الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

الأرض


الأرض
قليلة هي الروايات التي تستمع بها ورواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي من تلك الروايات



اشتريتها منذ 10 أشهر ومنذ أسبوع فقط أنزلتها من علي الرف وأخذت أقرأها قبل القراءة ترددت كثيرا في قراءتها فلقد كان ماثلا في ذهني بقايا مشاهد من فيلم الأرض الذي كان يلعب فيه محمود المليجي دور محمد أبوسويلم ، وعزت العلايلي دور عبد الهادي ، ورغم مرور السنين الطويلة إلا إني مازلت أحتفظ بذكريات عن الأرض


بدأت قراءة القصة ووقتها كنت مريضا ، وحالة المرض تحتاج إلي شئ لا تعمل فيه عقلك بل يداعب عواطفك ويثير خيالك


لم تمر صفحات قليلة حتي أنستني المرض وأيقظت في كل العواطف الملتهبة والمشاعر الفياضة وأضحكتني وأبكتني ، لم يكن عبد الرحمن الشرقاوي حين عنون الرواية باسم الأرض يقصد بها الطين والتراب بل قصد مصر ، فرواية الأرض يصلح أن نسميها مصر فيها هموم المصريين وأوجاعهم بساطتهم ، سذاجتهم ، رجولتهم


رواية الأرض هي قصة مصر


جزء من تاريخ مصر الذي لم يتغير يمكننا أن نستعرض الرواية ونستعرض الواقع ونقارن بينهما فلا نجد أي فرق


لم تغير السنين من المصري أي شئ مازال هو هو ببساطته وسذاجته ورجولته ، ومازال هناك أيضا المنفعجية والمصلحجية ومن يبيعوا الوطن من أجل لا شئ دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين هؤلاء وأولئك مازالوا موجودين


رواية الأرض لا تكفي قرائتها ولا يكفي الحديث عنها بل يجب دراستها ،دراسة شخصياتها ومحاولة التعرف عليهم في عصرنا


من في عصرنا يمثل عبد الهادي أو الشيخ حسونة أو محمد أبوسويلم


ومن في الجهة الأخري يمثل الشيخ الشناوي ومحمود أفندي والعمدة والشيخ يوسف


ومن يمثل محمد أفندي


ومن يمثل وصيفة


ولا تكفي دراسة الشخصيات دون التعرض للمواقف التي ظهرت فيها رجولة الرجال وخسة الخسيسين ودجل الدجالين


وإذا كان عبد الرحمن الشرقاوي قال عن قصة الإنسان في مصر أنها تظهر فجأة وتمضي فاترة رتيبة يخالجها الاحتدام والغليان لبعض الوقت .. ثم تهمد وتغيض ، تغيض شيئا فشيئا كمياه منسابة علي الرمال


فلقد آن لنا أن نحي ذكري هؤلاء الأشخاص لا لذواتهم ولكن لأنهم يمثلون المصري عبر قرون طويلة من الزمن يمثلون أجدادنا وأجداد أجدادنا ويمثلون أيضا أبنائنا وأحفادنا


إنهم يمثلون مصر في الماضي والحاضر والمستقبل
رواية الأرض رواية ممتعة

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الأمريكي القبيح 5

الأمريكي القبيح 5
4- الأمريكي القبيح
هومر اتكنس : مهندس قبيح المنظر وعلي اسمه سميت الرواية ويملك شركة كبيرة للمقاولات الإنشائية وربح من تعب كفيه3 ملايين دولار أرسلته الحكومة الأمريكية ليقدم النصح والمشورة حول بناء السدود وإنشاء الطرق ، قام بزيارة البلاد من أقصاها إلي أدناها وكتب تقارير عن زياراته التي قضي فيها 10 أشهر


قال له أحد الفرنسيين أنه قرأ تقريره ولكنه لم يجد فيه أي تعيين للمكان المناسب لأي من السدود أو الطرق


وكان جواب اتكنس أن سبب ذلك هو عدم حاجة البلاد إلي أي منها في الوقت الحاضر ،قد تحتاج البلاد إليها في المستقبل ، أما الآن فلا وقال إن حل مشكلة المجاعة في البلاد لا تتم عن طريق إنشاء الطرق العسكرية


تأزم الجو عند ذكره لذلك ، وحاول ممثلي السفارة الأمريكية في فيتنام التدخل ولكن اتكنس لم يهتم له وإنما قال إن ابلاد بحاجة إلأي مصانع تستوعب طاقات أصحاب الخبرة من الرجال فيها كما أنها تحتاج إلي مصنع للطوب .. وأخذ يسرد علي مسامعهم رؤيته العملية لمصلحة تلك البلاد وقاطعه أكثر من مرة الفرنسي وكذلك السفير الأمريكي


انصرف انتكس متذمرا بعدما أخبرهم أن في البلاد طريقا سريا ضيقا علي جانب الحدود الصينية دالخ الغابة علي طول حدود فيتنام وأنهم لا يعرفون عنه شيئا وتركهم في حالة ذهول


لحق السفير ماكويت به وأقنعه بأن يلتحق بسفارته في سرخان


وقال له إن أهالي سرخان يواجهون مشكلة في وصول المياه إلي مزارعهم وبيوتهم وطلب منه أن يساعده علي حل هذه المشكلة


يذهب الأمريك البشع ليقابل بعد ذلك السرخاني البشع جيبو وهو ميكانيكي من أهالي سرخان وجهه يشبه وجه اتكنس وتعاونا علي عمل مضخة للماء وبالفعل نجحا في ذلك وقام اتكنس بعمل شركة مع جيبو وصنعا عدة مضخات وقاما ببيعها وتوالت عليهم الطلبات لعمل المضخات


