الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

العالم عام 1984

العالم عام 1984

حين ننظر إلي العنوان السابق نظنها رواية تتحدث عن الماضي فنحن اليوم في عام 2010 ولكن في الواقع هذه رواية تتحدث عن المستقبل لا الماضي ولكن المستقبل الذي كانت تتحدث عنه قد تجاوزها فلقد نشرت هذه الرواية عام 1949 للكاتب الشهير جورج أوريل صاحب قصة مزرعة الحيوان الشهيرة ، والقصة تتنبأ بحال العالم في ظل الأنظمة الشمولية وتحذر من ذلك وجميل جدا أن يذهب خيال الكاتب والأديب المثقل بالهموم والآلام إلي أشياء تصدق فعلا فلا ندري أنعجب لصدق توقعه ام أن الفكرة جاءت في الكتاب لتتبناها تلك الأنظمة وعلي طريقة أخاف أن يأكله الذئب ، أكله الذئب وهناك أشياء لم تحدث بعد ونحن في انتظارها أو إنتظار خلاص للبشرية من تلك الانظمة والتي أحيانا تتسمي بالديمقراطية كذبا وزورا وكما قيل أفضل طريقة يختفي بها إبليس هي أن يقنعك أنه غير موجود


ولكن القصة جميلة خاصة لو أنك تتخيل العالم عام 1949 وليس عام 1984 أي أنك تتخيل الزمن المكتوب فيه هذا العمل وهاهي بعض النقولات التي وقفت عندها أثناء قرائتي للرواية التي تصف العالم في ظل تلك الانظمة وعليك أنت أن تكتشف الفرق بين الواقع و....
.............................................................................................
ومن خصائص السينما التليفزيونية هذه أن رسل وتستقبل في آن واحد فكان أي صوت يصدر عن (وينستون) ويتجاوز نطاق الهمس المخنوق .. يلتقطه الجهاز علي الفور ، زد علي ذلك أنه مادام الانسان في مدي رؤية الجهاز فمن الممكن إرسال صورة ما يقوم به بل وما يقوله أيضا .


الشعارات الرئيسية الثلاث للحزب :
الحرب ... هي السلام
في العبودية .. حرية
في الجهل .. قوة

اختصت (وزارة الحقيقة) بالاعلام والترفيه والثقافة والفنون الجميلة ..
واختصت (وزارة السلام) بشئون الحرب
و(وزارة الحب) بسيادة القانون وتوطيد النظام
أما (وزارة الوفرة) فمسئوليتها الشئون الاقتصادية

حقد لمدة دقيقتين يحدق فيهما الشعب في صورة عدو الشعب لمدة دقيقتين
إن أفظع ما في جلسة الحقد ليس في أن كل إنسان منوط به دور معين عليه أن يؤديه ، بل في حقيقة انه ليس بوسع أحد أن يمنع نفسه من الانغماس فيما يقوم به الجميع ، إذ لا تكاد تمضي ثلاثون ثانية إلا وتجد نفسك مستغنيا عن أن تفتعل سلوكا أو انفعالا . ستجد نفسك منساقا تلقائيا دون وعي


النشيد هو إلي حد ما نوعا من الترتيل لتشيد بحكمة وجلال الزعيم وتأثيرها الاكبر يرجع إلي كونها نوعا من التنويم المغناطيسي الجماعي ..

جريمة الفكر هو اسم اطلقوه علي كل من يحاول ان يفكر وجرائم التفكير بطبيعتها لا يمكن اخفاؤها إلي الابد

منظمة أشبال المخابرات تحول الاطفال أوتوماتيكيا إلي مخلوقات قاسية لا يمكن للاب أو الام أن يسيطر عليها ، تتحول الاطفال فيها إلي مخلوقات تعبد الحزب وكل ما يتصل به من أفكار من مواكب من اعلام من بيارق من معسكرات للتدريب العسكرية بلعب الاسلحة من ترديد لشعارات الحزب بصوت صارخ ..... من تدريب علي عبادة الصنم في صورة الزعيم .. والامر كله بالنسبة لهم لعبة مبهرة .. كل نزعاتهم العدوانية حول الحزب اتجاهها إلي مجال يتجاوز دائرة الطفولة .. وجهت ضد أعداء الدولة .. ضد الاجانب .. ضد الخونة .. والمخربين .. ومجرمي الفكر


مجرد ذكر الحقيقة في حد ذاته فيه كسر لحلقة الصمت المفرغة التي تعزل الماضي عن الحاضر عن المستقبل .. ليس مطلوبا منك ككائن .. أن تنقل دعواك إلي الآخرين .. إن مجرد صمودك في وجه التيار القوي القادر علي أن يطويك .. مجرد التمسك بعقلك .. فيه استمرار لتراث البشرية من الفكر ...في زمن خيانة العقل

وزارة الحقيقة لها سلسلة من الادارت المنفصلة تخصصها هو الادب والموسيقي والمسرحيات والنشاط الترفيهي لعامة الشعب (وليس لأعضاء الحزب)، إدارات تقوم بانتاج صحف شعبية رخيصة لا تنشر إلا اخبار الرياضة والجريمة واعرف بختك ، كما تصدر الروايات القصيرة العاطفية الخفيفة الزهيدة الثمن ، وافلام سنمائية تنضح بالجنس ، وأغاني شعبية رخيصة تؤلف بشكل روتيني عن طريق جهاز يشبه الفانوس السحري يسمي بناظم الاغاني .

هناك أيضا لغة جديدة وهي اللغة الوحيدة في العالم التي تتناقص مفرداتها عاما بعد عام وذلك لأن هدف اللغة الجديدة النهائي هو تضييق نطاق الفكر ؟! فعلي المدي البعيد نسبيا سنتمكن من وضع حد نهائي لجرائم الفكر لأن من يفكر في ارتكابها لن يجد كلمات يعبر بها

الحماس مع نمط فكري متحجر ... يعادل اللاوعي

أفق تفكير عامة الشعب (غير اعضاء الحزب) محصور بين العمل اليومي الشاق الذي بطبيعته لن يتيح له وقتا طويلا للتأمل فيما حوله ، ثم الافلام المسلية والخفيفة والجنسية وكرة القدم ورعاية الاطفال والشؤون المنزلية بالنسبة للمرأة .. وشرب البيرة وأخيرا القمار وهو أمر يشجعه الحزب لهذه الفئات فقط . ماذا بقي من طاقات هذه الطبقة أو اهتماماتها لتفكر في أي شئ آخر؟


أن تسيطر عليهم بعد ذلك ، ليس أمرا صعبا ، بين صفوفهم يندس رجال البوليس السياسي لتهدئتهم أو امتصاص غضبهم ، ثم إلقاء القبض وتصفية من يعلو له صوت أكثر مما ينبغي ، أو الذين يشتم من وجودهم بعض الخطر .


ليس في مخطط الحزب أن يستهدف خلق مثل عليا أو قيم نافعة لدي هذه الطبقة .. فليس من المستحب أن تمارس هذه الفئات السياسة بتوسع ، إذ يجب أن يظل النشاط السياسي لعامة الشعب في حدوده الدنيا

0 التعليقات:

إرسال تعليق