الزنبقة الحمراء
يقول طه حسين عن هذه الرواية: "وما هذه القصة التي أريد أن أحدثك عنها فلا أكاد لأنني لا أستطيع الانصراف عن الكتاب؟ إنك لتقرؤها فتجد فيها لذة إلهية لا تظفر بمثلها إلا حين تقرأ آثار صاحبه أفلاطون. إنك لتقرؤها فتجد فيها جدا وهزلا، إنك لتقرؤها فتجد فيها شكا ويقينا، وإنك لتقرؤها فتجد فيها إلحادا ودينا، وإنك لتجد أثناء قراءتها من اللذة القوية الدقيقة ما يسحرك عن نفسك ويملك عليك هواك وينسيك أن للكتاب فكرة بعينها وغرضا واضحا يسعى إليه، وإنك لتفرغ من قراءتها فتسأل نفسك: أكنت في حلم أم في يقظة؟!".
وقد اعتبرها أناتول فرانس نفسه - المؤلف - "كتاب تافه" لكنها كانت من أسباب اختياره عضوا بالأكاديمية الفرنسية "مجمع الخالدين".
أما أنا فأجد أني لم استفد من وصف طه حسين للرواية أي شئ وأميل لتصديق أناتول فرانس وذلك لأني قرأتها وخططت فيها خطوطا كثيرة ونقلت عنها فوائد كثيرة ولكني مع مرور قليل من الوقت - نسبيا - نسيت عن ماذا كانت تتحدث الرواية وهذا نادرا ما يحدث لي بل لا أذكر أني نسيت مضمون أي رواية قرأتها من قبل
حتي أني قرأت بعدها الزنبقة السوداء لالكسندر دوماسو وما زلت أذكر مضمون تلك الرواية مع إني لم أنقل منها شئ .
قرأت لأناتول فرانس جريمة سلفستر بونار وأعجبتني وأنوي أن أقرأ له ثانية
تاييس والألهة عطشي
ومن العبارات التي استوقفتني في الزنبقة الحمراء
التغييرات في المجتمع كما في الطبيعة تبدأ من الداخل
الفقر مقدس وسوف ينجي العالم ، نعم فبدون الفقر فالخير مستحيل
هناك مبدأ ثابت مقرر وهو ان أقدار الناس تقدر بأفعالهم
قال عن نابليون:
أراه خلق للمجد وقد بدا في البساطة الزاهية التي يبدو فيها أولئك الابطال الذين تروي سيرهم في الأشعار الحماسية ، فالبطل يجب أن يكون إنسانا ، وكان للإنسانية من نابليون نصيب ، ولقد كان حاد الطبع خفيفه إنسانا إلي حد بعيد أعني أنه كان كسواه من الناس فاشتهي التمتع بقوة لاحد لها ، وهو ما يعتز به ويرغب فيه عامة الناس ، وكان هو نفسه نهب أوهام وتخيلات تملكته فنفثها في روح الجمهور ، وهذه الأوهام هي التي كونت قوته كما كونت ضعفه ، وكانت جماله وزينته ، فآمن بالمجد وكانت آراؤه في الناس والحياة التمتع كآراء أي من رجاله ذوي القامات الطويلة رماة القذائف فظل محتفظاً بتلك الرزانة الصبيانية التي كانت تفرح بصليل السيوف ودوي الطبول ، ذلك النوع من السذاجة الذي يصطنع الجنود الصالحين ويكونهم وكان شديد الإجلال للقوة ، وكان رجل الرجال وواحد الآحاد ولم يعن له قط خاطر إلا وضعه موضع التنفيذ ، فكان التعبير عن الفكر عنده هو الفعل
يقينا أن له الزكانة التي لابد منها للقيام بحركات بديعة في ملعبي العالم المدني والحربي ، بيد أنه محروم مزية التصور ودقة التأمل ، فتلك عبقرية أخري ، ولدينا مجموعة كتاباته وخطبه وأقواله ، فأسلوبه رشيق ووصفي ، وما من إشارة واحدة في مجموعة آرائه وخواطره إلي أي غرام بالبحث الفلسفي أو افتتان بالتنقيب العلمي أو اهتمام بالمجهول الخفي
ولقد كان منشأ قوته في إشعال المحبة في قلوب الرجال أينما حل وسار ، وكانت مسرة جنوده في أن يبذلوا له المهج ويموتوا فداءه
إن المرء لا يقول قط في كتاب ما يريد في الحقيقة أن يقوله فمحال أن يفصح المرء عن فكره تمام الإفصاح ، وماذا يعنيني إذا كان الناس يعجبون بكتبي ماداموا يضعون فيها دوماً ما يعجبهم ؟!
إن كل قارئ يحل خيالاته محل خيالاتنا ، وكل ما نفعله بكتابتنا هو دغدغة مخيلات وزعزعتها !!
