الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

سوناتا لتشرين

سوناتا لتشرين


تتحدث عن صحفي أراد أن يحدث خبطته الصحفية فالتصق بالعنكبوت والعنكبوت هنا هو أحد الأكابر رجل أعمال من إياهم همه جمع الفلوس ورصها وكنزها الرواية لأسامة أنور عكاشة السيناريست المصري المشهور تحدث في تلك الرواية الرائعة عن خبايا الصحافة في مصر


تدور القصة حول صحفي بيغطي مؤتمر تتعرف عليه شابة كانت إحدي تلميذاته منذ عشر سنوات تتقرب منه وتعزمه علي حفلة عيد ميلادها يتعلق بها تعلق الغريق الذي وجد قشة في بحار الهموم فيري علاقتها بأحد الشباب – خطيبها - فيغير منه ويتذكر كبر سنه وينصرف بصورة مستفزة من الحفل تتطارده يعتذر لم يكن يعرف مقصودها من التقرب منه وفي غمرة الحوارات تظهر رغبتها في كتابة تقرير صحفي عن قصته هو التي جعلته يعتزل الصحافة فيعطيها الشرائط التي سجل عليها تلك الواقعة بتفاصيلها تسمع تلك الشرائط لتتعلق به هو شخصيا لتطارده من جديد ، ولكن ماذا كان بتلك الشرائط ؟


كانت قصة صحفي شاطر أراد أن يفضح أحد رجال الاعمال فنشر عدة مقالات تهاجم الرجل ثم بدأ الرجل في استمالته إليه وفي يوم قال له صاحب المعالي روح الرجل عايز يصالحك وكان هذا بداية الشرك


ذهب ليجد بدلا من الرجل إمرأة فاتنة تتكلم علي لسان رجل الاعمال وبالنيابة عنه لقد كان الصحفي يعتقد أن هناك رشوة ستعرض عليه واحتاط للأمر وسجل اللقاء ولكن كان اللقاء مجرد البداية ، بداية فقط لاصطياد هذا الصحفي الهمام


ثم تطلب تلك الفاتنة اللقاء به مرة أخري لتظهر له وجها آخر غير ما عرفه فتقول إن رجل الاعمال كان يستخدمها في أغراضه الدنيئة بكل الوسائل الغير مشروعة حتي إنه لفق لها علاقة مع عشيق زوجته ليتخلص منه وأن زوجة رجل الاعمال فضحتها مما أدي إلي أن رجل الاعمال لفظها وسرحها من العمل وتريد أن تنتقم منه وتعرض علي الصحفي إسطوانات كمبيوتر عليها كل فضائح رجل الاعمال بالوثائق والارقام وحسابات البنوك فيسيل لعاب الصحفي ويفاوضها علي تلك الاسطوانات عارضا عليها تحويشة العمر تلك النقود التي أدخرها في البنك فترفض محتقرة الرقم الهزيل الذي عرضه عليها وتقول أنها ستعطيه هذه الاسطوانات رغبة منها في الانتقام فقط


فيأخذ الاسطوانات ويجهز خبطته الصحفيه الكبري ويحلم بالمجد ويعرض المقال علي رئيس التحرير وعلي صاحب المعالي فيوافق له علي النشر وتنشر القصة ويأتيه المجد ويترقي إلي منصب رئيس التحرير وتأتيه التليفونات المهنئة والمباركة له نصره المؤزر عن السبق الصحفي والترقية وفي وسط المكالمات تأتي مكالمة غريبة ليعرف أن صاحبها محامي من النوع الثقيل وأنه يتكلم باسم رجل الاعمال ويرغب في لقائه فيستفسر عن سبب اللقاء فيخبره بأن المعلومات المنشورة في الجريده ووقع عليها بقلمه هي أخبار مزورة ليست صحيحة


تسود الدنيا في عينيه وتبدأ رحلته مع المعاناة حتي يكتشف كيف تم الإيقاع به


القصة رائعة شدتني حتي إني أنهيتها في وقت وجيز ، ولكني بعدما قرأتها دارت في رأسي تلك الأسئلة


لماذا وقع هذا الصحفي في ذلك الشرك وهل يجب علينا أن ننتحب عليه وهل هذا دافع لكل صحفي بالتقاعس عن أداء عمله ؟


وهل وهل ....


أسئلة كثيرة مرت أمام عيني تخرج لي لسانها وتتحداني أن أجد إجابة عليها ،


ولكني قبلت التحدي وعدت لأشهد الرواية مصورة في مخيلتي واسترجع تفاصيلها لأعرف مكمن الخلل ونقطة الضعف التي نفذ منها الشيطان ليحكم قبضته علي هذا الصحفي بعدما أحكم قبضته من صاحب المعالي ورجل الاعمال والمحامي والسكرتيرة وغيرهم


تلك النقطة هي الشهوة  الطاغية للمجد والشهرة نعم تلك هي نقطة الضعف التي أعمته عن إدراك الشرك فلو كان غرضه الأسمي هي تعرية الباطل وكشف زوره وتطهير المجتمع من الفساد إذن لاحتاط للأمر وتريس في كل خطوة يخطوها ولكنها شهوة المجد القاتلة والرغبة في أكاليل الغار التي دمرت بصيرته وجعلته يلهث وراء أكاذيب صدقها لأنه يريد ذلك لا غير


رحم الله المؤلف فلقد أهدانا قصة جميلة ربما كانت آخر كتاباته


سوناتا لتشرين رواية أسامة أنور عكاشة نشرت 2010 في سلسلة القراءة للجميع وهي من مطبوعات دار عين للنشر

0 التعليقات:

إرسال تعليق