الاثنين، 28 أبريل 2014

السفير 6

السفير 6



البوذية تستنكر الانتحار، ولكنها كما جاء في " لوتوس سوترا" تدعو جميع البوذيين إلي الاستشهاد إذا أصبح دينهم في خطر .


علي أي أسس سنعيش مع هذه الصين خلال السنين المائة القادمة ؟ وكيف ستعيش معها بقية آسيا؟ وماذا عن البوذيين؟ انهم  كالمسلمين ، كالكاثوليكيين ، كالهنود موجودون وباقون شئنا أم أبينا.. هنا أيضا ، لا مجال للحلول القصيرة الاجل . في وسعك أن تحول دون ثورة، بل أن تجهضها، ولكنك لن توقف المسار التطوري الذي يؤدي إليها .


.. ومشوش الفكر أحيانا بلعبة السياسة المعقدة، التي تنقصها دائما بعض القطع الرئيسية.

السفير 5

السفير 5
الانتهازيين السياسيين الذين يطلبون الفوضي بحثا عن منفعة

إذ أن ممارستي الطويلة للعمل الديبلوماسي قد علمتني أن أفضل الوسائل لحل معضلة ما كثيرا ما تتمثل في خلق أزمة ينبثق منها هي نفسها الحل المناسب .

أنت تعرف الحقيقة ، ولكنك علي غير استعداد لأن تتقبل نتائجها .

ما جدوي السرير إذا كان لايبعد الكوابيس المزعجة؟
ص139
خطاب السفير في تأبين قتلاهم

النظام العسكري الامريكي عنه يتحدث السفير ...  تعيش في اوهام من الخدمة أو القدسية أو البطولة ، ولكنها تخدم الوطن الضيق لا الانسانية، وتعد في السر تراكيب  كيمياوية خطرة ، كما يفعل السحرة انتظارا ليوم تدعي فيه إلي نشر الخراب والموت في العالم الجاهل ..
إن يكن من تغيير ممكن الوقوع ، فيجب أن يقوم به أولئك الذين يملكون من العلم ومن التنظيم ومن الوسائل المادية ، ما يجعلهم قادرين علي القيام به.

ما يمكن عمله ؟ انقلاب .
والانقلاب في إذا صح تعريفي له ، هو احداث تغيير في الحكم بضربة واحدة. تغيير يحدث بلا ثورة ، لأن الثورة لو وقعت عندنا لكانت مأساة دامية.
الانقلاب يعني ممارسة الضغط علي نقطة واحدة، بحيث تفقد الحكومة توازنها وتشول كفتها فتحل محلها أخري.. اما ، من يستطيع ممارسة هذا الضغط؟ انه الجيش وحده، بتنظيمه، وقوته، وقدرته علي التهديد بالسلاح.

هناك ثلاث نقاط – شروط الانقلابيين : ألا تغدروا بنا ، ألا تتدخلوا في شؤوننا، وان يستمر دعمكم لنا بالسلاح والمال متي ما أقمنا حكومة قادرة علي الحياة..
هي هذه : إذا تحقق الانقلاب فلا عنف من أي نوع يؤخذ به الرئيس "كونغ" أو أي من أعضاء حكومته، بل يجب ان يمنحوا الحماية ثم يسمح لهم بمغادرة البلاد.
وما هو تعريفك للحكومة الشرعية يا سيادة السفير؟
 في نظام لا سبيل فيه إلي انتخابات حرة ، علينا أن نعرفها – في بساطة- بأنها الحكومة التي تحكم وتقدر علي الحكم .


السيد "يافا" هو موظف مخابرات تستطيع حكومته في أي وقت ان تتجاهل نشاطه أو تتبرأ منه . تلك هي قاعدة اللعبة  .

السفير 4

السفير 4
ولكن هذه البلاد أمرها عجب:الامن فيها لا يسوي قلامة ظفر . ما يهم هو الأوراق التي بين يديك وكيف تلعب بها ، ما يهم هو كيف تتم المحالفات العائلية ، وكيف تشد خيوط النفوذ المالي.

في السياسة ليس هناك خير وشر هناك فقط المناسب والممكن.

