآخرة ، فإني أدعوك أن تعترفي باسم شريكك في الإثم والعذاب ، لا تصمتي شفقة به أو عطفا عليه فصدقيني يا هستر لو أنه هبط من مكان عال ووقف هناك إلي جوارك علي منصة عارك ، لكان خيرا له من أن يخفي قلبا خاطئا طوال الحياة فبماذا يفيده صمتك إلا أن يغريه .. نعم .. يضطره في هذه الحالة إلي أن يجمع الرياء إلي الاثم ، لقد وهبتك السماء فضيحة علنية حتي تنتصري علنا علي الشر الذي فيك وعلي الحزن الذي يحيط بك .فاحترسي إذن .. فإنك تمنعين عنه الكوب المرير – ولعله ليست لديه الشجاعة ليستحوذ عليه بنفسه – ذلك الكوب المرير ( وإن كان صحيا مفيدا) ذلك المفروض علي شفتيك الآن .














بعيدا عن الناس

بعيدا عن الناس

بعيدا عن الناس هي قصة توماس هاردي يحكي لنا فيها كيف يمكن لغرور إمرأة أن يصنع في الرجال ، ثلاث رجال تجمعهم علاقة بتلك المرأة أحدهم وأولهم رجل لديه مزرعته ويتسم بالبساطة حين يراها تعجبه يعرض عليها الزواج أو يذهب إلي عمتها ليتقدم إليها فترفضه وتجرح مشاعره ثم تغادر تلك الفتاة وترحل إلي بلد أخري وفي هذه الاثناء يصيب الرجل الفقر بسبب كلبه الغبي الذي يتسبب في هلاك القطيع فيقول في نفسه كيف كان حاله إذا كان تزوج تلك الفتاة كانا سيعانيان من آثار الفقر فيحمد الله ثم يرحل من تلك القرية ليحط رحاله علي قرية أخري ينشب فيها حريق فيقوم بما ركب فيه من جبلة وما معه من صفات بدور البطوله حتي ينقذ الموقف وتأتي صاحبة المزرعة لتجد هذا الراعي – حيث ارتدي ثوب الرعاة ليجد عملا – فتشكره وتطلب منه أن يعمل عندها كانت تتشح بالسواد وتغطي عينيها لموت قريبة لها ثم يعرف أنها هي عينها تلك الفتاة المغرورة وأن عمتها قد ماتت وورثت هي كل أملاكها يعمل عندها دافنا في صدره بقايا آثار حبه لها ووله بها


ثم تكتشف تلك الفتاة أن مدير المزرعة يسرقها فتطرده وتتوالي الاحداث ويثبت هذا الراعي جدارته ليتولي هو إدارة المزرعة بعدما تخوض تلك الفتاة تجربة إدارتها بنفسها وبمساعدة الراعي أيضا وهي تلعب دور مديرة المزرعة تغشي الاسواق لتبيع حبوبها وما تنتجه مزرعتها تنظر إليها الناس مشرأبة الاعناق لجمالها الفائق فيزداد غرورها إلا رجلا يمر بجوارها ولا يعيرها أي اهتمام فيغتاظ قلبها وتسأل عليه وتعرف من هو ويبدأ عقلها المريض بوضع شبكة صغيرة تلفت بها إهتمامه وتغلق الشبكة لا علي إهتمامه فقط بل علي كل كيانه فيقع في حبها بكل كيانه


أما عن تلك الشبكة فلقد أرسلت رسالة غير موقعة تقول فيها أنها ترغب في الزواج منه ، تحاول أن تعتذر عن تلك الرسالة ولكن قد وقع المحذور ووقع الرجل في غرامها إذ أخرجت القلب من سكينته فكيف له بالعودة إلي سابق عهده ، يضغط عليها لتوافق علي الزواج منه تتردد بين القبول والرفض وي هذه الاثناء يظهر شاب وسيم الطلعة علي الساحة إنه ضابط ويلعب ذلك الضابط نفس اللعبة التي لعبتها هي مع الرجل السابق وتتعلق هي به ويكون هو أفاق مغامر له قصة سابقة مع خادمتها التي هربت ظنا منها أنه سيتزوجها كما وعدها وتدور الاحداث ليشرب الساقي من نفس الكأس


