الأحد، 27 أبريل 2014

السفير



السفير
السفير ما دوره في اللعبة الكبري التي تلعبها حكومات العالم المختلفة ؟ وكيف يؤدي دوره ؟ سؤال كان يشغل عقلي وفكري فترة طويلة
السفير والسفارة ، الدبلوماسية والسياسة ،والمخابرات و الحرب
 الديكتاتورية والاضطهاد والانقلاب  تلك هي المفردات والمعاني التي ستدور حولها الرواية
السفير رواية لموريس ويست طبعت عام 1967 وتتحدث عن أحداث تدور في عام 1963
عن فيتنام الجنوبية  وعن تورط الولايات المتحدة في انقلاب هناك
السفير هنا في هذه الرواية هو سفير الولايات المتحدة – ولايات الخراب والدمار لكل العالم – هنا يتحدث عن تأنيب للضمير وعن تراجع السفير بعدما نجح الانقلاب في تحقيق... في تحقيق ماذا ؟
لم يحقق الانقلاب أي شئ سوي القتل والدمار وانهيار الشكل المصطنع الذي تتشدق به الدول التي تزعم زورا وبهتانا أنها مع الحريات وحقوق الانسان  وفي الآخر ماذا حدث وماذا جنت أمريكا من دعمها الانقلاب ؟!
في الآخر خرجت أمريكا من  فيتنام تجر أذيال الخيبة كعادتها
كل ما فعلوه ويفعلوه هو تأخير الأمر فقط فللتاريخ مجري لا يستطيع أحدا إيقافه ولكن ممكن تعطيله
الرواية رائعة  ومدخل للتعرف علي هذا العالم المسمي بالدبلوماسية  وهي تأخذك بأسلوب ساحر إلي دهاليز صنع القرار 
في الواقع القرار يصنع بعيدا عن الواقع فلم يكن دور السفير هو صنع القرار او المساعدة فيه بل في واشنطون يصنع القرارا ثم يأتون بالدمي التي تنفذ تلك القرارات عبر تبنيها نفس الموقف
القصة تدور في فيتنام الجنوبية حيث أقلية مسيحية كاثولوكية حوالي 20%  من السكان وأغلبية بوذية حوالي 80% من السكان
وعلي قمة السلطة الجنرال الديكتاتور كونغ  المسيحي الكاثوليكي
وفي اليوم الاول  للسفير الامريكي في فيتنام الجنوبية  يمر السفير  بأحد الشوارع ليجد راهب بوذي برداءه الاصفر يحرق نفسه أمامه  ليوصل له رسالة
 التي مفادها أنكم تساعدون كونج الحاكم العسكري الكاثولويكي في جنوب فيتنام الذي بدوره يضطهد الاكثرية البوذية
في الشمال (العم هو )وقوات الفيكتونج  التي تحارب بضراوة هذا الكونغ
يعاني كونغ من هزائم متتالية نتيجة لحرب عصابات علي يد قوات هاو ويكاد يكون كونغ معزولا في العاصمة ونتيجة طبيعية لذلك يعاني هو وقواته من انخفاض المعنويات وتبدأ مؤامرة عليه من داخل الجيش
ولكن الجنرالات تحتاج الضوء الأخضر ليتم الانقلاب علي كونغ فهم بحاجة إلي دعم الولايات المتحدة الامريكية – ولايات الخراب والدمار لكل العالم – فهم بحاجة للأسلحة والدولارات
 كان السفير مترددا في موضوع الانقلاب ، كما ان هناك قضية أخري وهي حياة كونغ فكان يريد ان لا يُقتل كونغ بعد الانقلاب بل يلجأ إليهم لجوءا سياسيا
وتلك نقطة مهمة في فهم السياسة الامريكية  فهم يريدون شكل يحافظ علي ماء الوجه او يستطيعون معه النوم ليلا
كم من رجل او إمرأة  أو طفل سيموت بخلاف كونغ لا يهم المهم كونغ
وحياة كونغ نفسه ليست مهمة بل رمزية نجاته وطلبه للجوء اليهم وربما  ورقة ضغط علي أي حكومة تالية بعودته مرة أخري  وربما ....
وهل التزم الجنرالات المنقلبون بالحفاظ علي حياة كونغ ؟
لا لم يلتزم به الجنرالات بل اول عمل قاموا به تصفية كونغ وهذا بفعل ديكتاتور جديد رغب في تصفية خصمه القديم لتعاد جولة جديدة من تصفية باقي الجنرالات وحياة الظلم والقهر تحت حكم الديكتاتورية العسكرية  المدعومة أمريكيا ولكن بوجه جديد
هل كان السفير وسفارته اللاعب الامريكي الوحيد هناك ؟
لا دوما هناك السفير يعبر عن الرأي الرسمي وهناك في الخفاء المؤامرات التي تقوم بها المخابرات الأمريكية كما كان هناك قوات امريكية تشارك في القتال
هناك في السفارة أناس أُخر كانوا مستائين مما يحدث ولكن لا حيلة لهم منهم من استقال من منصبه وإن كانوا ضغطوا عليه حتي لايحرج الحكومة وأجلوا تلك الاستقالة حتي تم الامر
الرواية جميلة وهي تكشف جانب مهم جدا من السياسة وهي تلقي بضوء قوي عما يحدث الآن داخل مصر وخارجها بالمناسبة لقد غادرت آن باترسون مصر بعد الانقلاب 30 يونيو 2013  كما فعل بالضبط السفير في فيتنام الجنوبية 

0 التعليقات:

إرسال تعليق