فما كان لإنسان أن يستطيع البقاء إذا لم يفهم ، مهما غمض هذا الفهم ، ما هو وما تلك الوشائج التي تربطه بأمثاله وبالكون.
العالم المادي هو محيط أُعد من أجل نمو الانسان وبقائه واستمراره .
كان الإنجيل الامريكي –وانا نبيه الجديد في فيتنام الجنوبية – يبدو لي بالغ التفاهة والفراغ: الديمقراطية ، حق تقرير المصير ، الحرية، المساواة، الإخاء ... أي معني يمكن أن تحمله هذه الكلمات لرجل يستظل شجرة "البوباب" فيسمع  من خلال حفيف الاوراق، دمدمة روح محنقة؟ وكيف يمكن لمثل هذا الرجل أن يري صورته فينا، نحن البرابرة الزرق العيون، الذين نملك الكثير ولا نفهم إلا القليل ؟

إن الدبلوماسية ، علي أحسن الافتراضات ، هي حرفة ذات وجهين، لأنها تقتضي التمييز الكلي بين العارض وبين المطلق ، بين ماهو خير وما هو نافع، وبين الحقيقة العسيرة الماخذ والفتوي التي تقنع بالباطل. وليس هناك من يستطيع تفادي هذا الازدواج، بل أن كلا منا ينطبع بطابعه، وبعضنا ينهار تحت وزره، وما أكثر ما ينتهي الأمر بالمرء الي تقبل الرأي الذي جاء لتغييره أو الي ارتكاب الجرم الذي كلف بالتنديد به .

"كان لأنباء سايغون الاخيرة رد فعل عالمي بالغ العنف ، ستناقش القضية البوذية في الجمعية العامة للأمم المتحدة  تقدمت الجزائر وسيلان وأندونسيا ومنغوليا ..."


لقد بذلت جهدي لأعرف الوضع المالي الراهن لحكومة كونغ إن لديهم ... والمصارف الفرنسية عي استعداد لأن تضمن لهم مثل هذا المبلغ .. وهذا يعني علي ضوء معدل الانفاق الحالي أن نظام كونغ سيستطيع الصمود  حوالي 6 شهور  حتي في حال تطبيق العقوبات عليه.

الأحد، 27 أبريل 2014

السفير 3

السفير 3
نحن أيضا نزيد من حدة مشكلة الانقسام. نحن ذرائعيون أكثر مما ينبغي. نريد النتيجة العاجلة دون أن يكون لنا الصبر في الأغلب علي استكشاف آثارها التالية .
لقد تعودنا أن نعرف الاشياء تعاريف دقيقة ، ولكن هذا يدفعنا إلي مواقف ثابتة لا نستطيع التراجع عنها .

ربما استطاعوا بواسطة الجيش ان يجعلوها اكثر انضباطا أما أن يقودوها، أن يكونوا مصدر وحي لها ، ان ينشلوها من اليأس ومن السلبية ، فلا أدري
وهنا سر قوة "العم هو" في الشمال : إنه زعيم ثوري ينادي بفلسفة ماركسية كاملة الصياغة  ولكن كونغ هو الاخر فيلسوف ولكن فلسفة (الشخصانية) هذه التي استعارها من الفرنسيين ليس لها أي سحر شعبي.

إننا نبحث عن رجل جديد وعن سياسة جديدة، ولكننا لا نعرف ماذا نريد، فندعم راكب الحصان بدلا من أن ندعم الحصان ، ولأننا علي عجل من أمرنا نختار الراكب الغلط.

.......... علي ان هذا لن يكون سهلا لان كلاب الصيد ستظل تنبح في ظهرك بعمل انقلاب ونصب سلالة جديدة من الحكام


وحين وصلت السفارة أعطوني التقارير الاولي حول الاضطرابات التي أثارها الطلاب. كانت الجامعة في ثورة وقد خرج الطلاب من قاعات الدرس وعقدوا اجتماعات احتجاج وضرب بعضهم أحد اساتذتهم بالحجارة ، وانتزعوا الملصقات الحكومية المتضمنة اعلان الاحكام العرفية وطمسوها . وتعلق بعض الفتيان علي الجدران يسخرون من بالجنود العابرين ويتحدونهم أن يقاتلوا "الفيتكونغ" بدلا من أن يقتلوا أهلهم

السفير 2

السفير 2

نثر الكاتب عبر روايته مجموعة من الجمل التي وقفت امامها ومنها تلك الجمل :
الاشتهار بقسوة القلب أحدي مزايا الديبلوماسي

أصل الشقاء الإنساني هو في حس الاغتراب عن النظام الطبيعي للكون.

الألم والضياع يكشفان عن وهن في الشخصية

إذا صمتنا فنحن واحد ، أما حين نتكلم فنحن اثنان

كل انسان يلبس حذاء يختلف عن أحذية الآخرين ، وعليه أن يسلك الطريق الذي يقوده إليه حذاؤه.
مشكلة السياسة ليست إلا تكثيراً لمشكلة الانسان الفرد.

