الثلاثاء، 6 مايو 2014

السفير 7

السفير 7
 وفي "كاي نووك" شهدت الاثار الرهيبة لغارة قام بها " الفيتكونغ" : اكواما من الجثث المحروقة، رجالا واطفالا ونساء، وخمسة وعشرين جنديا منهوكي القوي هم كل من نجا من حامية كانت تضم مائة ، وكان ذلك درساً وحشياً عن طبيعة هذه الحرب ولعنة تنصب علي مناورات السياسة وتفاهاتها ، بحيث لايري المرء سبيلا للدهشة إذا رأي الفلاحين والقرويين مستعدين لتقبل أي حل للوضع ، وليذهب الجنرالات والحكام  والمثقفون إلي الجحيم!..

192
 الناس ينسون اننا نواجه في الشمال واحدا من أعظم عسكري العصور الحديثة ..........

إن العدو سينتقل تدريجياً من الهجوم إلي الدفاع وسيجد نفسه في مأزق لا مخرج منه: فهو لكي يكسب الحرب لابد له من ان يطيلها ، ولكنه لا يملك الموارد النفسية ولا الموارد السياسية التي تقتضيها حرب طويلة الامد.

وفي الريف ، كذلك ، كان الصراع بين البوذيين والمسيحيين أقل ظهوراً . بل كانت هناك مناطق لا تعرف هذا الصراع أبداً بسبب البساطة والجهل.
 صلاح جهاز السلطة في صلاح من يقودونه، والشعب – آخر الامر- هو الذي ينبغي اقناعه..أنا أيضا لدي جهاز ، هو العائلات المتقاربة والجمعيات السرية والجمعيات الخيرية ، ولكني وانا الشيخ العجوز ما كنت لاستطيع الاستمرار في ممارسة السلطة لولا أني دائما تحت تصرف الشعب.. وهذه كما تري هي نقطة الضعف لدي الرئيس "كونغ" : إن احداً لا يعرفه، وكل إمعة ذي وظيفة يزعم التكلم باسمه فكيف للشعب أن يفرق ؟

العزلة تولد الشك والشك يدفع إلي القسوة.
الحقيقة إذن ، كما أراها ، هي هذه . إن شعبا من سبعمائة مليون انسان لايمكن تجاهله، كما لايمكن وضعه في قفص وحرمانه من ان تكون له علاقات طبيعية مع بقية العالم. وهو بعد شعب قديم عريق، واسع الخبرة ، كثير الكبرياء (عن الصين كان يتكلم )

من آل إليه واجب خلقي ، فليس له أن يتسامح بشأنه ولو أمام سيده.

0 التعليقات:

إرسال تعليق