الخميس، 5 نوفمبر 2020

سواقي الوقت

 

هل بدأ فصل الشتاء؟
فلقد استبد بي الشوق للياليه حيث أنعم بكوب شاي ساخن وكتاب
يبدو أنه بدأ فعلا 
إذن فماذا أقرأ؟
فتحت خزانة الكتب لأنظر فيها عساي أجد في هذه الليلة كتابا يضيئ ظلام الليل ويدفأ برودته
ها هي سواقي الوقت لسلوي بكر في مقدمة الكتب التي وقعت عليها عيناي
تذكرت سلوي بكر وكوكو سودان كباشي وما أحدثته في من أثر
لذا كان الاختيار سريع فللكاتبة سابقة حسنة معي 
كما أن العنوان مثير فهي تتحدث عن الوقت
 وضعت الماء في غلاية الشاي وأنرت مكان في  ركن في  المنزل لأفرأ فيه بهدوء 
بدأت الرواية مثل توقعاتي تماما
بداية مفعمة بالحيوية  والسخاء الفكري
في جسمك جيوش ومعارك  تستفتح بهذه العبارة قصتها لتنسج الشخصية المحورية لروايتها حسن

وهاهي تجعل من بطل قصتها ثلاثة حسن هم في الواقع شخص واحد لكن في ثلاث صراعات لثلاث شخصيات .

حسن يعمل في تصليح الساعات أو علي رأي سلوي بكر يزاول جراحته الزمنية علي الساعات ويحثها علي طحن الزمن مرة أخري ومصالحته
في يوم يقف علي باب محل تصليح الساعات ثلاث رجال ومعهم ثلاث خراف  يهم حسن بالانصراف ليغلق المحل يستوقفه الثلاث رجال ليعرضوا عليه ثلاث خراف ليشتريهم يرفض يلحوا عليه
هل هم لصوص؟
 يغلب علي حسن الظن  بأنهم كذلك، يحاول التملص منهم ولكن كبيرهم رجل رخم ولحوح، لا يمشي حتي يبيعه الثلاث .
خراف بثمن بخس 600جنيه في الثلاثة 
ماذا يفعل حسن بعد أن اشتراهم ؟
 إلي هنا ينتهي السحر في رأيي
   وتمشي الرواية ببطء  وكأنها تحولت من بحر هائج إلي مجري مائي ضعيف السيلان مجرد ترعة فرعية من نهر .
هادئ 
يحتار حسن ماذا يفعل في الخراف يشير عليه صديقه البقال أنه يبعتهم لبواب يربيهم لهم ويجعل له جعل لعلفهم
يمر أيام ليرجع البواب القهقهري في عرضة بالتربية ولكنه يأت بإمراة بدوية تربيهم له
يمشي الحال وتنجح فكرة التربية ولكنها لا تنجح دون ضريبة اختراق المرأة لواقع حسن وكيانه فتتكون بينهم علاقة 
وتستمر لتغير واقع حسن الذي يبدأ في التكاسل عن عمله و ويبدأ عملاءه في الشكوي والتذمر من تأخير استلام ساعاتهم المعطلة أو استلامهم إياها دون تصليح
في هذه الفوضي يظهر رجلان بمظهر شيك ليعرضا علي حسن عرض يلعب بدماغه 
بعرضون عليه الشراكة في توكيل كبير للساعات 
هنا يقف حسن في مفترق طرق  يتردد ثم في النهاية يختار التغيير قياسا علي صفقة الأغنام التي غيرت من مجري حياته بالفعل، ينجح التوكيل ويلعب حسن بالفلوس لعب يحافظ علي علاقته بتلك المرأة يغير مظهره ليتناسب مع التوكيل 
تدور الاحداث سريعا يخطأ بالكلام مع المرأة لتنفصل عنه وينفض مولد الخراف وتربيتها 
ثم يفاجئ بخبر في الجريدة علي هروب شريك له وانه متهم بتهريب الأثار
يتهاوي عالم حسن  لتنتهي الرواية ولكني منتظر شيئا آخر 

!هل هذه نهايتها فعلا

تعرضت أثناء الرواية لحركة التغيير  وتحول المحلات القديمة إلي توكيلات تجارية ومطاعم مشهورة  لتقول أن علي المرء أن يساير حركة الدنيا وإلا  سوف تدور عقاربها وتتركه في مكانه وحيدًا.

.
في اخر الرواية بضع ورقات تتحدث فيهم سلوي بكر تحت مسمي شهادات عن المرآة والحركة النسائية والنظام العالمي

لم تعجبني الرواية 
إلا أنها أيقظت في القارئ النائم منذ فترة ، فلقد قرأتها دفعة واحدة في ليلة واحدة مع شرب 2 كوب شاي 

:من العبارات التي أعجبتني 
قول حسن لبائع الخراف معتذرا عن الصفقة  ثم إن الخراف من الحيوانات التي لا تعبر فكري أبداً، علي عكس الحمير التي كثيراً ما أفكر فيها ، وباتت تختفي شيئاً فشيئاً من المدينة، فحتي الزبالون باتوا يديرون ظهورهم لها، وتخلوا عنها لصالح اليابانيات نصف النقل.

تعليق حسن علي متولي صاحب كشك السجائر بعدما عجبته فكرته في تربية الخراف عند البواب
فلم يعد في نظري صاحب كشك السجائر الذي زرعته الحكومة والمباحث علي أول الشارع ليراقب الكبيرة والصغيرة وكل دبة نملة تحدث في الحي.

 كلامه علي رجل أعمال وصاحب عقارات أنه بني مخالف في ثلاث طوابق وأن قرشه سابقه في الحي

كلامه علي خليل صديقه السابق الظابط المهندس الذي كان راضيا في العيش في مصر مع راتبه الضعيف وظروفه الصعبه ويقول بلدي أولي بي حتي تحولت مصانع الصواريخ التي يعمل بها إلي مصنع للشوك والسكاكين فلقد كان حلمه تطوير صاروخ صاروخ القاهر المعمول في زمن ماضي والان أصبح بلا عمل وكأنه مطرود ضمنيا  الذي سافر كندا بعد خيبة أمله واصبح يشتغل هناك خبير في مصنع للأسلحة وربما يكون قد طور صاروخا تم استخدامه لضرب العرب في لبنان أو العراق.



0 التعليقات:

إرسال تعليق