أما زوجة اتكنس فلقد لاحظت أن ظهور أهالي قرية شانج دونج حدباء فسألت عن سر ذلك فلم يعرف أحد ولكنها لاحظت المكانس القصيرة التي يستعملونها في الكنس فقالت لهم لما لا تستعملون عصي طويلة للمكانس فقالوا لها بأن الخشب غالي جدا ، فحاولت أن تبحث عن شئ تطيل به المكانس وبينما هي تسوق السيارة الجيب علي بعد 40 ميلا من القرية وجدت إلي جانب الطريق أعواد من البوص ولكنها أكثر متانة من تلك التي تنبت بالقرية فطلبت من زوجها أن يقطع لها ستا من هذه البوص مع المحافظة علي جذورها وزرعتها في حديقة منزلها ثم عملت منها مكنسة طويلة ولما رأينها النسوة سألنها عن مكان هذا البوص فأخبرتهم وبعد أيام كانت جميع نساء قرية شانج دونج يستعملن المكانس ذات الأيدي الطويلة


فهذا هو الأمريكي القبيح وهذه هي زوجته


ثم حكي المؤلف قصة زيارة سيناتور إلي تلك البلاد التي كانت مضللة كل التضليل وكيف أنه رفع تقرير كله مغالطات وحين تحدث السفير عن اقتراحات لتحسين صورة الأمريكيين في تلك البلاد عارضه هذا السيناتور وأدي ذلك إلي استقالة هذا السفير الذي وضع يديه علي الجرح في تقريره الذي بدأت به نقلي عن الرواية


في الختام القصة جميلة
ولكن كيف نقرأها ، إن قرأناه علي أنها تذم الخارجية الأمريكية (وهذا صواب لا ريب فيه ) نكون قد حرمنا أنفسنا من الاستفادة بمبادرات هؤلاء الذين ابدعوا في معالجة موضوع الخارجية في حين أننا في كل دروب الحياة نحتاج إلي تلك اللمحات الإبداعية في كل شئ لذا علينا أن نبرمج أنفسنا علي الاستفادة والتعلم وليس الذم والتشفي

الأمريكي القبيح 4

الأمريكي القبيح 4
3- توم نوكس


امتاز توم نوكس بثلاث ميزات الأولي إنه كان الوحيد بين الأمريكيين الذي اشتهر في كامبوديا بأنه كان يصرف كل دخله هناك ، والثانية إنه كان علي صلة بعدد كبير من أهالي كامبوديا لم يعرف مثله أي شخص غربي دخل البلاد حتي الآن


أما الميزة الثالثة فكانت شهيته الواسعة للطعام الكامبودي


لم يكد يمر عام علي توم في كامبوديا حتي أضحي أشهر أمريكي في البلاد، فلا توجد قرية واحدة مهما صغرت إلا وقد سمعت ضحكة توم الرنانة أو شاهدته وهو يلتهم الأطعمة المحلية بشهية وأفادت من خبرته في شؤون الدجاج


كان توم يقود سيارته اللجيب يوميا ليزور المناطق الريفية ، حتي إذا ما تقلص الطريق إلي ممر ضيق أوقف سيارته واستعان بالدراجة المربوطة بمؤخرة سيارته ، وإذا ما أصبح من المستحيل أن يسير بدراجته تركها وسار علي قدميه ، فإذا واجه توم شخصا قادما من بعيد بادره قائلا : يا صاح يا صديقي


من هو عمدة قريتكم ؟ أقدم لك نفسي أولا .. اسمي توم نوكس من شيلدون بولاية ايوا الامريكية ثم يمد يده الضخمة يضغط بها علي يد الكامبودي الرقيقة .


ولا تكاد تمر عشر دقائق علي هذا اللقاء ، حتي يتجمهر حول توم كل من يستطيع أن يمشي علي قدميه ، أو حتي أولئك الذين يتوكأون علي عكاز


وكان كل واحد منهم يحس بالاخلاص الذي يبذله توم في محاولة التفاهم مع مستمعيه


كان توم يقول لهم استمعوا .. لديكم في هذه القرية مشكلة هي مشكلة الدجاج ، وأنا علي استعداد لأن أدخل معكم في رهان أنكم لا تحصلون علي أكثر من 50 بيضة في العام من الدجاجة الواحدة


فأنا شخصيا مربي دجاج ، ولقد تعلمت في ولايتي ايوا بعض الطرق وسوف أعلمكم إياها الآن ، ولكن دعونا قبل أن نبدأ ذلك نتناول قليلا من الطعام


ويبدأ الجمهور بأكمله يتجه إلي بيت العمدة لتناول الطعام ، وينتهز نوم الفرصة ليجعل كل شخص يدرك أنه ليس سوي عامل في مزرعة ، وأصبح توم خبيرا ممتازا في الطعام الكامبودي حتي أنه كان يستطيع أن يميز بين أنواع الأرز المختلفة ، بل كان يعين المنطقة التي استورد منها ، وكان السرور يبدو علي وجه أهالي كامبوديا عندما يدخل توم المطبخ ليطهو الأكل بنفسه


ولم يكن يضيع وقته فبعد الانتهاء من تناول الطعام يبدأ حديثه ثن ينتقل إلي المزرعة ليلتقط دجاجة يتفحصها ويدقق النظر في عينيها ويفتح مخالبها ويحقق في الأماكن المصابة منها


كان يقول كا ما تحتاج إليه هذه الدجاجة الرقيقة هو ارتفاع في نسبة الكالسيوم في طعامها ، وأنتم تعرفون طبعا أن الكالسيوم هو مادة بيضاء موجودة في الارض ، وأنا أعرف مكانا مليئا به علي بعد ميل واحد فقط ، فإذا أخذتم خمسة أو ستة أ{طال منه ومزجتم هذه النسبة مع مائة رطل من طعام الدجاج فإنكم تقدمون أكلة دسمة للدجاج أو علي الاقل أكلة دسمة بالنسبة لهذه الدجاجة بالذات


