الخميس، 27 أكتوبر 2011

في داخل البيت

في داخل البيت

مسرحية من تأليف موريس مترلينك الكاتب البليجيكي
عن ماذا تتحدث هذه المسرحية
تتحدث عن أسرة مجتمعة حول مصباح لتمضية السهرة أب يجلس أمام المدفأة وأم تسند ذراعها علي منضدة وعلي صدرها طفل صغير وفتاتان هذا ما يوجد داخل البيت لم ندخل لنعرف قصتهم فالقصة قد حدثت بالخارج ولكن لها علاقة بمن داخل المنزل

في الخارج شيخ كبير وشاب يتحسسان طريقهما عبر الحديقة الخلفية المؤدية للمنزل

ماذا يريد الرجلان الشيخ الكبير والشاب ممن بداخل المنزل هذا هو موضوع المسرحية

لديهم شيئا يريدان أن يعطيانه لمن بداخل المنزل  ولكن ما هو هذا الشئ ؟!!

 يتلكأ الشيخ يتردد يقلب الأمر برأسه مرات ومرات ينظر إليهم عبر النافذة فيزيده رؤيتهم ترددا



النبأ المشؤم الذي يحمله إثنان أٌقل وقعا مما يحمله واحد فقط

هكذا قال الشيخ للشاب حين أراد الشاب أن يترك الشيخ يدخل وحده

ما يحملناه لمن بداخل المنزل هو خبر مجرد خبر ، ولكنه أقسي خبر إنه خبر الموت

فلقد ماتت إبنتهم غريقة كانت أجمل بنت لهم وتدور المسرحية حول ذلك المعني رهبة الموت وصدمته عند وقوعه وصعوبة نقل الخبر لأهل الميت

وخلالها تدفقت الكلمات الواصفة بدقة لهذا الحدث الخطير الموت

جدير بنا أن نتأمله ليل نهار صباحا ومساءا لإنه يأتي بغته بلا مقدمات بلا إستئذان

فجأة يأتيك النداء فلا تملك إلا التلبية فتسلم أوراقك وترحل ، ترحل عن دنيانا هذه لتذهب لدار أخري

يأتيك لو أنك عامل بسيط ويأتيك لو أنك أمير متوج ، يأتيك لو أنك رجل فقير ويأتيك لو انك غني ثري لديك كل الكنوز ،



فمع اننا نعرف انه حاصل إلا إننا ساهون لاعبون تغرقنا الدنيا في أوهامها فننسي أصدق ما فيها وهو الموت فهو الشئ اليقيني الذي نعلمه عن حياتنا هذه ...........أننا سنموت

سنموت ونتركها فلماذا إذن كل ما نحن فيه من ظلم وبلاء وشقاء وكبر وتجبر وغرور وتمرد

لا أدري !!!!!!!!!!!!!!

الموت تلك المسرحية تتحدث عن الموت جديرة بالقراءة والسماع والتأمل



إني لأفزع من الصمت الذي يتلو الكلمات الأخيرة التي تنبأ بوقوع مصاب فلأشد ما يتمزق القلب إبان تلك اللحظات هذه عبارة أخري قالها الشيخ للشاب يبرر له احتياجه ليرافقه حتي يخبرهم بالنبأ المشؤوم

وفيها من سحر التصوير ما يجعلك تخشع رهبة من الموت وذكره

موضوعها جميل وينبغي ألا نقف عند حدود ألفاظها ومشاهدها بل أن نسبغ عليها من خيالنا ما يجعلنا نتعظ من هذا الحدث الجليل الذي سماه الله مصيبة قال تعالي : " فأصابتكم مصيبة الموت "