وأنا أقرأ تلك القصة كانت تستدعي أحداثها قصة أخري وهي أنا كرنينا إحدي روائع تولوستوي تتشابه القصتان إمرأة جميلة ورجل مخدوع وضابط وإن كان بينهما فرق شاسع
بعيدا عن الناس كيف ستكون نهايتها أدعوك لتتعرف أنت بنفسك علي ذلك


اللؤلؤة

اللؤلؤة

هي قصة من قصص جون شتاينبك تدور أحداثها حول صياد فقير يعيش هو وزوجته وطفله الصغير في كوخ وسط أكواخ الصيادين الفقراء يلدغ الطفل الصغير عقرب فتنتفض الأم لعلاجه بما أوتيت من قوة فتضع فمها علي موضع اللدغ فتمتص السم ثم تبصقه عدة مرات ولكنها تشاهد إحمرارا يمتد حول موضع اللدغ فتصرخ عليهم – كل من اجتمع من حولها من جيران – ليأتوا بالطبيب ولكن يأتيها الصوت أن الطبيب لن يأتي لأنهم فقراء فتقول في عزم وحزم وشفقة ورفق الأم إذن فلنذهب إليه ثم تأخذ الطفل الملدوغ وأبيه وتذهب للطبيب يخرج خادمه ليلقاهم ويعرف من مظهرهم مدي فقرهم ثم يدخل ليقول له الطبيب سلهم هل معهم نقود فيقولون لا إلا ورقة مطوية عدة مرات من عملة رخيصة ليخرج عليهم الخادم مرة أخري ليقول لهم إن الطبيب غير موجود ذهب في علاج بالخارج وهكذا ترجع الام وهي تحمل لدغة أخري مسمومة من رد فعل الطبيب الذي رفض علاج طفلها لأنهم فقراء ويرجع الاب تملأه الحسره ويعتصره الالم ويوقد في قلبه العزم العزم علي أن يجد مخرج وأن يعالج إبنه ولكن ما المخرج من حالة الفقر المدقع الذي يعيشه ؟


يتفتق ذهنه علي أنه عليه أن يجد لؤلؤة


نعم عليه أن يصطاد لؤلؤة تغنيه ويعالج ولده


فيجر قاربه ويضع الام والطفل في القارب ويدفعهما حتي يستقر القارب فوق صفحة الماء وفي تلك الاثناء تجمع الأم قليل من الاعشاب وتمضغها وتصنع منها لبخة تضعها فوق موضع اللدغة التي أصابت الصبي وبمرور بعض الوقت تهدأ وتتقلص آثار اللدغة


والسؤال هل سيجد الصياد اللؤلؤة أم ماذا ؟


نعم سيجد أكبر لؤلؤة شهدتها القرية وشهدها تجار اللؤلؤ أيضا


ليدخل بنا الكاتب في المعمعة معمعة موقف المجتمع من طبيب وتجار اللؤلؤ وباقي الصيادين من الرجل حين وجد اللؤلؤة


يتكالب عليه الجميع وتتنكر له الارض وتحاك المؤامرات لسلب هذا الصياد اللؤلؤة وفي عرض الكاتب لهذا الصراع يفتح الباب لنا علي مصراعيه لنلج عالما فسيحا نشهد فيه أنفسنا هل هذا خاص بمن وجد لؤلؤة ، أم أنه عام لكل من وجد نفسه في ظل فقر الواقع المحيط بنا من كل جانب ، نعم لم تعد المسألة مسألة لؤلؤة تقاس قيمتها بالدراهم والدنانير مهما غلي سعرها ، فإن الأمر أكبر من ذلك


فإننا نعيش الفقر بل الفقر المدقع في الافكار والاهداف والغايات وكل من وجد نفسه ووجد طريقه فلقد وجد اللؤلؤة الخاص به وإذا أردت أن تعرف ماذا يصنع معك الناس حين تجد اللؤلؤة فعليك أن تكمل تلك الرواية