وإذا ما حل مرض بالدجاج فإن توم كان يقوم برش الدجاج بمسحوق كان يحتفظ به معه أو حتي أنه كان في بعض الأحيان يحقنهم بمصل شاف ثم يترك وراءه منشورات مطبوعه باللغة السرخانية توضح كيفية تربية الدجاج والعناية به


ولقد كان النجاح الذي حققه توم باهرا علي الرغم من ضآلته إذا ما قورنت نسبته بالمساعدات العسكرية أو المعونات الاقتصادية الواسعة


وانتقلت شهرته من قرية إلي قرية ، حتي أصبح وصوله إلي أي مكان علامة من علامات الفرح والاستبشار ، وكان الأهالي يعدون العدة لزيارات توم القادمة


وفي يوم سأل أحدهم توم لماذا يترك رجل قوي مثله بلده وجاء ليساعدهم ؟


فأجاب توم يمكنني أن أقدم عددا من الإجابات الرسمية ولكن الحقيقة التي لا لبس فيها هي أنني أحب الناس كما أحب الدجاج ثم أنني أردت أن ابتعد عن المزرعة لمدة عام أو أكثر ورغم أن إجابته لم تكن شافية إلا أنها الحقيقة لقد كان يرغب في مثل تلك الرحلة


وفي اجتماع المؤتمر السنوي بين خبراء الزراعة الامريكيين والكامبوديين وأربعة من المسؤولين الفرنسيين استمع توم في الاجتماع إلي اقتراح لإنشاء قناة جديدة تبلغ تكاليفها اثنين ونصف مليون دولار ، وإلي اقتراح آخر لتجفيف مستنقعات تبلغ مساحتها 18 ميلا مربعا واستخدام الأ{ض لإقامة مزارع تعمل بالآلات ، و...


ثم قال توم بعد أن أذن له رئيس اللجنة بالكلام أنه يريد استراد بضع مئات من الدجاج والديوك الأمريكية لتحسين الدواجن المحلية ومبلغ حوالي ألفي دولار لإقامة ماكينة لاستخدامها في إعداد طعام الدجاج والماشية


فاعترض رئيس اللجنة إن ما تريده حكوماتنا مشروعات ضخمة تساعد الشعب بشكل مباشر


ليحدث تصادم بين توم الرجل المبدع وبين الرجل الدبلوماسي الذي يجلس علي الكرسي الوثير حتي أن توم استقال وترك كمبوديا وعاد إلي أمريكا

الأمريكي القبيح 3

الأمريكي القبيح 3
2- مارتن


وقبل أن أذكر قصة مارتن وزوجته اتعرض لسؤال طرحه الكاتب في سياق عنوان لوكنت رئيسا للجمهورية فماذا كنت فاعلا ؟


ثم سأل السؤال التالي ما هو السبب الذي أدي إلي تدهور سمعة أمريكا ومكانتها ؟


وأجاب بأن الامريكيين يعتريهم بعد خروجهم من بلادهم نوع غريب من التبدل في الطبع والأخلاق ، فهم في أمريكا يعيشون في واقع الحياة ، وهم في الخارج يعيشون علي المظاهر والخداع ، ويرتكبون الأخطاء ، وسبب ذلك أنهم لم يدربوا أنفسهم لمثل هذه الحياة

أما قصة مارتن وزوجته وهو رجل أمريكي جاء وزوجته إلي بورما لا يحملان منشورات ولا أفلام لم يكن عندهما سيارة ولا خدم .. جاءا إلي مدينة صغيرة وسكنا بيتا عاديا وبدءا هناك معيشتهما ، ولقد سعي الأهالي إليهما لأنهما كانا يتكلمان لغة بورما المحلية ، وهو حدث غريب بالنسبة للأمريكيين


وعجب الأهالي الذين يزورون عائلة مارتن من الفواكه التي تنمو في حديقة البيت ، عجبوا لكبر حجم الفاكهة ولتنظيم الحديقة نفسها ..


ثم عرفوا من زوجة مارتن كيف أنها تضع الفواكه في علب من صفيح للخزن .. وتعلم الأهالي هذه الطريقة وتعلموا أيضا كيف يزرعون أنواعا أفضل من الفواكه والخضروات ، ووزع ما رتن علي الاهالي كميات هائلة من الحبوب وزرعها الأهالي في مزارعهم الخاصة وكان من نتيجة ذلك كله أن أصبح أهالي تلك المنطقة يحبون الأمريكيين

أما ردا علي السؤال الذي عنون به المؤلف هذا الفصل فلقد قال لو كنت رئيسا لأمريكا لأرسلت الكثيرين من أمثال مارتن ولوفرت بذلك الملايين من الدولارات التي تصرف هباء


الأمريكي القبيح 2

الأمريكي القبيح 2


مجموعة من القصص التي تحكي فشل السياسة الخارجية الأمريكية في جنوب شرق آسيا وهي مبنية علي خبرة للمؤلفين وهما ( وليم جي ، وديوجين بورديك) فلقد عاشا المؤلفان شخصيا في الحوادث التي جرت في جنوب شرق آسيا


ورغم أن القصة تحكي الفشل الرسمي للسفراء الأمريكيين في تلك البلاد وغيرها ، إلا أن بين ثناياها قصص نجاح فردي لبعض الأشخاص الامريكيين الذين خرجوا علي المألوف وأبدعوا في التعامل مع الدبلوماسية الخارجية من منظور آخر خاص بهم ولقد نجحوا في ذلك نجاحا باهرا


ظلت القصة علي أرفف أعلي المبيعات فترة ، أول ظهورها كان عام 1956 الاسم الانجليزي لها (The Ugly American)


هناك ترجمة لها باسم شخصية العم سام لمحمد صوان وطبعت تحت سلسلة الفكر العالمي كتاب مايو 1960
وصورت فيلم عام 1963

لخص السفير ماكويت (وهو السفير الثاني في القصة ) في القصة كيف يمكن لأمريكا النجاح في الخارجية عبر مقترحات وضعها قبل استقالته من منصبه وهي :


1- أن تشترط الحكومة في كل من يريد الالتحاق بالعمل في السفارة (بسرخان) من الأمريكيين أن يتعلم اللغة المحلية وأن يشمل هذا العسكريين والمدنيين.