يقول طه حسين عن هذه الرواية: "وما هذه القصة التي أريد أن أحدثك عنها فلا أكاد لأنني لا أستطيع الانصراف عن الكتاب؟ إنك لتقرؤها فتجد فيها لذة إلهية لا تظفر بمثلها إلا حين تقرأ آثار صاحبه أفلاطون. إنك لتقرؤها فتجد فيها جدا وهزلا، إنك لتقرؤها فتجد فيها شكا ويقينا، وإنك لتقرؤها فتجد فيها إلحادا ودينا، وإنك لتجد أثناء قراءتها من اللذة القوية الدقيقة ما يسحرك عن نفسك ويملك عليك هواك وينسيك أن للكتاب فكرة بعينها وغرضا واضحا يسعى إليه، وإنك لتفرغ من قراءتها فتسأل نفسك: أكنت في حلم أم في يقظة؟!".
وقد اعتبرها أناتول فرانس نفسه - المؤلف - "كتاب تافه" لكنها كانت من أسباب اختياره عضوا بالأكاديمية الفرنسية "مجمع الخالدين".
أما أنا فأجد أني لم استفد من وصف طه حسين للرواية أي شئ وأميل لتصديق أناتول فرانس وذلك لأني قرأتها وخططت فيها خطوطا كثيرة ونقلت عنها فوائد كثيرة ولكني مع مرور قليل من الوقت - نسبيا - نسيت عن ماذا كانت تتحدث الرواية وهذا نادرا ما يحدث لي بل لا أذكر أني نسيت مضمون أي رواية قرأتها من قبل
حتي أني قرأت بعدها الزنبقة السوداء لالكسندر دوماسو وما زلت أذكر مضمون تلك الرواية مع إني لم أنقل منها شئ .
قرأت لأناتول فرانس جريمة سلفستر بونار وأعجبتني وأنوي أن أقرأ له ثانية
تاييس والألهة عطشي
ومن العبارات التي استوقفتني في الزنبقة الحمراء
التغييرات في المجتمع كما في الطبيعة تبدأ من الداخل
الفقر مقدس وسوف ينجي العالم ، نعم فبدون الفقر فالخير مستحيل
هناك مبدأ ثابت مقرر وهو ان أقدار الناس تقدر بأفعالهم
قال عن نابليون:
أراه خلق للمجد وقد بدا في البساطة الزاهية التي يبدو فيها أولئك الابطال الذين تروي سيرهم في الأشعار الحماسية ، فالبطل يجب أن يكون إنسانا ، وكان للإنسانية من نابليون نصيب ، ولقد كان حاد الطبع خفيفه إنسانا إلي حد بعيد أعني أنه كان كسواه من الناس فاشتهي التمتع بقوة لاحد لها ، وهو ما يعتز به ويرغب فيه عامة الناس ، وكان هو نفسه نهب أوهام وتخيلات تملكته فنفثها في روح الجمهور ، وهذه الأوهام هي التي كونت قوته كما كونت ضعفه ، وكانت جماله وزينته ، فآمن بالمجد وكانت آراؤه في الناس والحياة التمتع كآراء أي من رجاله ذوي القامات الطويلة رماة القذائف فظل محتفظاً بتلك الرزانة الصبيانية التي كانت تفرح بصليل السيوف ودوي الطبول ، ذلك النوع من السذاجة الذي يصطنع الجنود الصالحين ويكونهم وكان شديد الإجلال للقوة ، وكان رجل الرجال وواحد الآحاد ولم يعن له قط خاطر إلا وضعه موضع التنفيذ ، فكان التعبير عن الفكر عنده هو الفعل
يقينا أن له الزكانة التي لابد منها للقيام بحركات بديعة في ملعبي العالم المدني والحربي ، بيد أنه محروم مزية التصور ودقة التأمل ، فتلك عبقرية أخري ، ولدينا مجموعة كتاباته وخطبه وأقواله ، فأسلوبه رشيق ووصفي ، وما من إشارة واحدة في مجموعة آرائه وخواطره إلي أي غرام بالبحث الفلسفي أو افتتان بالتنقيب العلمي أو اهتمام بالمجهول الخفي
ولقد كان منشأ قوته في إشعال المحبة في قلوب الرجال أينما حل وسار ، وكانت مسرة جنوده في أن يبذلوا له المهج ويموتوا فداءه
إن المرء لا يقول قط في كتاب ما يريد في الحقيقة أن يقوله فمحال أن يفصح المرء عن فكره تمام الإفصاح ، وماذا يعنيني إذا كان الناس يعجبون بكتبي ماداموا يضعون فيها دوماً ما يعجبهم ؟!
إن كل قارئ يحل خيالاته محل خيالاتنا ، وكل ما نفعله بكتابتنا هو دغدغة مخيلات وزعزعتها !!