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

وليمة متنقلة 2

• أحيانا يتراجع الربيع أما الامطار الباردة الغزيرة حتي ليخيل إليك أنه لن يأتي أبداً وأنك ستخسر فصلا من حياتك .
• الشئ الوحيد الذي يمكن أن يفسد عليك يومك هو الناس ، وإذا كان بمقدورك أن تتحاشي الالتزام بمقابلتهم فإن كل يوم من أيامك يغدو بلا حدود ، فالناس هم الذين يضعون دائما حدوداً للسعادة باستثناء القليل منهم الذين لهم طيبة الربيع نفسه .
• إن من يقوم بعمله ويشعر بالرضي عنه لا يزعجه الفقر


• وكانت تصرفاتي جميعها جزءا من معركتي ضد الفقر ، وهي معركة لا تكسبها إلا بعدم الإنفاق ، خصوصا إذا كنت تقتني اللوحات بدلا من الملابس .


• وتعلمت عندما توقفت عن الانهماك في المشاركة في السباقات أن أي شئ زينا كان أو شينا يترك فراغاً عندما ينتهي ، ولكن إذا كان شينا فإن الفراغ يمتلأ تلقائيا ، أما إذا ان زيناً فإنك لا تستطيع ملء الفراغ اذي يخلفه إلا إذا وجدت شيئا أفضل .


• لم نثق في تلك الأيام بأي فرد لم يشترك في الحرب.
• الجوع يجعل إدراكك أكثر حدة .
• لم نتجادل أبدا حول هذه الامور لأنني كنت ألزم الصمت بشأن الامور التي لا أحبها .


• عزرا باوند : كان عزرا باوند أكثر الادباء الذين عرفتهم كرما وأعظمهم نزاهة ، لقد ساعد شعراء ورسامين ونحاتين وكتابا آمن بموهبتهم ، وكان علي استعداد لمساعدة أي إنسان آخر في مأزق سواء أكان ذا موهبة أم لا ، كان يحمل هموم الجميع ، وفي الوقت الذي التقيت به أول مرة كان قلقا جدا بخصوص ت . س. إليوت الذي كان كما أخبرني عزرا يعمل في بنك بلندن ، ولهذا لا يتاح له الوقت الكافي ولا الساعات المناسبة لممارسة نظم الشعر ، أسس عزرا صندوقا اسمه حب الأدب بالتعاون مع الآنسة ناتالي بارني وهي أمرأة أمريكية غنية ومشجعة للفنون .وتتلخص فكرة الصندوق في مساهمتنا جميعا في التبرع بجزء مما نكسب لنوفر مبلغا من المال يكفي لإخراج السيد إليوت من البنك ليتفرغ لنظم الشعر ، وبدت لي تلك الفكرة جيدة وبعد أن أخرجنا السيد إليوت من البنك ، قرر عزرا أن نواصل العمل ونساعد الآخرين .


• يصيبني الغثيان عندما يتحدث الناس عن إنتاجي أمامي
• سكوت فتزجيرالد : كانت موهبته طبيعية مثل طرز دبجه الغبار علي أجنحة فراشة ، لا يفهم ذلك أحيانا أكثر مما تفهمه الفراشة ولا يعرف متي يتعرض ذلك الطرز للزوال أو التشويه وأصبح مؤخرا واعيا بجناحيه المعطوبين وتكوينهما وتعلم كيف يفكر فلم يعد بوسعه الطيران ، لأن حب الطيران قد اختفي وصار بإمكانه أن يتذكر فقط ، عندما لا يتطلب الأمر مجهودا ، ...... ورغب إلي أن أقرأ كتابه الجديد (غاتسبي العظيم ) وتلاحظ شيئا علي وجهه ماعدا الخجل الذي يعتريه ، وهو خجل يشعر به جميع الادباء غير المغرورين عندما ينجزون عملا رفيعا ...... وكان قد أخبرني في مقهي بستان الليلك كيف كتب ما ظنه قصصا جيدةة ثم أجري بعض التغييرات عليها قبل تقديمها إلي الجريدة لأنه كان يعرف بالضبط كيف ينبغي تعديلها لتصبح قصصا تشتريها المجلات ، صدمني ذلك وقلت إنني أظنه نوعا من البغاء ، وقال إنه البغاء ولكنه كان مضطرا لذلك لأنه كان يكسب المال من المجلات ليتوفر لديه ما يكفي لتأليف كتب محترمة ، وقلت إنني لا أصدق أن أحدا يستطيع أن يكتب بأي كيفية أخري ماعدا الكيفية التي تظهر أفضل ما عنده ولا تسئ إلي موهبته، وقال مادام إنه كتب قصة حقيقية في البداية فإنه لا يضيره أن يحطمها ويغيرها في النهاية ، لم يكن بوسعي أن أصدق ذلك وأردت أن أجادله ولكني كنت بحاجة إلي رواية لدعم وجهة نظري وتبيينها له وإقناعه بها ، وأنا لم أكتب بعد مثل تلك الرواية ، ومنذ أن أخذت بتفتيت كل كتاباتي والتخلص من كل سهولة وبمحاول الإنشاء بدلا من الوصف ، أصبحت ممارسة الكتابة ممتعة ورائعة ، ولكن كان يصعب علي كتابة رواية ولم أعرف كيف أستطيع أن أكتب شيئا بطول الرواية فغالبا ما كانت كتابة فقرة واحدة تستغرق مني الصباح بأكمله .

