السفير 8
المؤلف الروائي خبير في الإصغاء ، يثير
الموضوعات ثم يترك للآخرين ملاحقتها في كل اتجاه.
الموقف الامريكي هو الذي يؤدي إلي هذا النوع من
التعصب.. فالامريكيون يحطمون نفسية شعبنا، إنهم لا يفهموننا، أما نحن فنفهم شعبنا: كيف يفكر وما هي ردود
فعله. فالامريكيون يتكلمون عن الديمقراطية، ولكن الديقراطية التي يتكلومن عنها لا
تصلح لهذه البلاد ( هكذا كان يتحدث الديكتاتور)
كل تنازل يفتح الباب لتهديد جديد ، ثم لآخر
بعده. والمعركة الفاصلة خير من الانهزام البطئ.
هذا ما تظنونه (مخاطبا الامريكان) أما الواقع
أنكم تقدمون لنا السلاح ثم تقتلون فينا إرادة النضال .
....اما في الاعماق ، أنتم كالفرنسيين.. تريدون
ان يظل لكم قدم في غرفة الاستقبال لتثبتوا أنكم أصدقاء ..أليس هذا استعمارا علي
الطريقة القديمة ؟
.. اجتماع في قاعة المؤتمرات المكتومة الصوت في
السفارة.
يا سيادة السفير –احد المعترضين علي الانقلاب
داخل السفارة الامريكية –
فقرة أولي - أعتقد أن السفير يقع في غلطة كبيرة
حين يلخص الموقف علي شكل خيار صريح بين نظام " كونغ" وبين انقلاب نعجل
تحقيقه بإشارة او كلمة سر. إن مثل هذا الخيار ليس من شأننا ، ولا من شأن واشنطن ،
لأننا لا نملك أي حق أخلاقي أو قانوني للقيام به .
... هكذا ، بخمسين كلمة ، فرض "آدامس"
علي القاعة صمت الاموات ، وتوتراً شبه جسدي ، بينما الانظار كلها تحدق إليه ..
وبنفص الاسلوب الصارم القاسي تابع يقول :
فقرة ثانية – إن موقفنا واضح ، فلقد دعينا لنقدم
مساعدتنا العسكرية والمدنية ، ولنقدم المشورة وندرب الجيش. وقد قمنا بذلك ، قمنا
به دون ان نطلب ، ودون أن نعطي، أي حق للتدخل في السياسة الداخلية لدولة مستقلة .
فإذا قمنا بهذا التدخل، عن طريق اعطاء فريق من العسكريين المتمردين ضمانات علنية
أو ضمنية ، فقد أصبحنا متىمرين. وحتي لو
بدا تغيير النظام في مصلحتنا ، فانه لن يكون كذلك آخر الأمر ، لأننا بتدخلنا نسقط
الأسس القانونية لوضعنا ونطعن في سلامة لهدافنا القومية .
فقرة ثالثة – صحيح اننا نجتاز ازمة، وان هذه
الأزمة ملأي بالمجازفة والخطر. ولكن إذا نحن سمحنا لأنفسنا بأن نكون شركاء صامتين
في قلب الحكومة، فإننا نواجه خطرا أكبر بكثير . فلو حدث ان " كونغ" نفسه
او أيا من ورائه قُتل في عملية الانقلاب ، لأصبحنا بذلك شركاء ومتدخلين في جريمة
قتل سياسية. والتاريخ لن يتيح لنا ان ننسي ذلك .
فقرة رابعة – لو أن انقلابا وقع دون تدخل منا ،
واستطاع قادته تأليف حكومة مستقرة ، فسيكون في وسعنا إذ ذاك أن نعترف بهذه الحكومة كمؤسسة واقعية،
دون ان يكون في ذلك مهانة لشرفنا ولشرف البلد الذي نمثله.
فقرة أخيرة – لقد قضيت في الخدمة سنين طويلة، ولكني مع ذلك عازم علي طلب
نقلي إلي منصب آخر إذا اقترح سفيرنا التدخل، فإذا وافقت واشنطن علي هذا الاقتراح
فسيكون علي أن اعتزل الخدمة، لأني لا أستطيع ان آخذ علي عاتقي تطبيق سياسة اعتقد
انها أخلاقيا خاطئة، وتاريخيا غير رشيدة، وفي كل الاحوال منافيه لقواعد الشرف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق