الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

قرية ظالمة

قرية ظالمة


قرية ظالمة هي قصة لمحمد كامل حسين تتحدث عن قتل وصلب المسيح عليه السلام ( نحن نعتقد بعدم قتله وصلبه بنص القرآن الكريم الكتاب المعصوم) وماذا قال محمد كامل حسين وعن ماذا تكلم في تلك القصة المثيرة الرهيبة ، تخيلوا نحن نتحدث عن نبي كريم تحاك له مؤامرة لقتله وصلبه


يا الله من هؤلا الذين اجترؤا علي مجرد التفكير في ذلك إنهم يهود وهل انتهت القصة علي محاولة اليهود قتل وصلب المسيح عليه السلام


ولكن ماذا كان دور الحواريين وماذا كان دور الرومان هذا ما يحدثنا عنه محمد كامل حسين فلقد أقام قصته علي ثلاث محاور
أولها : عند بني إسرائيل
ثانيها : عند الحواريين
ثالثها : عند الرومان

يبدأ قصته بوصف اليوم الذي لم يكن كغيره من الأيام يقول عنه كان يوما ضل فيه الناس ضلالا بعيدا وأوغلوا في الضلال حتي بلغوا غاية الإثم وطغي عليهم الشر حتي عموا عن الحق
القصة تثير في النفس شجون وتدمع مع قرائتها العيون إن من تحاك له المحاكمة لقتله وصلبه نبي هو عيسي ابن مريم عليه السلام
وهل لنا أن نسأل عن اعتقاد النصاري في قتل وصلب المسيح فإن لم يؤمنوا بأنه قُتل أو صُلب فلقد هدوا إلي الصراط المستقيم


وإن لم يؤمنوا بذلك كيف ارتاحت ضمائرهم أن يقتل نبيهم (علي زعمهم ) ويصلب بسبب اليهود ثم هم يغدقون علي اليهود كل عون وتأييد في قتل الأبرياء ، هل يكافئ النصاري الغربيين اليهود علي قتلهم المسيح (علي زعمهم) بإنشاء لهم وطن وإمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من أموال وأسلحة إن هذا ليحير عقلي ويقلق قلبي فهل هؤلاء مسيحون حقا وهل هؤلاء أحبوا المسيح صدقا


ثم هب أنهم قالوا بأنه لم يقتل ألم يجمعوا علي قتله ولكن الله رفعه فلقد هموا بالفعل بل فعلوا ولكن وقع الفعل الشبيه الذي شبه لهم فلقد لحقهم الإثم والذنب والتصقت بهم الجريمة جريمة قتل المسيح حتي ولو لم يقتلوه فما منعهم إلا رفع الله إياه وفعلوا فعلتهم النكراء علي من وقع عليه الشبه


ثم ما هو دور الحواريين هل وقفوا يذببوا عنه ويفدوه بأرواحهم وما قيمة أمة من الأمم وهي تترك نبيها للقتل أو الصلب


يا الله ما أقبح الفعل وأشنعه من الجميع


ثم يأتي الرومان الذين سخلوا الحقائق من حقيقتها وزيفوا بالاسماء الصحيحة كثير من الأباطيل يسمون الأفعال القبيحة شرف ومجد وبطولة أي شرف وأي مجد وأي بطولة هذه التي يتحدث عنها الرومان






لقد أبدع وأمتع محمد كامل حسين فله وافر الشكر والثناء ولم يقص علينا قصة نحن نعرف تفاصيلها فيكون الكلام مكرر ممل بل صبغ القصة بفلسفته وخبرته ورؤيته فجعل لها لونا خاصا يجعلنا نقف معه ونتأمل كثيرا في تلكك الدرر التي نثرها خلال القصة


ومن تلك الدرر المنثروة عبر القصة التي تقع في 250 صفحة من القطع الصغير وصدرت أول مرة عام 1954 أنقل لكم هذه الوقفات :

الصبر والأناة وحب التأمل الطويل والتفكير العميق يصل بك إلي أرقي مراتب الحكمة


من الناس من يكون النجاح معبوده الأكبر وإنه ليفترسهم ويقضي علي فضائلهم كلها

" الله هو الحب " رأي لا يضع من قدر الله ولكنه يرفع من قدر الحب


إذا كان الذي يعلم الجريمة لا يصنع أداتها ، والذي يصنع أداتها لا يعلم عنها شيئاً فإنها تتم في سهولة إن هذا التوزيع يجعل الناس في حيرة أين يقع عذاب الله ، هكذا ترتكب أكبر الجرائم دون عقاب


لو أن القاضي حين يحكم بالاعدام يتولي هو تنفيذه لكان له رأي آخر في قيمة الأدلة ، والقائد الذي يأمر جيشه أن يسرف في القتل إنما يأمر ، وعلي غيره أن يقتل ، وقديما قتل الأنبياء وكان قتلهم يتم علي هذا النحو موزعا علي الناس توزيعا يجعل الجماعة وحدها هي القاتلة

إن الذين يقومون علي أمور الناس لا يحق لهم أن يتولوا ذلك إلا أن تكون قد كملت شخصيتهم ، واستقرت طباعهم ، وهدأت نفوسهم ، وبرئت من أدرانها حتي لا يصيبوا الناس بأدوائهم

والذين يعملون في الحياة العامة يجب أن يكونوا قد خلصوا من صعاب حياتهم الخاصة

إن الترهب أكبر مظاهر الأنانية ، مهما يكن فيه من ارهاق وحرمان ، إنه لا يراد به إلا أن ينفع الراهب نفسه في الدنيا أو في الآخرة ولا ينفع تبتله أحداً غيره

إنما يرهق الناس أنهم يرون الحياة سباقا ، ومن رآها كذلك فلن يقنع بشئ ، ولن يرضي عن نفسه ، ولو أوتي ملك القياصرة ، ولو أنهم راضوا أنفسهم علي أن الحياة ليست سباقا وإنما تحقيق ما ركب فيهم من قوة وقدرة ، ولو أنهم علموا أن كل واجبهم أن لا تقصر همتهم عن تحقيق ما خلقوا له ، وما ركب في طباعهم من قوة أو ضعف ، لاتفق لهم بذلك كل ما به يسعدون

إن أكبر الجرائم ترتكب في يسر وسهولة ، إذا وزعت توزيعاً يجعل نصيب كل فرد أصغر من أن يضطرب له ضميره ! لم يجد الشيطان إغراء للناس يسوقهم إلي جهنم أقوي أثراً من هذا القول


إن الشك عندما يحين وقت العمل لايغني شيئاً


العامة لا يفهمون التشكك ، حتي حين يكون الشك هو الصواب ، بل هم يتبعون من يؤكد لهم أن رأيه هو الحق الذي لاريب فيه ، ولو كان خطأ كله


الجموع الحاشدة إذ أيقن أنها لا تفهم الحق ولا العقل ولا العدل ، وإنها لا تفهم إلا القوة ولا تخضع إلا لها

السياسة عند أهلها غايتها تحقيق الممكن ، أما الاصلاح فهو تحقيق ما يبدو أنه غير ممكن

السياسيين أجهل الناس بما يتولون من أمر وإن عظماءهم قوم يسايرون الحوادث ويحسبون أنهم يسيرونها ويخضعون للعامة ويحسبون أنهم الأعلون ، مادام لهم من العظمة مظهرها

حسن ظن الناس بالحاكم أكبر أسباب نجاح الحاكم

وسر التوفيق الاخلاص المطلق


الاصلاح أقرب ما يكون إلي النجاح حين يكون قريباً من الواقع ، وإن الاصلاح الجارف الذي يسمو عن ما يكون عليه الناس سموا كبيرا لا أمل له في النجاح ، وإن المصلح الحق هو الذي يرتفع بالناس عن ماهم فيه ارتفاعا قليلا


عليه أن يعلم أن الزمن عامل من أكبر عوامل الاصلاح


الدعوة التي قد تصلح الناس بعد آلاف السنين تكون عليهم وبالا إذا عملوا بها قبل أن تتهيأ لها نفوسهم


الشر لا يؤدي إلي الخير مطلقاً إلا وهما وإلي حين ، ثم يطغي الشر

الشوري هي وسيلة إلي خلق الضمير عند الجماعة


الجماعة أقدر علي الاندفاع منها علي التعقل وأقدر علي التمادي في الباطل منها علي الرجوع إلي الحق

0 التعليقات:

إرسال تعليق