لا تسافر أبداً مع إنسان لا تحبه
• الصقور لا تتقاسم الفريسة
• كنت أستطيع دائما أن أذهب إلي مقهي وأكتب هناك طوال الصباح ولا أتناول سوي قهوة بالحليب فيما يقوم عمال المقهي بالتنظيف والكنس

وليمة متنقلة

وليمة متنقلة

وليمة متنقلة هي حقا وليمة لماذا هي وليمة ؟
أقول لكم لأنها قصة واقعية يحكي فيها إرنست همنجواي كيف بدأ طريقه ككاتب ، ويحكي عن مجموعة من أصدقائه وكانوا جميعا في بداية حياتهم وما هي الصعوبات التي كانت تواجههم في تلك الأوقات وهذا في رأيي كنز ثمين لمن يريد أن يتعلم الكتابة  خاصة من مثل إرنست همنجهواي صاحب قصة العجوز والبحر  الرائعة وصاحب جائزة نوبل 1954م
صدرت الرواية عام 1963 م بعد وفاته بعامين إثنين
وفي تلك القصة كنت أشعر أن كاتبها لابد وأن ينتحر إذ تستشعر المرارة في بعض وصفه لحياته السابقة لا من حيث الصعوبات بل من حيث التفاؤل  وندمه علي إسرافه في التفاؤل وقتها ، ولا أدري هل كنت استشعر ذلك حقا أم أنها إيحاءات معرفتي المسبقة بأنه مات منتحراً
وفي انتحاره سؤال يحيرني كثيرا ، ولا أقصد إنتحاره هو علي الخصوص
بل إنتحار الرجل الذي يحصد في نهاية حياته النجاح والشهرة علام ينتحر ؟
في القصة يحكي إرنست همنجواي عن ذكرياته  من سنة 1921 إلي سنة 1926 ويحكي عن باريس إذ كان وقتها يقيم هناك  وكان قد سجل تلك الذكريات في الثلاث سنوات الأخيرة من حياته ، بعد أن اكتملت أدواته الفنية والفكرية
ومن الوليمة المتنقلة أنقل لكم تلك المشهيات والمطعومات وبعض السلطة