2- أن يوضح للأمريكيين أن عائلاتهم لن تصحبهم إلي مكان علهم إلا إذا كانوا ينوون الخدمة لمدة سنتين متتاليتين علي الأقل ، وفي هذه الحالة فيجب أن يوضح لهم أيضا أن المساكن التي يقطونونها لن تكون أحسن حالا من البيوت التي يقطنونها حاليا في أمريكا


3- طلب السفير إيقاف أعمال المخزن الخاص بالسفارة أوعدم بيع شئ في المخزن سوي طعام الأطفال والحليب والقهوة والدخان


4- طلب السفير أن يمنع الأمريكيين من إحضار سياراتهم الخاصة إلي البلد الذي يعملون فيه ، وأن تكون التنقلات الرسمية في البلد بواسطة السيارات التابعة للسفارة ، أما التنقلات الخاصة فتكون بواسطة سيارات الأجرة أو الدرجات


5- طلب السفير أن يشترط فيمن سيعمل في سرخان أن يقرأ كتب كبار الشيوعيين فإن ذلك يزيد من معلوماتهم ويضيف من خبرتهم في العمل هناك


6- طلب السفير أن يوضح للذين سيعملون في الخارج أنه ليس هناك مجال لحياة علي مستوي عال وإنما هي حياة عادية


في تلك البنود وضع تصوره لإصلاح وضع الامريكيين في تلك البلاد وفي كل بند كان يعالج مشكلة تعرض الكاتبان لها في قصة أو أكثر من المجموعة


تبدأ القصة بطريقة ساخرة تعرض كيف تم اختيار السفير أصلا وأنه لويس المحظوظ (السفير الأول ) الذي كان يكسب الانتخابات في السابق عن طريق موت المنافس أو خروج شائعات تتعلق بزوجة المنافس أو غيرها وحين يخسر الانتخابات يعرض عليه الحزب منصب السفارة


وعلي لسان أمير تلك البلد يقول : هناك نوعان من الرجال الذين يمكن أن نفاوضهم ونربح من ورائهم ، الأول هو الرجل الذي يستطيع أن يري بوضوح مشكلة الآخرين دون أن يتعالي ، والثاني هو الرجل البليد ، ولا أعرف شخصيا السبب الذي يجعل أمريكا تبعث إلينا بالبلداء في مناصب السفراء


جهل السفراء باللغة الإقليمية جعل أمريكا في حالة المجاعة ترسل الأرز الوفير ويقوم أحد المواليين للروس بالكتابة علي كل كيس هدية من الاتحاد السوفيتي بعدما قام السفير السوفيتي بشراء بضع الاطنان وتوزيعها علي أنها مقدمة لما هو آت وحين يأت الارز ومكتوب عليه هدية من الاتحاد السوفيتي لا شك أن الشعب صدق



ومن القصص الرائعة في الدبلوماسية والتي نجح أصحابها من خلال جهد فردي إحداث تطور رائع في مفهوم تلك البلاد عنه وعن بلاده :


1- قصة الشاب الفنان وهو الكولونيل هيلانديل ضابط طيران أمريكي يركب دراجة نارية حمراء اللون كتب علي مخزن البنزين الأسود اللون الخاص به بالدراجة النارية عبارة ( الشاب الفنان) يقف الضابط بدراجته في أكثر الشوارع ازدحاما ثم يجلس علي حافة الطريق يمسك بيده آلة نفخ هي الهارمونيكا ، يحي كل من يمر به ، ثم يبدأ العزف بشكل بشكل لطيف حتي يتطور عزفه فينتقل إلي أحد الألحان الوطنية الشائعة في المنطقة ويجتمع حوله الناس فيتوقف عن العزف ويقول لهم أنه جائع ولايملك نقودا ويأمل أن يعزمه أحدهم لتناول الغداء ويبرز له أحد الفلبيين ويقول أن ضابطا مثله يتقاضي راتبا ضخما فكيف يطلب أن يعزم علي الغداء ، ويرد الشاب الفنان بقوله إن كل ماقلته صحيح ويضيف أنه ترك وراءه زوجة وثلاثة أطفال في أمريكا ثم يقارن بين مستوي غلاء المعيشة في أمريكا والفلبين وبعد فترة صمت يقول واحد منهم تعال وتناول الطعام معي ويوقل ثان بل معي ويوقل ثالث إنني أملك مطعما علي ناصية الطريق فتعال معي ويذهب الشاب الفنان ( ضابط طيران) يأكل من الطعام المحلي ويشرب المشروب المحلي .. ثم يعزف لهم علي الهارمونيكا ويغني معه الجميع ..


ثم يودعونه ويدعونه للعودة يوم السبت القادم ، قيأتي السيت القادم والسبت الذي يليه والذي بعده


وبدأ أهل تلك المنطقة يتخلصون من الفكرة التي رسخت في أذهانهم وهي أن الأمريكيين أغنياء ، فهذا أمريكي يحمل رتبة كولونيل في الطيران ومع ذلك فهو ليس غنيا

الأحد، 12 ديسمبر 2010

الأمريكي القبيح

الأمريكي القبيح

وليام ليدر

صورة رائعة لمهزل الاستعمار والسياسة الامريكية والغربية بصفة عامة في كل مكان ، فالأمريكي القبيح واسمه هومر أتكينس رجل قبيح الهيئة حقا وأقبح ما فيه يداه الضخمتان الخشنتان وأظفاره السوداء ، ولكن الكتاب يريد أن يقول إنه الامريكي الجميل بعبارة أخري الامريكي النافع الوحيد في القصة كلها

