الثلاثاء، 6 مايو 2014

السفير 9

السفير 9
إن عصرنا المرذول يبخس الوطنيين قدرهم .

السفير يتحدث عن نفسه وعن الامريكين : نحن لا نحرق المراكب ولا نقطع الجسور ، بل نبيعها ونجعل منها تجارة. ولسنا شهداء، نحن لان الاستشهاد في نظرنا حماقة لا تجدي ، وان كانت مصدر ربح لباعة الأذخار والأساطير.
ونحن لا نرفع عقيرتنا بالحقائق ، بل ننصرف عنها إلي ترهات العرافين والمنجمين.. وإذا كان هناك ما نأسف له ، فهو اننا لا نملك إلا عمرا واحدا نقدمه لوطننا ، فكيف يراد منا ان نقامر بهذا العمر من اجل بطولات لا تجدي؟

حوار بين السفير ورجل المخابرات الامريكية في فيتنام الجنوبية  

هذه مهنة شاقة، سريعا ما تميز الرجال من الاطفال.
وما الذي جعلك تختارها ، يا هاري ؟
فألقي إلي نظرة فاحصة سريعة ثم هز كتفيه وعاد إلي لهجته الساخرة المرحة : أظن اني رجل مؤامرات بالولادة ، أحب صنعتي  ، ولا اكن كثيرا من الاحترام للطبيعة البشرية، حتي ولا لنفسي .. الانسان، في اجسن الظروف ، حيوان نصف متمدن، يحتاج إلي رجال شرطة لإجباره علي ان يمشي بأدب في الشارع ، وإلي أناس مثلي ليراقبوا الاوراق التي يخبئها في كمه حين يلعب لعبة " البوكر" الدولية .. وانا كلب حراسة أصيل لاني بلا أوهام بالمرة ، في أي شان كان
فإذا كان صديقك الأعز لا يضع عينيه علي فضيات المنزل، فمن المحتمل أن يكون اهتمامه منصرفا إلي زوجتك . الناس شرفاء بقدر ما تسمح بذلك ميزانياتهم .. وهم حين يتصل الامر بالجنس او بالجوع الي السلطة او الي الرفاهية ، ليسوا شرفاء بالمرة . وانا نفسي مخلوق غريب ، ولذلك لا استغرب شيئا ولا أُصدم لشئ ، بل انا دائما مستعد للمراهنة علي عدة خيول ... ربما كان هذا لا يجعل مني الرجل الذي تتمناه زوجا لابنتك، لكنه يفسر نجاحي كموظف مخابرات .

0 التعليقات:

إرسال تعليق