الثلاثاء، 6 مايو 2014

السفير 10

السفير 10
حوار سكرتيرة السفير  
كل ما في الأمر أني خجلي. خجلي من الطريقة الفجة القاسية التي نتصرف بها بحيوات الناس ومصائرهم، كانهم ... كأنهم قطيع غنم ينقل من مرعي إلي آخر . اعرف ان السياسة والديبلوماسية والضرورات العسكرية وكل هذا الكلام..
ولكن ، في كل هذا أين من يفكر بالناس او ينطق بلسانهم؟
....................... لقد امليت علي رسالتك الي واشنطن وحتي الىن لم أسمع كلمة واحدة حول ما يحتاج اليه الناس البسطاء ، وما يفزعون منه، وما يتوقون  إليه: بعض الهدوء، وبعض الامل في ان يكبر اولادهم دون ان يسمعوا طلقة مدفع ودون أن يروا رجلا مسلحا في كل ناصية شارع .
الديبلوماسية أقرب الأشياء إلي الحركة الدائمة. فعلي رغم الموت والكوارث والفساد والخيانة، تظل الدواليب  دائمة الدوران، وتظل المسننات تتداخل والنوابض ترتخي وتتقلص، ويظل وهم الهدف والوسيلة قائماً ليستريح إليه الجاهلون.
....
لم يكن هناك من يقبل ان يعطيني اذنا مكتوبا بدعم انقلاب قد يخفق او قد يتحول بين ليلة وضحاها إلي ثورة دامية  فكان " رجل المخابرات" مكلفا ان يعطيني اذنا شفهيا ، أذنا يستطاع عند اللزوم نكرانه أو اعادة تاويله، ويظل مكتوما خفيا عن عيون المؤرخين .
احتمال يجب أن نستعد له . فاذا خرج – الرئيس المنقلب عليه - من المعركة وهو علي السرج من جديد فلابد لنا من التفاهم معه .
التعليمات للسفير قبيل الانقلاب
واشنطن تجيبك موافقون جواب رسمي صادر مباشرة من الرئيس. ولكن لا شئ مكتوب ، ولا تعليمات رسمية ، بل ستعمل بموجب الصلاحيات المطلقة المعطاة لك. فاذا نجح الجنرالات فقد نجحوا دون ان تكون لنا علاقة ، وإذا خسروا سجناك وأرسلنا آخر مكانك يبدأ تعاونا جديدا مع نظام كونغ أعرف انها شروط  قاشية ، ولكن .. هذا هو الموجود . هل لديك اعتراض ؟

...
سؤال داخل السفارة
كم سنقضي من الوقت قبل أن تعترف واشنطن بالحكومة الجديدة، إذا قامت حكومة جديدة ؟
-         بمجرد ان تكون لهذه الحكومة السلطة الفعلية الكاملة .  ولكن في وسعك بالطبع ان تتعامل معهم قبل ذلك ، وإذا احتاجوا إلي المال للنفقات العاجلة فسنرفع التجميد عما يكفيهم لتسيير الاعمال .
سؤال آخر: ما هو رأي واشنطن بشأن سلامة كونغ؟
إذا طلب اللجوء منحناه اياه وإلا .. ( واحاط بكل الاحتمالات الممكنة بحركة دائرية من يده) وإلا ، فنحن في حرب .. علي أن هذا أيضا يا ماكس – السفير – غير رسمي
هذا واضح
. فامثال (....) فيالعالم ينطلقون من نصف حقيقة ، هي ان الإثم عالمي وهو بالتالي مقدور لا يُجتنب، ولكنهم ينتهون الي كذبة كاملة، هي ان الإثم وهم وانه ينزع سلاحنا في صراع الغابة من أجل البقاء . والانانيون يضعون انفسهم فوق مستوي الإثم ويجعلون من بقية العالم كبش فداء يحمل عنهم خطاياهم.

إذ أن المرء لا يمكن ان يخطئ إلا إذا كان حراً
279 خطة الانقلاب

0 التعليقات:

إرسال تعليق