إنه مهندس منشآت ضخمة سدود طرق عسكرية حفر أنفاق وما أشبه أرسلته الحكومة الامريكية لكي يشرف علي إنشاء شبكة من الطرق العسكرية في هذه البلاد وبعد عشرة أشهر لم يسأله أحد خلالها شيئاً ، قدوا جلسة لدراسة تقرير مطول كتبه .. وفي هذا التقرير لم يشر إلي الطرق بكلمة واحدة وعندما سأله أحدهم : أين الطرق؟ قال : لا طرق! أنتم لا تحتاجون لطرق ، أنتم شعب فقير مسكين جائع تحتاجون إلي الطعام وإلي الصناعات الصغيرة ، وماذا عسي أن تنفعكم الطرق الضخمة التي تحتمل اللوريات والسيارات المصفحة ؟

بهذه الكلمة القصيرة ضرب ذلك " الامريكي القبيح " المعاونات الامريكية ضربة قاضية ، لأن أمريكا تقدم إلي مثل هذا البلد معاونات ، ثم تأمره بأن ينفقها في مشروعات تنفع الامريكيين وقت الحرب

الناس يحتاجون إلي المدارس فينشئون لهم طرقاً

الناس يحتاجون إلي صناعات صغيرة فينشئون لهم مطارات ضخمة ..
.................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

دولة المائة رجل ورجل

دولة المائة رجل ورجل

المؤلف الن دروري

تتكلم هذه القصة عن من يحكم أمريكا هل هو صاحب البيت الابيض الذي يخوله القانون سلطات لم يحلم بمثلها يوليوس قيصر أم مجلس الشيوخ الذي يملك الحق في إبداء الرأي بالقبول أو بالرفض في كل قانون وكل تعيين لوظيفة كبري تصوير هذا الصراع هو العمل الضخم الذي قام به ألن دوروي وصوره في قصة شائقة كأنها حكاية بوليسية ضخمة كأنها ملحمة ولقد سماها أحد النقاد الانجليز أوديسا القرن العشرين

وهي قصة تقع في 616 صفحة من القطع الكبير وظهرت أول مرة عام 1959

وتدور القصة حول موضوع السلطان والنفوذ في دولة من أكبر دول الارض هي الولايات المتحدة الامريكية فمجلس الشيوخ المكون من 100 عضوهو في الواقع شريك في الحكم لأن موافقته لازمة علي القرارات والتعيينات الكبري

وفيها يرشح الرئيس رجل لمنصب كبير يختلف عليه مجلس الشيوخ يقود المعارضة رجل يعرف تاريخ المرشح ويلوح بذلك لمنع الترشيح يشعر الرئيس بالاهانة يلعب هو الآخر في الذكريات ويقع علي فضائح لهذا الرجل وتبدأ مساومة تجعل اقرار القرار صعب وإكمال المعارضة أيضا صعب فينتحر هذا الرجل من مجلس الشيوخ يعرف المجلس بذلك فيكشر عن أنيابه فيعارض القرار بقسوة فيموت الرئيس هو الاخر من مرض القلب ويتولي الرئاسة النائب الذي كان بهلوان في عصر الرئيس فإذذا هو الآخر يكشر عن أنياب حادة


القصة جميلة
..............................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

القط البري

القط البري

جويسيبي توماس لامبيدوزا

هذه القصة تثبت حقيقة أيدها التاريخ مرات وهي أن مكانة الأديب تقررها ثلاث أشياء :


1- إحساسه الانساني السليم بالكون وما فيه
2- إخلاصه فيما يكتب
3- قدرته علي التعبير


فإذا توافرت هذه العناصر في الكاتب فإن كتابا واحدا يغني عن عشرات


فجان جاك روسو كسب الخلود بأصغر كتبه وهو العقد الاجتماعي


وجيته أصبح جيته بعد أصغر مؤلفاته وهي آلام فرتر


وأبو العلاء المعري ماكان يخسر شيئاً من مكانه لو اكتفي برسالة الغفران


وأبو بكر بن الطفيل معدود في كتاب العربية العالميين بكتاب صغير وهو حي بن يقظان


ومؤلف القط البري وهو جويسيبي توماس لامبيدوزا لم يكتب في حياته غير هذه القصة ، كتبها بعد أن تخطي الستين ، وأودعها درج مكتبه ومات .. وبعد موته بأسابيع خرجت إلي النور .


فإذا هي من روائع الفن القصصي في القرن العشرين وإلي نهاية 1960 كانت أروج الكتب في أيدي الناس في أوروبا وأمريكا وأحلبها للخير علي الناشرين

وهي تحكي قصة جزيرة صقلية وتاريخها من 1860 إلي 1910


قال عنها الاستاذ بنافينتو فنيكي أستاذ الادب الايطالي في جامعة روما هذه أعظم قصة في أدبنا منذ 130 عاما

إنها ليست مجرد قصة إنها قطعة من التاريخ إنها صورة شعب واوحة عصر


لقد عاد بالاذهان إلي عصر القصص الحقيقي الرائع عصر ستاندل وفلوبير وبلزاك وتولستوي وتشيكوف


قصص فيه حب ومغامرة ، ولكنه عميق يصل إلي أبعد من الحب والمغامرة ..
...............
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الصيف الدامي

الصيف الدامي

 إيرنست هيمنجواي

يدور انتاج هيمنجواي كله علي أربع مواضيع الحرب وصيد البر وصيد البحر ومصارعة الثيران وحول مصارعة الثيران يدور هذا الكتاب

وهينجواي لم يصور في قصصه مشهداً واحدا يجريي في حجرة .