·       بعد كتابة كل قصة كنت أشعر بالجوع ، ويداخلني إحساس بالحزن والسعادة في آن واحد ، كما لو كنت قد مارست الجنس
·       كنت دائما أواصل العمل حتي أتم شيئا ما وكنت أتوقف عندما أعرف ما الذي سيجري بعد ذلك في القصة وبتلك الطريقة أتأكد من استمراري في العمل في اليوم التالي ، ولكن يحدث أحيانا أن أشرع في كتابة قصة ما ولا أتمكن من التقدم فيها ، فكنت أجلس أمام النار وأعصر قشور البرتقالات الصغيرة علي أطراف اللهب وأشاهد الرذاذ الأزرق الذي تخلفه  ، وأنتصب وأحدق في سطوح باريس ، وأقول لنفسي  : " لا تقلق ، لقد كنت تكتب دوماً من قبل وستكتب الآن ، كل ماعليك أن تفعله هو أن تكتب جملة حقيقية واحدة ، اكتب أصدق جملة تعرفها  ، وهكذا  أتمكن أخيرا من كتابة جملة حقيقية واحدة ، ثم أواصل من هناك لقد كان ذلك أمرا ميسورا ، لأن هناك دائما جملة حقيقية أعرفها أو رأيتها أو سمعت شخصا ما يقولها ، وإذا بدأت الكتابة بتكلف أو كمن يمهد لتقديم شئ ما ، شعرت بأن علي أن أحذف الزخرفات والمقدمات والالتواءات اللفظية ، وأرمي بها بعيدا لأبدأ بأول جملة خبرية حقيقية بسيطة كتبتها .
·       تعلمت من رسم سيزان أشياء عديدة مكنتني من الاكتفاء بكتابة عبارات بسيطة حقيقية لتضمين قصصي الأبعاد التي أتوخاها .
·       لا تكتب أي شئ لا يمكن نشره ، إنه خطأ وإنه لأمر سخيف
·       قالت لي الآنسة شتاين : بإمكانك أن تشتري إما الملابس وإما اللوحات ، إن الامر بهذه البساطة ، وليس هناك رجل ليس غنيا بمقدوره أن يشتري الاثنين معا ، لا تهتما بثيابكما ولا توجها عناية إلي الموضة مطلقا ، واشتريا ملابسكما للراحة والديمومة وستوفران مال الملابس لشراء الصور واللوحات .
·       عندما تكون فارغا يجب أن تقرأ لئلا تفكر في عملك أو تقلق عليه ، حتي تستطيع القيام به مرة أخري . كنت قد تعلمت أن لا أنزح بئر كتابتي برمته ، بل أتوقف دائما وفي قعر البئر شئ ما ، وأدعه يمتلئ في الليل من الينابيع التي ترفده .

الملابس تصنع الناس

الملابس تصنع الناس


هل الملابس تصنع الناس أم أن الناس هي التي تصنع الملابس هنا في هذه القصة يعالج ذلك الموضوع جوتفريد كيلر الكاتب الالماني ( السويسري)


في هذه القصة الشيقة يروي الكاتب قصة غلام لترزي يُفصل من عمله لديه حُلة جميلة يرتديها وهو يغادر تلك القرية التي كان يعمل بها لا يجد ما يركبه في ليلة مختلفة الاجواء يمر بقربه حوذي يسأله سؤال ويعرض عليه توصيله معه فيركب الغلام بحلتة الرائعة في تلك المركبة الفاخرة ، وفي الطريق يقف الحوذي بفندق لكي يأكل ويريح الأحصنة وعندها ينزل الغلام أو الشاب ليقع لبس للجميع بأنه أمير وينخدع الناس بهيئته ويعاملونه كأمير حتي يصبح كل تصرف منه مقبولا بل وممدوحا أيضا وتسير أحداث القصة لتأتي ساعات الاختبار والامتحان الحقيقي وهو هل ينجح الشاب في إختراق مصاعب الحياة والنجاح فيها أم أنه يفشل في ذلك ؟
والسؤال الذي يطرحه الكاتب هل الملابس تصنع الناس ؟


وفي عصرنا لدينا إجابة وتصور غير ما فرضه الكاتب في قصته وهو ما نسميه الوضعية الذهنية او التهيئة الذهنية فالملابس الفخمة تضعك في وضعية ذهنية متفوقة وبالتالي حين تختبر الحياة بتلك الوضعية الذهنية فغالبا ما تنجح إذا ما توافرت عوامل النجاح الأخري من جد واجتهاد
وحين نعمل إسقاط علي حياتنا نحن العرب والمسلمين في زماننا هذا نجد أننا عبر عقود من الزمان تم تربيتنا علي وضعية ذهنية متخلفة تقول بأننا لا نستطيع وأننا لا نقدر في حين تحدثنا الاخبار يوما بعد يوم بأن من يهرب من تلك القبضة الحديدية للوضعية المتخلفة ليختبر نفسه في ميادين الحياة يجد نفسه متفوقا بل ويحصد الجوائز
أقول نعم الملابس تصنع الناس بالمفهوم الذي قدمته أي أنها تساعد في خلق وضعية ذهنية متفوقة ولا لا تصنع الناس بالمفهوم الذي قدمه الكاتب
وعلي العموم القصة جميلة ولقد أعجبتني وأدعوكم لقرائتها