الأربعاء، 28 مايو 2014

العنف والسخرية

العنف والسخرية


العنف والسخرة ثنائية عجيبة كشف عنها  ألبيرقصيري في روايته العنف والسخرية التي كتبها عام 1964 فيها يطرح السخرية منهج للتغيير كما أن العنف منهج  وهل ممكن أن تات السخرية بنتيجة فعالة في التغيير السياسي السؤال الصحيح هل اتي العنف بنتيجة ؟
القصة رائعة  خاصة  لو وضعنها في إطارها الزمني وليس الآن
تدور احداث قصتنا في الاسكندرية حيث يقوم الثوار بالسخرية من المحافظ
في شارع رئيسي ممنوع وقوف المتسولين فيه يفاجئ رجل الامن بشخص يجلس علي الرصيف متسولا  فيزمجر ويرغي ويزبد وينقض عليه معنفا ليفاجئ برأسه تخرج في يديه وتتناثر الدماء علي وجهه فيفزع ولكن  سرعان ما يدرك أنه وقع في فخ وان المتسول مجرد دمية الغرض منها السخرية من رجال الامن ومن المحافظ ومن النظام السياسي  وهكذا تبدا قصتنا
كريم ثائر من الثوار القدامي  ولكنه انتهج نهجا جديدا في الثورة  وهو يقطن في غرفة علي سطح منزل يطل علي شارع رئيسي  وهو يصنع الطائرات الورقية ومن بيعها ينفق علي معشيته
هيكل هذا هو الرجل الارستقراطي وهو العقل المدبر للمجموعة
خالد عمر الممول الرئيسي وهو مسجون سابق وفي السجن تعلم البيزنس وخرج ليصنع ثروة وهو رجل بسيط  وتعجبه أفكار المجموعة وتعجبه أيضا شخصية هيكل
سعاد هي مصدر معلومات هيكل عن المحافظ وهي بنت صديق مقرب جدا من المحافظ  فتاة في حوالي السابعة عشر معجبة بهيكل وتريد أن تشعر انها كبرت وأصبحت آنسة تحضر معظم اجتماعات أبوها مع المحافظ  فتنقل لهيكل كل شئ
عرفي وهو من يكتب الشعارات واليفط والبنارات التي يعلقونها مدحا مبالغا فيه للمحافظ وهو صاحب مدرسة تقع اسفل منزلة يعلم الاولاد فيها ولكن ماذا يعلمهم ؟

هناك أيضا طاهر الذي يظهر في وسط القصة يريد ان يجعل كريم أن يعود للثوار ويترك السخرية ويخطط لقتل المحافظ عن طريق قنبلة

تبدأ قصتنا بالسخرية من رجال الامن والشحاتين ثم يذهب كريم الي سطح منزله ليفاجئ برجل من رجال الشرطة يصعد اليه في مسكنه علس سطح العماررة ليستعلم عنه لماذا؟ لانه يقطن علي شارع رئيسي يمر منه موكب المحافظ  كما ان له تاريخ ثوري لذا يجب اخلاءه للسكن والبحث عن مكان آخر
كريم سخرمن رجل الشرطة باقناعه انه تغير تماما وانه رجل مسالم يصنع الطائرات الورقية ويتكسب منها ويهدي لرجل الامن طائرة لاولاده
هل ممكن أن تكون الطائرات الورقية وسيلة لاعمال العنف هكذا يتسائل  رجل الامن فيضحك كريم وكيف ذلك
نجح كريم في اقناع رجل الامن بتوبته من العنف وانه مواطن عادي لا يثور علي النظام بل يشعر بتغير الوضع وهو راض عن النظام فيسأله رجل الامن ولكن كيف تشعر بأن النظام قد تغير فيرد كريم الان لو مشيت في الشارع بحس ان درجة الحرارة أصبحت أقل
تبدأ المجموعة في عمل بوسترات مضخمة في شكل المحافظ وملامحه  ومغدقة عليه في المديح المستفز يحتفظ هيكل بنسخة من الاعلان معه ثم يذهب للنادي الخاص بالنخبة  ويذهب الي الحمامات  ويقف امام مبولة ويلصق صورة المحافظ
ثم يخرج بسرعة ليدخل خلفه أحد رجال الاعمال الذين يكرهون المحافظ بسبب علاقة نسوية فلقد سرق المحافظ منه عشيقته المغنية المشهورة
رجل الاعمال يبدو سكران فيدخل ويفتح سحاب بنطلونه ليتبول فينظر فجأة ليجد المحافظ أمامه بعينين جاحظتين فيفزع ثم يستغرق في الضحك وينتهي الامر به مغميا عليه بل للاسف لقد مات
يكون للقصة وقع وصدي ثم تغرقا لمدينة بتلك الملصقات
ثم ينتقل هيكل لفكرة جديدة يريد فتح باب التبرعات لعمل تمثال للمحافظ فيغري سعاد بتقليد توقيع ابيها ولكنها تقترح فكرة احسن فتعطيه شيك علي بياض موقع من ابيها فيستغله هيكل افضل استغلال وتبدا حملة التبرعات لصنع تمثال للمحافظ
ولا يدري احد من وراء  تلك الحملة يغتاظ المحافظ ويشك في صديقه انه هو من وراء تلك الافعال خاصة الشيك وتبدأ بينهما المنازعات
وفي تلك الحالة يسوء وضع المحافظ سياسيا جدا
تحصل مشادة بين المحافظ وصديقه وسعاد كانت قريبة لتسمع المفاجئة سيتم اقالة المحافظ في غضون اسبوع
 مباشرة تبلغ هيكل  ويعرف ايضا كريم بهذا الخبر
يتقرب طاهر من كريم كي يساعده في خطته من قتل المحافظ عن طريق قنبلة يلقوها من اعلي السطح يرفض كريم رفضا باتا بل ويقول لطاهر الامحافظ سيستقيل في غضون اسبوع لا يصدق طاهر تلك المسألة  ويفترقا
وتمر الايام ليفاجئ الجميع بقنبلة تلقي علي المحافظ – منتهي الصلاحية – وتتصدر صور طاهر الاخبار.

العنف والسخرية موضوع جميل طرحه كاتب مصري فرنسي هو ألبيرقصيري وحاز بها علي جائزة الاكاديمية الفرنسية عام 1991  

0 التعليقات:

إرسال تعليق