مصارعة الثيران هي في ذاتها مهارة أكثر منها شجاعة ، ليس هناك مصارع واحد يستطيع أن يزعم أنه لا يخاف الثور


وملكة المصارع الاساسية أنه يفهم الثور يدرسه لبضع دقائق ، ويعرف ميزاته وخصائصه ويعرف الطريق إلي قتله في أقصر مدة ممكنة


والثيران لا يتشابه فيها ثوران إلا في النادر ، ومن الثيران الشجاع والجبان ، الذكي والغبي ، البطئ والسريع ، المصمم والمتردد


وثور الصراع الذي يسمي الثور الشجاع " ثورو برافو " جنس من الثيران يختلف تماما عن الثور العادي ، ثور الزراعة الطيب الوديع ..


تركيب جسمه يختلف عن تركيب جسم الثور العادي ، قوته كلها في صدره وعنقه ، في حين أن قوة الثور العادي موزعة علي أعضاء جسده كلها


علامته الكبري أن له عضلة ضخمة تبدأ من منتصف الظهر وتنتهي عند الرأس ، عضلة تجعل قفاه يبدو ضخما قوياً رهيباً

وعندما يهتاج الثور تنتفخ العضلة وتصبح قادرة علي أن تحمل الأسد كأنه ريشة ، وهذه العضلة هي التي قرني الثور أخطر من أي سلاح ، لو ضرب الثور إنساناً في الصميم لنفذ القرنان من ظهره ..

لهذا يجتهدون في المرحلتين الاوليين من مراحل المصارعة في إضعاف هذه العضلة بطعنها عدة مرات بحربة غليظة ، ثم غرس ست من الحراب فيها


ورغم هذا كله يظل المصارع خائفاً من الثور..


ومهارة المصارع تتلخص في التغلب علي الخوف والتظاهر بالثبات..


والقليلون جداً هو الذين يتغلبون علي الخوف نهائياً ، ويلعبون بالثور كأنه قط أليف

وهؤلاء القليلون يبلغون من الشهرة والغني مالا يحلم به بطل من ابطال الرياضة أو أي نجم من نجوم السينما يبلغ أجر الواحد 6000 جنيه ( هذا في الستينات من القرن الماضي) في مقابل نصف ساعة يقتل خلالها ثورين ، لأن العادة جرت بأن يشترك في الحفلة ثلاثة مصارعين لكل منهم ثوران والحفلة تدوم ساعتين تتخللهما استراحة قصيرة
في العام الواحد يستطيع مصارع الصف الاول أن يشترك في عشرين حفلة


والذين يصلون لهذا المستوي قليلون جدا واحد أو اثنان من كل جيل .. وبعدهم ؟


الصف العاشر مباشرة وأجره يقل طبعا عن ذلك


وليست الناحية المادية هي الميزة الوحيدة للصف الاول


بل هناك ميزة أخري تتوقف عليها الحياة وذلك أن كبار المصارعين لهم الحق في أن يختاروا الثيران الاقل خطورة .. بحكم صلاتهم مع منتجي الثيران ، وبحكم سلطانهم في الميدان ، يستطيعون أن يرفضوا الثيران الخطرة ، بل استطاع بعضهم أن يتفق مع منتج الثيران " علي تفصيل " حيوانات علي هواهم ..

أما الثيران الشرسة ، العسيرة علي التذليل التي لايدري المصارع متي ستهجم ومتي ستظل مكانها ، فهي من نصيف الصف الثاني


والثيران الاسوأ من نصيب من يليهم ، وهكذا حتي تجد أن المصارع المسكين الذي لا يتقاضي أكثر من 100 أو 150 جنيه عن المصارعة هو الذي يواجه أسوأ الثيران وأخطرها


خطيئة همنجواي


لقد جرح هيمنجواي شعور الاسبان لأنه وصف الكثيرين من أبطال المصارعة عندهم بأنهم كانوا بهلوانات ويضرب مثلا لذلك مانوليتي..


ومانوليتي معبود المصارعة في أسبانيا ، ويقولون إن الحلبة لم تر أعظم ولا أروع منه


وهوأصله من قرطبة ، وشق طريقه إلي القمة في ثلاث سنوات ، إنه هو الذي ابتكر أسلوب الثبات الكامل في الحلبة ، ثبات المصارع أمام الثور كأنه شجرة وإرغام الثور علي اللف والدوران
وفي عصر انحطاط مصارعة الثيران ، كان منتجوا الثيران يقلمون أطراف قرونها ، ثم يسنون طرف الباقي ويدهنونه بشحم السيارات حتي تختفي آثار التقليم ، والثور إذا قُلم قرنه فقد معظم قوته ، لأن الطرف الجديد المسنون يصبح كالظفر الذي بولغ في قصه يؤلم صاحبه إذا مسه شئ

وشئ آخر لقد تعود الثور أن يستعمل قرنيه بطول معين ، وهو يقدر المسافة اللازمة للضرب بإحساس غريزي علي هذا الأساس ، فإذا قطعنا من القرنين خمسة سنتيمتر ، اختل توازن المسكين وأصبح كطير قصصنا ريش جناحه

هيمنجواي إنسان يعيش بالقتال ، لا يجد سعادته إلا إذا كان مشتركاً فيه أو قريباً منه ، نفس الشعور تحسه وأنت تقرأ وصفه لمناظر الصيد في " ثلوج كليمانجارو" ، إنه يشم الدم كما تشمه الضبع التي تبحث عن الجثث

ولم يصف كاتب صراع الانسان مع الموت وقوي الهلاك كما فعل هيمنجواي وهذا هو الذي قرر له مكانته بين عظماء القصصيين
..........................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الميدان

الميدان

مرجريت دورا

القاعدة أن أي عمل فني يطمع صاحبه في أن يكون له مكان في تاريخ الأدب والفن أن يدور علي مشكلة إنسانية ، مشكلة إنسانية لا مغامرة غرامية أو سلسلة مغامرات بهلوانية..


