الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

وليمة متنقلة

وليمة متنقلة

وليمة متنقلة هي حقا وليمة لماذا هي وليمة ؟
أقول لكم لأنها قصة واقعية يحكي فيها إرنست همنجواي كيف بدأ طريقه ككاتب ، ويحكي عن مجموعة من أصدقائه وكانوا جميعا في بداية حياتهم وما هي الصعوبات التي كانت تواجههم في تلك الأوقات وهذا في رأيي كنز ثمين لمن يريد أن يتعلم الكتابة  خاصة من مثل إرنست همنجهواي صاحب قصة العجوز والبحر  الرائعة وصاحب جائزة نوبل 1954م
صدرت الرواية عام 1963 م بعد وفاته بعامين إثنين
وفي تلك القصة كنت أشعر أن كاتبها لابد وأن ينتحر إذ تستشعر المرارة في بعض وصفه لحياته السابقة لا من حيث الصعوبات بل من حيث التفاؤل  وندمه علي إسرافه في التفاؤل وقتها ، ولا أدري هل كنت استشعر ذلك حقا أم أنها إيحاءات معرفتي المسبقة بأنه مات منتحراً
وفي انتحاره سؤال يحيرني كثيرا ، ولا أقصد إنتحاره هو علي الخصوص
بل إنتحار الرجل الذي يحصد في نهاية حياته النجاح والشهرة علام ينتحر ؟
في القصة يحكي إرنست همنجواي عن ذكرياته  من سنة 1921 إلي سنة 1926 ويحكي عن باريس إذ كان وقتها يقيم هناك  وكان قد سجل تلك الذكريات في الثلاث سنوات الأخيرة من حياته ، بعد أن اكتملت أدواته الفنية والفكرية
ومن الوليمة المتنقلة أنقل لكم تلك المشهيات والمطعومات وبعض السلطة

·       بعد كتابة كل قصة كنت أشعر بالجوع ، ويداخلني إحساس بالحزن والسعادة في آن واحد ، كما لو كنت قد مارست الجنس
·       كنت دائما أواصل العمل حتي أتم شيئا ما وكنت أتوقف عندما أعرف ما الذي سيجري بعد ذلك في القصة وبتلك الطريقة أتأكد من استمراري في العمل في اليوم التالي ، ولكن يحدث أحيانا أن أشرع في كتابة قصة ما ولا أتمكن من التقدم فيها ، فكنت أجلس أمام النار وأعصر قشور البرتقالات الصغيرة علي أطراف اللهب وأشاهد الرذاذ الأزرق الذي تخلفه  ، وأنتصب وأحدق في سطوح باريس ، وأقول لنفسي  : " لا تقلق ، لقد كنت تكتب دوماً من قبل وستكتب الآن ، كل ماعليك أن تفعله هو أن تكتب جملة حقيقية واحدة ، اكتب أصدق جملة تعرفها  ، وهكذا  أتمكن أخيرا من كتابة جملة حقيقية واحدة ، ثم أواصل من هناك لقد كان ذلك أمرا ميسورا ، لأن هناك دائما جملة حقيقية أعرفها أو رأيتها أو سمعت شخصا ما يقولها ، وإذا بدأت الكتابة بتكلف أو كمن يمهد لتقديم شئ ما ، شعرت بأن علي أن أحذف الزخرفات والمقدمات والالتواءات اللفظية ، وأرمي بها بعيدا لأبدأ بأول جملة خبرية حقيقية بسيطة كتبتها .
·       تعلمت من رسم سيزان أشياء عديدة مكنتني من الاكتفاء بكتابة عبارات بسيطة حقيقية لتضمين قصصي الأبعاد التي أتوخاها .
·       لا تكتب أي شئ لا يمكن نشره ، إنه خطأ وإنه لأمر سخيف
·       قالت لي الآنسة شتاين : بإمكانك أن تشتري إما الملابس وإما اللوحات ، إن الامر بهذه البساطة ، وليس هناك رجل ليس غنيا بمقدوره أن يشتري الاثنين معا ، لا تهتما بثيابكما ولا توجها عناية إلي الموضة مطلقا ، واشتريا ملابسكما للراحة والديمومة وستوفران مال الملابس لشراء الصور واللوحات .
·       عندما تكون فارغا يجب أن تقرأ لئلا تفكر في عملك أو تقلق عليه ، حتي تستطيع القيام به مرة أخري . كنت قد تعلمت أن لا أنزح بئر كتابتي برمته ، بل أتوقف دائما وفي قعر البئر شئ ما ، وأدعه يمتلئ في الليل من الينابيع التي ترفده .

0 التعليقات:

إرسال تعليق