الأربعاء، 13 مارس 2013

ترتيف




ترتيف


ترتيف قصة لموليير
تتحدث القصة عن رجل يتصنع الورع والتقوي ويتظاهر به وهو في حقيقة أمره غير ذلك وتلك الصورة التي رسمها موليير في قصته تعكس حالة الصراع مع الأدعياء الذين يتحدثون باسم الله في عصره – عصر النهضة – التي فجرت فصل الدين المحرف عن واقع الحياة نعم في تجربة الكنيسة في ذلك العصر  وهذا مما ينبغي الانتباه إليه الدين المحرف والادعياء

يعجب ب ترتيف رجل يقع في شباكه ويظنه ورعا حقا فيقربه منه ويعطيه الهبات ثم يقدم علي خطوة أكثر جرأة فيجعله يقيم معه في المنزل وفي حين أن كل من بالمنزل يدرك الادعاء والتظاهر في هذا الترتيف إلا أن صاحب المنزل وأمه لا يرون الحقيقة بل يظلان منخدعان في ادعاءه الكاذب بالزهد والتقوي

يتقدم ترتيف درجة أخري من قلب الرجل المخدوع فيريد هذا الرجل الساذج أن يزوج ابنته من هذا الترتيف ويخلف وعده بزواجها من الرجل الذي قد قرب ميعاد زواجه من تلك الفتاة التعسة
تتحدي أباها وتسخر من قوله انه يريد زواجها من ترتيف
تحاول الام أن تتدخل لدي ترتيف فتفاجئ بهذا الوقح يحاول أن يبثها حبه وإعجابه بها تفزع منه ولكنها تتمالك نفسها من أجل أن تثنيه عن قبول زواجه من الابنة
ولكن يسمع الحوار ابنها فيظن انه يستطيع أن ينهي هذا الموضوع بفضح هذا الترتيف لابيه ولكن الاب المخدوع الساذج حين يعرض علي ترتيف تلك الاتهامات يعترف بها ترتيف بطريقة تسلب عقل الرجل صاحب المنزل أذ يغلفها بمسوح من التقوي وعبارات الزهد فينخدع الرجل ويظن أنما أراد أن يتنزه عنها ولكنه غير ذلك يحتار الجميع من أمر الاب الساذج ويغتاظ الاب الساذج من سلوكهم جيعا تجاه هذا الرجل المتزهد الناسك الذي يتكلم باسم الله ويتحدث عن ملكوت الله فيهب له كل مايملك ويجعله وريثه

في خطوة يائسة من الام تجاه زوجها الساذج المسحور بدجل المشعوذ المتصنع التقوي والورع  تتفق مع زوجها علي ان تجعله في موطن يستطيع سماع ما يدور من مطارحته إياها الغرام حتي يفيق من سكرته وغفلته وتقول له حين تدرك حقيقة امره أنقذني منه فلسوف اتمادي بما لا أريد حتي تعرف مدي خبثه ووضاعته
ويقع الترتيف في الفخ بل ويغالي في مطالبه من سيدة المنزل حتي يخرج الرجل المغبون من تحت التربيزة التي كان يختبأ تحتها ويهاجهم ترتيف ويعنفه ويوبخه ولكن فجأة يصرخ ترتيف في وجهه ويذكره بألا ينسي نفسه ويذكره بانه صاحب المنزل الان فيتذكر الرجل كم الاخطاء الهائل الذي وقع فيه ويشرح لاسرته المصيبة المحيقة بهم جميعا ويخرج ترتيف من المنزل ثم يأت مدع من المحكمة لإخلاء البيت لصاحبه بحكم قضائي ولا يقتصر الامر علي ذلك بل يدبر ترتيف للرجل مكيدة عند الملك حتي يأمر الملك بإحضار هذا الرجل بتهمة خيانة الملك وفي هذه الاثناء  وفي وجود ترتيف ورسول الملك والرجل الساذج والاسرة جميعا
يظهر رسول الملك غير ما ظنه ترتيف فيقول له ولماذا تتهم هذا الرجل الذي اعطاك كل شئ حين اتهمك فقط بالاعتداء علي زوجته ويقول له لقد علم الملك ظلمك له ونصبك عليه وإنما اراد اختبار جرأتك وإلي أي مدي كنت تصل ويأمر حرسه بالقبض علي ترتيف ووضعه في السجن ويعلم الجميع ان ترتيف هذا كان متهما في قضايا أخري ولكن باسماء مختلفة
يحمد الله الجميع علي تلك النهاية وتتزوج الابنة ممن كانت موعوده له بالزواج
هكذا جال بنا موليير وهو أحد أعمدة عصر النهضة الأدبية في فرنسا ليوضح لنا خطورة التظاهر بالتدين وحال أغلب عصره بل وعصور أخري ممن ينتسبون إلي الزهد والتقوي والعلم وهم غير ذلك فهل فيي عصرنا يوجد ترتيف وهل هو ترتيف واحد أم عدة تراتيف

رابط القصة صوتيا من انتاج البرنامج الثاني



     طرطيف - موليير

0 التعليقات:

إرسال تعليق