لأن مغامرات الهوي وأقاصيص البطولة أيسر شئ علي القصاص


ماذا يفعل الأديب اليوم ؟


لابد من طريق جديد طريق قد يستهجنه الناس أول الأمر ثم يستسيغونه بعد ذلك ، كما فعل بابلو بيكاسو في الرسم


لابد من طريق جديد في القصص


وهذه القصة نموذج من ذلك الأدب الجديد موضوعها ؟ ماذا أقول ؟ إنسان وإنسانة


لا أقول رجل وإمرأة فإن هذا الوصف يستدعي في ذهن القارئ صورا مما يقع في القصص بين الرجال والنساء


في قصتنا هذه لا حب ولاهيام لا كراهية أو خصام ، ليس هناك إلا السلام والكلام ..


فالقصة محاورة ، بين إنسان وإنسانة الرجل لا اسم له والمرأة كذلك لا نعرف كيف نناديها


هي خادمة وهو بائع جوال ..


إنسان مجهول وإنسانة مجهولة


مشكلتهما ؟ مشكلة البشر جميعاً ، الكبار والصغار ، الفقراء والاغنياء ، الضعفاء والاقوياء : السعادة


الفتاة تطلبها في إلحاح ، لأنها شابة أولاً ولأن المرأة لا تتخلي عن الأحلام ثانياً ..


أما الرجل فيائس منها ، نسيها في غمار السعي للقمة العيش وكفاح الأيام الذي يبدأ مع كل صباح ..


ولكنه علي فقره ويأسه يمثل في نظر هذه الشابة أملاً .. إنه رجل ، والسعادة في إحساس المرأة نادراً ما تتمثل في غير رجل ..


والاثنان يعانيان هذا المرض الذي يعانيه أبناء عصرنا الملل


ملل طويل يجعل الحياة لونا من انتظار صبور للموت


الرجل مل ، لأن السعي الأليم المتواصل جعل حياته وكأنها لون من النعاس .. والشابة ملت ، لأن العمل في البيوت بطبعه ممل سقيم


وفي صحراء الملل لا يجد الفقراء إلأا تسلية وحيدة : الكلام


وهذا هو لباب حكايتنا هذه : كلام .. كلام طويل .. سؤال وجواب متصلان من الغلاف للغلاف ، كلام بسيط ، إنه الكلام الذي تتألف منه حياة الملايين ..


وأنت إذا تأملت قليلا تبينت أن معظم جهود البشر كلام ..


مؤلفة القصة أديبة فرنسية إنها لا تبحث عن الجنس كما تفعل فرانسواز ساجان .. ولا تجري وراء الشهرة مثل تلك الشابة العجوز التي ملأت الدنيا بهذيان المراهقات ..


إنها أديبة تكتب في صمت ، وتصل بصمتها إلي أبعد مما يصل إليه أصحاب الضجيج ..


والقصة تدور في ميدان صغير من ميادين إحدي المدن رحبة واسعة من الدكاكين والبيوت رحبة يتلاقي فيها الناس ويلعب الاطفال وربما كانت فيها حديقة .. وعلي جوانب الميدان مقاعد لمن يريد أن يجلس ويستعرض الدنيا وهي تجري مام عينيه


ومقعد أو دكة من هذه هي مسرح القصة ، عندها يلتقيان وعندها أيضا يفترقان


الفتاة جالسة علي مقعد خشبي ترعي غلاما من أولاد البيت الذي تعمل فيه علي الطرف الآخر من المقعد يجلس رجل ..


الطفل يقبل من بعيد ويقولأنه جائع ينتهز الرجل الفرصة ليبدأ الحديث مع الفتاة ، فينر إلي الطفل ثم إليها ويبتسم ويقول عنده حق


دون تكلف ترد الفتاة ثم تعطي الطفل شطيرتين ثم ينطلق ليواصل اللعب لقد قام بمهتمه أعطي الغريبين فرصة الكلام فرصة الحياة .. وكل تعارف في الدنيا بين رجل وامرأة يحتاج إلي هذه الوصلة ليبدأ كل شئ


يبدأ الكلام كلام تافه كلام عن الجو عن الميدان


ثم يبدأ حديث آخر هل تبيع شيئ في أسفارك


نعم هذه هي حرفتي


نفس الاشياء


......

ويتصل الحديث او الاستجواب ان شئت ، أسئلتها لها معناها معظمها بسيط أو تافه ولكنه وسيلتها لاقتحام الحياة علي رجل ، دون وعي منها تدخل حياته شيئاً فشيئاً تطلع طبيعي من بنت حواء ، الرجل يجيب وكأنه يدافع عن نفسه ، موقف الرجل من المرأة دائماً ..


الكلام .. طريق الحيا ة


في القسم الثاني الحديث يجري بين رجل وامرأة إن الرجل يتحدث بإرادة الرجل ، إنه ينصح ويوجه ، في تردد دائماً ، في حياء دائماً ، ولكن في قوة


لقد عرفت حواء كيف تخطو به هذه الخطوة ، أشعرته بأنها في حاجة إلي حماية ، لا حمايته هو بالذات بل أي حماية ، قالت له أنها تشعر أحياناً بالخوف ، ثم سألته هل هو أيضاً يشعر به ، قال إنه يشعر به أحيانا ..


أصبح الخوف من الحياة ، الخوف من الوحدة ، رابطاً جديداً بينهما ..


.


في القسم الثالث الاثنان أصبحا شيئاً واحداً ، إنهما يتكلمان نفس الكلام ، يحسان أنهما متفقان


ماداما متفقين فلم لا يستمران ؟


إنه الآن يتدخل في حياتها بالفعل ، يتألم لأنهم يعذبونها وهي صامته لا تحتج


وما فائدة الاحتجاج الخادمة لا أمل لها في حياة أخري إلا بالزواج


وهي واثقة من ذلك ولما لا يكون هو هذا الطارق ؟ ولكنها لا تنطق بهذا السؤال يكفيها أنها أحست أنه يجول في ذهنه أيضاً..


