كنديد
كنديد أو التفاؤل هي رواية لفولتير وضعها وهو في سن 64 عام ولقد عاش فوليتر إلي 83 سنة
و تتناول مبدأ التفاؤل القائل : " إن كل شئ هو أحسن ما يكون في أحسن ما يمكن من العوالم " وهو المبدأ الذي كان يحمل لوائه فيلسوف المانيا ليبنتز ، ولكن ما رأي فولتير ؟
فولتير سخر من المبدأ حتي أضحكني وكدت أن أسقط علي ظهري من الضحك بأسلوب ساحر رقيق بسيط ، والكتاب يقع في جزءين أشار المترجم رحمه الله عادل الزعيتر بأن الجزء الأول هناك إجماع علي أنه من كتابة فولتير والجزء الثاني هناك من قال أنه ليس بقلم فولتير وبالتالي هناك بعض الطبعات لا تحتوي إلا علي الجزء الأول فقط أما نسخة عادل الزعتير وطبعة دار المعارف ففيها الجزئين
وأنا أميل إلي القول بأن الجزء الثاني ليس من كتابة فولتير فلقد انقطعت تلك الروح التي كانت تغذي الكتاب في نهاية الجزء الأول وصار الجزء الثاني ممل وحكايات علي نفس النسق ولكن ليس بها روح
وهنا يجب أن أقول بأن "المبدأ بأن كل ما يكتبه و ينسب إلي أحد الأكابر في أي باب أو فن يجب علينا ترجمته وقراءته وتناوله" هذا مبدأ فاسد فلا يوجد وقت للجميع إلا بقراءة الروائع والزبد التي أنتجتها العقول البشرية وإلا فإن القارئ يصبح مغبون حين يسرح ويمرح في كل ما كتب وقيل ويكتشف في نهاية حياته أنه لم يقرأ ولم يطلع علي أشياء لو قرأها في وقتها ربما لتغير مسار حياته
ولقد وجدت شواهد لكلامي من كلام فولتير نفسه بل من رواية كنديد نفسها يقول في صفحة 163 والأغبياء يعجبون بكل شئ في مؤلف مقدر (بتشديد الدال مع فتحها ) ولا أقرأ إلا من أجل نفسي ، ولا أحب غير ما يلائم ذوقي
ومن الجمل الجميلة في الرواية أنقل لكم :
العمل هو الوسيلة الوحيدة التي تطاق بها الحياة
يجب علينا أن نزرع حديقتنا
العمل يدفع عنا ثلاثة شرور كبيرة : السأم والرذيلة والعوز
يتحدث عن كثرة المؤلفات الموجودة في الجدل والعقائد الباطلة وهي مجموعة مؤلفة من 80 مجلدا لمجمع العلوم ومدي أن يكون فيها ما هو صالح فيقول علي لسان بوكوكورنته " كان يمكن أن يجد فيها ما هو صالح لو أن واحدا من مؤلفي هذه النفايات قد اخترع فن صنع دبابيس فقط ، غير أنه لا يوجد في جميع هذه الكتب غير مناهج باطلة ولا يوجد فيها أمر واحد نافع "
يتحدث عن الحرب بين انجلترا وفرنسا فيقول هذا نوع آخر من الجنون فأنت تعلم أن هاتين الأمتين متحاربتان من أجل فدادين قليلة من الثلج في كندة فتنفقان في سبيل هذه الحرب الرائعة ما يزيد كثيراً علي قيمة كندا بأسرها
يتلكم عن الرواية الجيدة فيقول لابد من الجدة بلا غرابة ، ومن السمو غالبا ومن القرب إلي الطبيعة دائما ومن معرفة القلب وإنطاقه ، ومن كون الكاتب شاعرا كبيرا مع عدم إظهار أي واحد من أبطال الرواية شاعراً ، ومن كونه تام العلم بلغته مستخدما إياها بصفاء وانسجام متصل ومن غير أن يضحي بشئ من المعني في سبيل القافيه
يقول كنديد للكاهن كم رواية تمثيلية توجد في فرنسا ؟
فيجيب الكاهن 5000 أو 6000
ويقول كنديد هذا كثير ، فكم عدد الجيد منها ؟
ويجيب الآخر : 15 أو 16
ويقول مارتن هذا كثير
يحكي عن فرنسا علي لسان مارتن : ط يبدو نصف السكان في بعضها مجنونا ويكون السكان في بعض آخر منها محتالين ، ويظهرون في مدريات أخري ودعاء أغبياء علي العموم ، ويلوحون في نواح أخر نبهاء ، وفي جميع هذه اللمديريات يكون الغرام شغلهم الأول ويكون الثلب شغلهم الثاني ويكون الكلام الفارغ شغلهم الثالث
