الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

الدون الهادئ 3 (النهر الهادئ)

الدون الهادئ 3
 (النهر الهادئ)


الدون الهادئ (النهر الهادئ) 2

الدون الهادئ 2
(النهر الهادئ)

   وثرثرت النساء كثيرا حول هذا الموضوع حتى شغلن به عن مطاردة براغيثهن ،

   وكان الفجر ذو الذيل الأحمر يلتقط النجوم كالحب من على سطح السماء المتعددة الألوان ، وهل القمر خلال شرخ فى سحابة متكسرة

   "انهض أيها الفلاح . "           

 وفلاح هى أقذع كلمات السباب التى يسع ميتكا أن يستخدمها . 

   وكان الذباب يقضى ليلة على هذه الكرات ، وابلتع الليل شبحها الداكن .

"فأسنانك تبدو فى فمك كالسكرانة ، واحدة فى ناحية ، وواحدة فى الناحية الأخرى "

   وتململت على مقعدها ، وقد وخزتها المكنسة التى سرقتها من السقيفة ، وأخفتها تحت معطفها ، فالتقاليد التى تؤكد أن الخاطبين الذين يسرقون مكنسة الفتاة ، لا يرفضون مطلقا .

   " إن الكلب لا يلتفت إلى كلبة لم تتمسح به ...."

هكذا يمضي شولوخوف يبهرك بتراكيب وجمل بديعه 

ويصف خطوبة جريجور بتلك القطعة 

   اشتهر آل كورشونوف بأنهم أغنى أسرة فى قرية تتارسك ، فلديهم اربعة عشر زوجا من العجول والخيل ، وفرسان ، وخمسة عشر بقرة وماشية أخرى لا حصر لها ، وقطيع يبلغ عدة مئات من الرؤوس ، وكان البيت ذا السقف الحديدى يماثل فى حسنه بيت التاجر موخوف ، به ست حجرات مفروشة ، وفناؤه مرصوف ببلاط جديد أنيق ، ومساحة حديقته ثلاثة أفدنة جيدة ، ماذا يمكن أن يطلب الانسان أكثر من ذلك ؟
   لذا كان بانتا ليمون خجلا مترددا وهو يؤدى زيارته الأولى لآل كورشونوف مقترحا الزيجة ، فبوسع آل كورشونوف أن يجدوا لابنتهم زوجا أغنى من جريجور ، وبانتا ليمون يعرف ذلك ولا يريد أن يطرق بابهم سائلا خيفة أن يجابه بالرفض ، ولكن ايلينيشنا كانت تلح عليه إلحاح الصدأ على الحديد – حتى تغلبت على عناد الرجل العجوز ، لذلك كان يوم ذهب لآل كورشونوف يستطلع ردهم – يلعن فى أعماق قلبه جريجور وإيلينيشنا وكل ذلك العالم الفسيح .
   لم تكن نتاليا قد أبدت ميلا لأحد من العرسان المتقدمين ، فردوا جميعا خائبين ، وكان ميرون فى أعماقه يميل لجريجور لكفاءته القوقازية ، وحبه للزراعة ودأبه على العمل ، وقد انتقاه من بين شباب القرية حينما فاز جريجور بالجائزة الأولى فى سباق الخيل ، ولمن ميرون اعتقد أنه قد يحط من قدره قليلا إذا زوج ابنته من رجل فقير ، اكتسب مثل هذه السمعة السيئة .
   " دع الشابين يعولان نفسهما ، لقد علنا أنفسنا واستطعنا أن نعيش ميسوريين ككل الناس ، دعهما يفعلان ذلك "                                                               
   وامتزجت لحيتا الرجلين فى تمويجة مختلطة اللون ، وبدأ بانتا ليمون ياكل خيارة منكمشة لا ماء فيها ، وبكى وقد جاشت نفسه بمشاعر مختلطة متناقضة .
   كانت الصهرتان جالستين على صندوق غارقتين فى عناق ، وكل منهما تصم أذن الأخرى بصوصوة حديثها ، وقد اشتعلت إيلينيشنا بحمرة فى لون التوت ، بينما كانت ماريا مخضرة من الفودكا ، كالكمثرى الشتوية التى أصابها الصقيع .
   " إننى انتظر الموت كما انتظر ضيفا عزيزا ، حان الوقت ، لقد عشت أيامى وخدمت قياصرتى ، وشربت فى حياتى ما يكفينى من الفودكا "

السبت، 15 أكتوبر 2016

الدون الهادئ (النهر الهادئ)

النهر الهادئ 

الأدب الروسي مثل القهوة لمحبي القهوة أما بالنسبة لي فشيئ آخر 
الأدب الروسي هو قصة الإنسان بكل أوجاعه وخفايا نفسه 
ربما لأنني مصري انتمي الي نفس النوعية التي تحدث عنها الروس أو ربما احمل بين اضلعي نفس الهموم فحين اسمع اسم دستوفسيكي اتذكر الخبز المحمص والشاي  والجلوس بجوار خشب يحترق للتدفأة 
وإن كان لا يعني حياة البؤس أو التقشف بالنسبة لي  ولكنه يثير شجوني إلي أبعد مدي
مر معنا في تلك المدونة النفوس الميتة لجوجول 
وسيأت معنا قريبا كثير من تلك الروايات الخالدة 
أما اليوم فمع الدون الهادئ أو النهر الهادئ لميخائيل شولوخوف
قسم ميخائيل شولوخوف روايته إلي أربعة أقسام 
السلم 
الحرب 
الثورة
الحرب الأهلية 
حكي في السلم قصة الفلاح الحياة البسيطة باخطائها وخطاياها ففيها يغوي غريغور اكسينيا  التي كان قد ذهب زوجها ليخدم في الحرب فيذهب اليه في مكان خدمته صدي ودوي تلك الفضيحة والعلاقة الآثمة التي تحدثت عنها القرية كلها 
وتدور احداث سيبدع تشولوخوف في وصفها بجمل وتراكيب رائعة الجمال سنأت علي بعض منها أو اكثرها 
ثم تقوم الحرب فيذهب غريغور الي الحرب هو الآخر هنا يتحدث شولوخوف عن الحرب ومآسيها ويبدع أيضا هنا ثم تفشل الحرب فتقوم ثورة تقع علي أثرها حربا أهلية 
بهذا الترتيب المبدع صاغ لنا شولوخوف رائعته الدون الهادئ 
وسنمشي معه علي مهل نتذوق ما في روايته من طعوم ونشم ما فيها من روائح ونمتع نظرنا بمناظره الخلابه ونتعرف ما في نفوس شخصياته من أسرار