skip to main |
skip to sidebar
السيد من حقل السبانخ
قصة صبري موسي
السيد هومو من حقل السبانخ يتوقف عن تيار الحياة اليومية في عصر العسل بعد الحرب الإلكترونية الأولي في القرن الرابع والعشرين
تبحث الزوجة السيدة ليال عن زوجها الذي تأخر عن موعده فقامت بالاتصال بالإدارة تسأل عن زوجها السيد هومو الذي يعمل بحقل الإستنبات الضوئي بحقل السبانخ الموحد ، فيبحث المدير المحلي للأمن عبر شاشات الكترونية تتناسب مع القرن الرابع والعشرين ثم تتعرف عليه عبر إحد شاشات البحث
من هنا تبدأ قصتنا لقد أخل السيد هومو بتيار الحياة اليومية ولم يركب المركبة الهوائية لتقله إلي منزله لماذا ؟
لقد أراد جرعة من الحرية
عندها يسأل مدير الأمن السيدة ليال هل لاحظت علي زوجها شيئا غريبا في الفترة الأخيرة يفكر مثلا !!!!!
تلك هي الصورة التي أراد الكاتب أن يرسمها عن العصر القادم تكنولوجيا تسيطر ولا يعد هناك مجال للتفكير أو المشاعر أو الجمال
ولكن هناك دائما نقطة للبدأ يخرج فيها بعض الرجال مثل السيد هومو عن السياق
ومن خروجه عن السياق يفقد السياق معناه ويحتاج هو إلي معني آخر يفسر له كل مايجده من مشاعر وأفكار و...
القصة ظريفة جدا تكسر حالة الملل الفكري والرتابة التي تملأ صحفنا وكتبنا الأدبية
ولكن الأظرف أن نعمم الفكرة فلا نقتصرها علي السيد هومو وحقل السبانخ والتقدم التقني والروتينية اليومية للأعمال فيما بعد الفيس بوك مثلا بل نسأل أنفسنا هل أصبحنا نسير تحت قواعد صماء وروتين ممل ومضجر وحياة بائسة لا روح فيها ولا تجديد ولا ابتكار ؟
هل هذ في العمل أم في البيت أم في النادي والتجمعات ام في المساجد والجمعات
عليك أن تكون مثل السيد هومو من حقل السبانخ أن تتوقف عن تيار الحياة اليومية
لتبحث لنفسك عن معني لحياتك وتفكر .....
بيكت
توماس بيكت هي قصة من تأليف جون أنوي
شرف الله وشرف الملك هل بينهما صراع ؟
تدور القصة حول توماس بيكت صديق الملك ملك انكلترا هنري الثاني وليس مجرد صديق بل صديقه الحميم وهو شخص ذكي جدا ومثقف جدا ومهذب جدا وتلك الصفات علي خلاف صفات الملك . ولكنه يشارك الملك في المرح
يحتاج الملك لفرض ضرائب علي الكنيسة فيعين صديقه توماس بيكت مستشارا لإنجلترا وحاملا للخاتم ذي الثلاث أسود ويستعين به في فرض الضرائب علي الكنيسة والتي يحتاجها في حربه علي فرنسا وتدور مجادلة شديدة بين الكنيسة والملك وتوماس بيكت ممثلا عن الملك يتبين فيها تلك الطريقة الجدلية التي تحافظ بها الكنيسة علي نفوذها وأموالها وهي مجادلة مهمة
يتفاني توماس بيكت في خدمة الملك فهو رجل ذو شرف كما انه يحب الملك
تدور الأيام ويحتاج الملك إلي توماس بيكت ذلك الرجل الذكي في مكان آخر ألا وهو ان يكون بداخل الكنيسة بل علي رأسها ولقد كان بيكت شماسا عندها يعينه الملك كبيرا للأساقفة يُذهل بيكت من المنصب ولايريده يصر الملك علي هذا فيتقلد بيكت المنصب
عندها يتحول بيكت من الرجل العربيد شارب الخمر و... إلي شئ آخر
يبيع آنيته الذهبية وثيابه الحريرية ثم يلبس الصوف ويعزم في أول يوم الفقراء علي مأدبته ويطالب الخدم باستعمال برتوكول التقديم كما هو ولكن في صحاف خشبية
ويتعجب كل من يعرف بيكت حتي الملك بصنيعه هذا ويظنها لعبة من ألعابه ولكن الأمر غير ذلك فلقد استقبل بيكت المنصب الجديد وهو خدمة الله ويعلم تماما انها ضد رغبات الملك ونزواته ويقرر انه سيخدم الله ويدور الصراع بين الملك ورغبته في السيطرة وبين الكنيسة الذي يمثلها بيكت بكبير الأساقفة
ولا يتوقف الصراع حتي يتحول الصديقين إلي عدوين لدودين وتحاك المؤامرة علي بيكت لقتله فيهرب ثم يذهب لملك فرنسا الذي يحميه مؤقتا مستغلا الظرف لمصالحه الشخصية أو مصلحة فرنسا حتي إذا ما اتت ساعة التفاوض وضع بيكت علي المنضدة مقابل أشياء عديدة تجنيها فرنسا وفي تلك الأثناء يذهب بيكت إلي البابا في روما ويعرض عليه التنازل عن لقبه الممنوح من قبل الملك بلا أهلية ويدور حوار بين البابا وأحد القساوسة وهي تبين أيضا كيف يفكر البابا وتفكر الكنيسة وفي النهاية يعلنه البابا كبيرا للأساقفة هذه المرة بتعينا منه هو والأمر لايعدو كونه لعبة سياسية فلم تكن الكنيسة طوال الأحداث إلا سلطة موزاية للملك وتنازعه أحيانا
ويرجع بيكت ويحدث لقاء صلح بين الملك وبيكت ولكن الملك لا يقبل بيكت قبلة السلام فيعرف بيكت أنه مقتول ويلوح بذلك للملك ثم يأمر الملك بقتل بيكت الذي تحول خلال فترة خدمته للكنيسة إلي رمز من رموزها ويقتل بيكت ويتحول إلي قديس
أما الملك فيله وو يلعب وينصب أحد أبناءه في سن مبكر ويتحول الأمر إلي خطر فيتنازع الملك مع إبنه ويسعي الملك للإستعانة بالكنيسة علي ابنه فيتعرض للحكم والقصاص بشأن بيكت فيذهب للكنيسة التي يقوم رجالها بجلده ثم ترتفع الصيحات بالدعاء لبيكت والدعاء للملك ويتحقق ما أراده الملك من وقوف الكنيسة بجواره ضد ابنه .
تلك باختصار توماس بيكت
ولكن قبل أن أدع قلمي أحب أن أقف عدة وقفات
الأولي : تحول بيكت من حب الملك ورعايته إلي خدمة الله ضد الملك لم يكن بيكت مع ما فيه من صنوف المتع والتحرر قرير العين بما يصنع بل تائها يبحث عن نفسه وعندما وُضع علي رأس الكنيسة وكبيرا للأساقفة أخذ في التبتل والعبادة التي وجد فيها نفسه فسهل عليه كل مالاقاه بعد ذلك .
الثانية: علاقة الكنيسة بالحكم عبر القرون الماضية في الدول الصليبية تكشف القصة عن تلك العلاقة كما تكشف الحوارات طريقة القساوسة في التفكير كما تعكس أيضا إهتماماتهم.