فيقول كنديد ولكن هل شاهدت باريس يامارتن ؟
يقول نعم : وهي جامعة لجميع هذه الأنواع وهي فوضي وهي زحمة ينشد جميع الناس فيها لذة فلا يجدها أحد كما ظهر لي علي الأقل ، وقد أقمت بها زمنا قليلا وقد سُرقت حين وصولي إليها من قبل النشالين ، وكان هذا في سوق سان جرمن ، وقد ظُننت أنني سارق فقضيت ثمانية أيام في السجن .... ويُقال أنه يوجد أناس مهذبون كثيرا في هذه المدينة وأود تصديق ذلك "
ويدخل كنديد الإلدورادو
وهي تشبه المدينة الفاضلة فماذا وجد هناك
تلك البلاد حصباءها اللؤلؤ وترابها الذهب
ويسأل عن الدين في تلك البلاد فيقول الشيخ من أهل البلدة وقد احمر وجهه قليلا كيف يساوركما شك في ذلك ؟
اتظنان أننا ناكروا النعمة ؟
ثم يسألانه عن دينهما مرة ثانية
فيقول أيمكن أين يوجد دينان ؟ أعتقد أننا نعتنق دين جميع الناس ، فنعبد الله في المساء إلي الصباح
فتساءلا أتعبدون إلها واحدا فقط ؟
فقال الشيخ لا يوجد إلهان ولا ثلاثة ولا أربعة كما هو ظاهر وأعترف لك بأن رجال عالمكما يضعون أسئلة بالغة الغرابة
وأرد كنديد أن يعرف كيف يدعون الله في إلدورادو فقال الحكيم الصالح الجليل : " نحن لا ندعوه مطلقا فلا يوجد ما نسأله أن يعطينا إياه ، وقد أنعم علينا بكل ما نحتاج إليه وإنما نشكر له دائما "
ويبلغ كنديد من الفضول ما يريد معه أن يري القساوسة
فيسأل عن مكانهم فيبتسم الشيخ الصالح ويقول : " كلنا قساوسة يا صاحبي
فيرد كنديد " ماذا ألا يوجد عندكم مطلقا رهبان يعلمون ويجادلون ويحكمون ويكيدون ويحرقون من ليسوا علي رأيهم "
كنديد أو التفاؤل هي رواية لفولتير وضعها وهو في سن 64 عام ولقد عاش فوليتر إلي 83 سنة
و تتناول مبدأ التفاؤل القائل : " إن كل شئ هو أحسن ما يكون في أحسن ما يمكن من العوالم " وهو المبدأ الذي كان يحمل لوائه فيلسوف المانيا ليبنتز ، ولكن ما رأي فولتير ؟
فولتير سخر من المبدأ حتي أضحكني وكدت أن أسقط علي ظهري من الضحك بأسلوب ساحر رقيق بسيط ، والكتاب يقع في جزءين أشار المترجم رحمه الله عادل الزعيتر بأن الجزء الأول هناك إجماع علي أنه من كتابة فولتير والجزء الثاني هناك من قال أنه ليس بقلم فولتير وبالتالي هناك بعض الطبعات لا تحتوي إلا علي الجزء الأول فقط أما نسخة عادل الزعتير وطبعة دار المعارف ففيها الجزئين
وأنا أميل إلي القول بأن الجزء الثاني ليس من كتابة فولتير فلقد انقطعت تلك الروح التي كانت تغذي الكتاب في نهاية الجزء الأول وصار الجزء الثاني ممل وحكايات علي نفس النسق ولكن ليس بها روح
وهنا يجب أن أقول بأن "المبدأ بأن كل ما يكتبه و ينسب إلي أحد الأكابر في أي باب أو فن يجب علينا ترجمته وقراءته وتناوله" هذا مبدأ فاسد فلا يوجد وقت للجميع إلا بقراءة الروائع والزبد التي أنتجتها العقول البشرية وإلا فإن القارئ يصبح مغبون حين يسرح ويمرح في كل ما كتب وقيل ويكتشف في نهاية حياته أنه لم يقرأ ولم يطلع علي أشياء لو قرأها في وقتها ربما لتغير مسار حياته
ولقد وجدت شواهد لكلامي من كلام فولتير نفسه بل من رواية كنديد نفسها يقول في صفحة 163 والأغبياء يعجبون بكل شئ في مؤلف مقدر (بتشديد الدال مع فتحها ) ولا أقرأ إلا من أجل نفسي ، ولا أحب غير ما يلائم ذوقي
ومن الجمل الجميلة في الرواية أنقل لكم :