ان سر الحياة والبقاء والصلاح يحمله الفرد لا الجماعة

إن الحكمة  كالزهرة: تتفتح حينما لا ننظر إليها .

 وكانت مأساة الحرب الأهلية ظاهرة بكل بساطتها وبكل فظاعة نتائجها في تلك القري المغماة بالقش وحياتها العائلية الضيقة . ففي المساء ينسحب القرويون مع ماشيتهم إلي ما وراء سور من الخيزران ، وتسهم كل عائلة بمصباح لإنارة الجدران وبحارس يرقب مجئ (الفيتكونغ) ، الذين يفدون زحفاً عبر مغارس الأرز وأدغال الخيرزان ليقوموا بغزواتهم. ولكن الرجل الذي يحرس الجدار هو في الأغلب شقيق ذلك الذي يدب في المستنقع أو ابن عمه ، ولذلك يحدث أحيانا أن ينطفئ مصباح  وان تمتد يد عبر السور تساعد الغزاة علي الدخول ، وأحيانا أخري يجود الحارس بالأرز أو بالدواء علي المحارب الجريح ،
هكذا كانت هذه الحرب كابوسا يؤرق القيادة العسكرية ، ولكنها لدي ساكني الكفور صيغة من التلاؤوم مع الظروف، إذ ما الذي يبقي لفلاح الدلتا لو انه حطم مجتمعه العائلي الممتد منذ آلاف السنين؟

المسرح الديبلوماسي

نحن نخوض حربا لا نستطيع كسبها ولا نجرؤ علي خسارتها ، علي لسان قائد القوات الامريكية في فيتنام الجنوبية

كل واحد هنا يعطيك روايته الخاصة عن الحقيقة ، أما اذا اردت الحقيقة كاملة فعليك أن تذهب الي اصطيادها في مستنقعات الدلتا وهي الآن بالذات كثيرة الأوحال ..

" قبل أن أغلق عيني علي صورة بوذا ، لي الشرف أن أوجه كلماتي الاخيرة هذه للرئيس كونغ طالبا منه أن يكون رحيما رؤوفا بشعبه ، وأن يصدق في منح رعاياه المساواة  الدينية" تلك كانت وصية الراهب البوذي قبل ان يحرق نفسه أمام السفير الامريكي وتم نشرها علي نطاق واسع بعدما حرق البوذي نفسه .

كونغ  حكومته ديكتاتورية متداعية وأضاع تأييد سكان المدينة ، وهو يفتقد الشخصية التي تضمن له تأييد أهل الريف. وهو بعد قد جنح إلي العزلة واحاط نفسه بطغمة من المتملقين يصطنعون المبررات لأكثر تصرفاته حماقة .

العجلة ليست حلاً للقضايا المستعجلة ، وإن احكم الحديث ما دار علي مهل .

صباح اليوم أحرق راهب بوذي نفسه علي مرأي من السفير وفي المساء قامت قوات كونغ بالاغارة علي المعابد وشاهد ذلك بعينه السفير أيضا.

 لم يكن لدي شك علي الاطلاق في أنها – الغارة علي المعابد – قد وقتت بقصد اذلالي وإضعاف موقفي في أية مفاوضات مع الرئيس . لقد عشت في الشرق حقبة تكفيني لأفهم أهمية الكرامة كمرادف لديهم  لهذا الاسلوب في استعراض قوة البطش سبيلا الي دعم السلطة الشخصية  وتعييني في هذا المنصب جاء صفعة لسلطة الرئيس كونغ الشخصية ولذلك كان لابد له ، كشرقي حقيقي، من أن يحط من شأني  ليبرهن علي شموخ قامته.


ليس من رجل يملك قواه العقلية ثم يطمح بأن يكسب حرباً بالقيام بحملة اضطهاد طائفية ضد ثمانين بالمائة من شعبه ذاته.