العمل هو الوسيلة الوحيدة التي تطاق بها الحياة
يجب علينا أن نزرع حديقتنا
العمل يدفع عنا ثلاثة شرور كبيرة : السأم والرذيلة والعوز
يتحدث عن كثرة المؤلفات الموجودة في الجدل والعقائد الباطلة وهي مجموعة مؤلفة من 80 مجلدا لمجمع العلوم ومدي أن يكون فيها ما هو صالح فيقول علي لسان بوكوكورنته " كان يمكن أن يجد فيها ما هو صالح لو أن واحدا من مؤلفي هذه النفايات قد اخترع فن صنع دبابيس فقط ، غير أنه لا يوجد في جميع هذه الكتب غير مناهج باطلة ولا يوجد فيها أمر واحد نافع "
يتحدث عن الحرب بين انجلترا وفرنسا فيقول هذا نوع آخر من الجنون فأنت تعلم أن هاتين الأمتين متحاربتان من أجل فدادين قليلة من الثلج في كندة فتنفقان في سبيل هذه الحرب الرائعة ما يزيد كثيراً علي قيمة كندا بأسرها
يتلكم عن الرواية الجيدة فيقول لابد من الجدة بلا غرابة ، ومن السمو غالبا ومن القرب إلي الطبيعة دائما ومن معرفة القلب وإنطاقه ، ومن كون الكاتب شاعرا كبيرا مع عدم إظهار أي واحد من أبطال الرواية شاعراً ، ومن كونه تام العلم بلغته مستخدما إياها بصفاء وانسجام متصل ومن غير أن يضحي بشئ من المعني في سبيل القافيه
يقول كنديد للكاهن كم رواية تمثيلية توجد في فرنسا ؟
فيجيب الكاهن 5000 أو 6000
ويقول كنديد هذا كثير ، فكم عدد الجيد منها ؟
ويجيب الآخر : 15 أو 16
ويقول مارتن هذا كثير
يحكي عن فرنسا علي لسان مارتن : ط يبدو نصف السكان في بعضها مجنونا ويكون السكان في بعض آخر منها محتالين ، ويظهرون في مدريات أخري ودعاء أغبياء علي العموم ، ويلوحون في نواح أخر نبهاء ، وفي جميع هذه اللمديريات يكون الغرام شغلهم الأول ويكون الثلب شغلهم الثاني ويكون الكلام الفارغ شغلهم الثالث
فيقول كنديد ولكن هل شاهدت باريس يامارتن ؟
يقول نعم : وهي جامعة لجميع هذه الأنواع وهي فوضي وهي زحمة ينشد جميع الناس فيها لذة فلا يجدها أحد كما ظهر لي علي الأقل ، وقد أقمت بها زمنا قليلا وقد سُرقت حين وصولي إليها من قبل النشالين ، وكان هذا في سوق سان جرمن ، وقد ظُننت أنني سارق فقضيت ثمانية أيام في السجن .... ويُقال أنه يوجد أناس مهذبون كثيرا في هذه المدينة وأود تصديق ذلك "
ويدخل كنديد الإلدورادو
وهي تشبه المدينة الفاضلة فماذا وجد هناك
تلك البلاد حصباءها اللؤلؤ وترابها الذهب
ويسأل عن الدين في تلك البلاد فيقول الشيخ من أهل البلدة وقد احمر وجهه قليلا كيف يساوركما شك في ذلك ؟
اتظنان أننا ناكروا النعمة ؟
ثم يسألانه عن دينهما مرة ثانية
فيقول أيمكن أين يوجد دينان ؟ أعتقد أننا نعتنق دين جميع الناس ، فنعبد الله في المساء إلي الصباح
فتساءلا أتعبدون إلها واحدا فقط ؟
فقال الشيخ لا يوجد إلهان ولا ثلاثة ولا أربعة كما هو ظاهر وأعترف لك بأن رجال عالمكما يضعون أسئلة بالغة الغرابة
وأرد كنديد أن يعرف كيف يدعون الله في إلدورادو فقال الحكيم الصالح الجليل : " نحن لا ندعوه مطلقا فلا يوجد ما نسأله أن يعطينا إياه ، وقد أنعم علينا بكل ما نحتاج إليه وإنما نشكر له دائما "
ويبلغ كنديد من الفضول ما يريد معه أن يري القساوسة
فيسأل عن مكانهم فيبتسم الشيخ الصالح ويقول : " كلنا قساوسة يا صاحبي
فيرد كنديد " ماذا ألا يوجد عندكم مطلقا رهبان يعلمون ويجادلون ويحكمون ويكيدون ويحرقون من ليسوا علي رأيهم "
1 التعليقات:
جميلة جدا المراجعات دي
إرسال تعليق