السفير



السفير
السفير ما دوره في اللعبة الكبري التي تلعبها حكومات العالم المختلفة ؟ وكيف يؤدي دوره ؟ سؤال كان يشغل عقلي وفكري فترة طويلة
السفير والسفارة ، الدبلوماسية والسياسة ،والمخابرات و الحرب
 الديكتاتورية والاضطهاد والانقلاب  تلك هي المفردات والمعاني التي ستدور حولها الرواية
السفير رواية لموريس ويست طبعت عام 1967 وتتحدث عن أحداث تدور في عام 1963
عن فيتنام الجنوبية  وعن تورط الولايات المتحدة في انقلاب هناك
السفير هنا في هذه الرواية هو سفير الولايات المتحدة – ولايات الخراب والدمار لكل العالم – هنا يتحدث عن تأنيب للضمير وعن تراجع السفير بعدما نجح الانقلاب في تحقيق... في تحقيق ماذا ؟
لم يحقق الانقلاب أي شئ سوي القتل والدمار وانهيار الشكل المصطنع الذي تتشدق به الدول التي تزعم زورا وبهتانا أنها مع الحريات وحقوق الانسان  وفي الآخر ماذا حدث وماذا جنت أمريكا من دعمها الانقلاب ؟!
في الآخر خرجت أمريكا من  فيتنام تجر أذيال الخيبة كعادتها
كل ما فعلوه ويفعلوه هو تأخير الأمر فقط فللتاريخ مجري لا يستطيع أحدا إيقافه ولكن ممكن تعطيله
الرواية رائعة  ومدخل للتعرف علي هذا العالم المسمي بالدبلوماسية  وهي تأخذك بأسلوب ساحر إلي دهاليز صنع القرار 
في الواقع القرار يصنع بعيدا عن الواقع فلم يكن دور السفير هو صنع القرار او المساعدة فيه بل في واشنطون يصنع القرارا ثم يأتون بالدمي التي تنفذ تلك القرارات عبر تبنيها نفس الموقف
القصة تدور في فيتنام الجنوبية حيث أقلية مسيحية كاثولوكية حوالي 20%  من السكان وأغلبية بوذية حوالي 80% من السكان
وعلي قمة السلطة الجنرال الديكتاتور كونغ  المسيحي الكاثوليكي
وفي اليوم الاول  للسفير الامريكي في فيتنام الجنوبية  يمر السفير  بأحد الشوارع ليجد راهب بوذي برداءه الاصفر يحرق نفسه أمامه  ليوصل له رسالة
 التي مفادها أنكم تساعدون كونج الحاكم العسكري الكاثولويكي في جنوب فيتنام الذي بدوره يضطهد الاكثرية البوذية
في الشمال (العم هو )وقوات الفيكتونج  التي تحارب بضراوة هذا الكونغ
يعاني كونغ من هزائم متتالية نتيجة لحرب عصابات علي يد قوات هاو ويكاد يكون كونغ معزولا في العاصمة ونتيجة طبيعية لذلك يعاني هو وقواته من انخفاض المعنويات وتبدأ مؤامرة عليه من داخل الجيش
ولكن الجنرالات تحتاج الضوء الأخضر ليتم الانقلاب علي كونغ فهم بحاجة إلي دعم الولايات المتحدة الامريكية – ولايات الخراب والدمار لكل العالم – فهم بحاجة للأسلحة والدولارات
 كان السفير مترددا في موضوع الانقلاب ، كما ان هناك قضية أخري وهي حياة كونغ فكان يريد ان لا يُقتل كونغ بعد الانقلاب بل يلجأ إليهم لجوءا سياسيا
وتلك نقطة مهمة في فهم السياسة الامريكية  فهم يريدون شكل يحافظ علي ماء الوجه او يستطيعون معه النوم ليلا
كم من رجل او إمرأة  أو طفل سيموت بخلاف كونغ لا يهم المهم كونغ
وحياة كونغ نفسه ليست مهمة بل رمزية نجاته وطلبه للجوء اليهم وربما  ورقة ضغط علي أي حكومة تالية بعودته مرة أخري  وربما ....
وهل التزم الجنرالات المنقلبون بالحفاظ علي حياة كونغ ؟
لا لم يلتزم به الجنرالات بل اول عمل قاموا به تصفية كونغ وهذا بفعل ديكتاتور جديد رغب في تصفية خصمه القديم لتعاد جولة جديدة من تصفية باقي الجنرالات وحياة الظلم والقهر تحت حكم الديكتاتورية العسكرية  المدعومة أمريكيا ولكن بوجه جديد
هل كان السفير وسفارته اللاعب الامريكي الوحيد هناك ؟
لا دوما هناك السفير يعبر عن الرأي الرسمي وهناك في الخفاء المؤامرات التي تقوم بها المخابرات الأمريكية كما كان هناك قوات امريكية تشارك في القتال
هناك في السفارة أناس أُخر كانوا مستائين مما يحدث ولكن لا حيلة لهم منهم من استقال من منصبه وإن كانوا ضغطوا عليه حتي لايحرج الحكومة وأجلوا تلك الاستقالة حتي تم الامر
الرواية جميلة وهي تكشف جانب مهم جدا من السياسة وهي تلقي بضوء قوي عما يحدث الآن داخل مصر وخارجها بالمناسبة لقد غادرت آن باترسون مصر بعد الانقلاب 30 يونيو 2013  كما فعل بالضبط السفير في فيتنام الجنوبية