تقص عليه قصة المرأة العجوزة التي في الثمانين والتي تنظفها كل يوم لتشعره أنها بلغت من الضيق مبلغه وأنها مستعدة لأي شيئ لكي تغير مجري حياتها


الرجل في أثناء ذلك لا يتحدث إلا بمقدار إنه يفكر .. الشابة تحس أنه يفكر فيها .. هذا بالضبط ما تريد


الطفل يذهب ويعود


عندما تغرب الشمس يعود ليقول إنه يريد أن ينام


حلت ساعة الفراق


الفتاة تستمهل الغلام ولكنه لايريد ..


ولكن لا بد مما ليس منه بد


لابد أن تنصرف


ويظل هو جالسا يفكر بدأت همومه لقد ارتبط دون أن يتكلم وتختفي الفتاة عن نظره


وفي سكونه وصمته أحس أن حياته دخلت دور جديد لم يعد وحيداً


وهكذا تبدأ الحياة للملايين
.........................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الملل

الملل

ألبرتو مورافيا

لو أن ملل الناس أجمعين حط علي دفعة واحدة حتي صرت لا أعرف ماذا أصنع بنفسي لكان أهون علي من الساعات التي قضيتها مع هذه القصة  هذا رأي دكتور حسين مؤنس رحمه الله
- وهذا رأيي أيضاً مع إني قرأت نصفها فقط نصف الملل فكيف بحال من قرأها كلها والعجيب أن تجد واحد مثل أنيس منصور يمدح مثل تلك الروايات ويقول عن الكاتب أنه عاش في حياته فكيف هي حياته - رحم الله الدكتور حسين مؤنس


اكذبي .. فالكذب أسلم بكثير!

اكذبي .. فالكذب أسلم بكثير!

ألفونسو باسو

من العجب أن أعظم الكوميديات في تاريخ الأدب كتبها أصحابها في أعسر الظروف وأحفلها بالآلام ..


خمسة عشر سنة وألفونسو باسو يحمل مسرحياته تحت إبطه ويتردد بها علي المسارح من مسرح لمسرح ، يأخذون منه الكراس ويضعونه في الدرج ، حتي إذا عاد ليسأل عن المصير ، فتحوا الدرج وناولوه الكراس ، مع ابتسامة عزاء


قصة معاناة وصبر طويلة حري بأدبائنا الشبان أن يعوها


ومن غريب المصادفات أنه كان يكره الارجنتين ويحمل عليهم ، وفي ذات يوم اجتمع علي شراب مع مخرج من الارجنتين وانطلق لسانه مع الخمر فقال في الارجنتين وأهلها ما شاء ..

وأمسك المخرج يده وقال : لو عرفت كيف تضع كلامك هذا في مسرحية لكسبنا مالاً.. أنا وأنت ..

فلما أفاق ألفونسو باسو أمسك بالقلم وكتب ..

وبعد أيام كان يحمل إلي المخرج كراسا عنوانه " لا تقل وداعا بل قل إلي اللقاء . "

وكانت فألا طيبا كانت وداعا للفقر والبرد والجوع
والفونسو باسو هو أعظم كتاب المسرحيات الضاحكة في أسبانيا إن لم نقل في أوروبا كلها
القصة هي زوجة مريضة بالكذب وتقع جريمة قتل في منزلها وتحدث مفارقات كثيرة مضحكة وأثناء الجريمة ترغب الزوجة في الصدق وفي نهاية المواقف واكتشاف الجريمة يقول لها زوجها حيث حين حاولت الصدق حصلت جريمة قتل


إكذبي فالكذب أسلم بكثير
............................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب


ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

دون كيشوت دي لا مانشا

دون كيشوت دي لا مانشا

ثربانتس ( ثرفانتس)

العصور تتوالي والاسماء في عالم الادب تظهر وتختفي وهؤلاء الأربعة في مكانهم كتبوا لكل العصور وللبشر أجمعين ..

هم : دانتي الليجيري
ووليم شكسبير
ميجيل ثربانتس
وولفجانج جوته


والخصائص التي جعلت لأولئك الاربعة هذه المكانة كثيرة يعرفها النقاد ويهمنا منها ثلاث :


1- كلامهم شعرا ونثرا لا يفقد شيئاً من طلاوته وأصالته بالنقل من لغة إلي لغة


2- الموضوعات موضوعات إنسانية يحس بها البشر جميعاً


3- كلا منهم صاغ بخياله شخصاً أو شخوصاً أصبحت من بعدهم وكأنها من واقع التاريخ ورموزاً تخطر علي البال في كل المناسبات


نطقه الصحيح دون كيخوته
ولقد كتب ثيربانتس ( ثيرفانتس) هذه القصة ليسخر من كتب الفروسية والابطال كل منظر فيها يرمي إلي كشف ألاعيب مؤلفي تلك الأوهام

وليس من الضروري لكي يصبح الكاتب من المشهود لهم بالتجديد ، أن يكتب كل يوم كتاباً ، بل يكفي كتاب واحد يقرر له مكانه في عالم الكاتبين .. ومثل ثيرفانتس في هذا كثيرون من الخالدين


ولقد عاش ثيرفانتس أسيراً في الجزائر فترة من الزمان وتلك كانت أسعد أيام حياته نعم كان سجينا مقيدا يعيش تحت رحمة آسريه ولكنه كان رجلا محتلاما .. لم يكن يرجو منهم شيئاً أو يستعطفهم في شئ هناك ملأ نفسه شعور من الاستقلال النفسي والحرية لم يتمتع به إلا القليل من الاسبان


ومفتاح سر تطوره الداخلي أنه عاش خمس سنوات من الرق الجسدي والحرية النفسية ، وبعد عودته إلي أسبانيا عاش 36 سنة من الحرية البدنية والرق النفسي


والمعني المراد أن المسلمين عاملوه في الجزائر جندي شجاع ، كرجل محترم جدير بأن تحسن معاملته ، وهو شئ لم يعترف به أهل وطنه عندما عاد إليهم
وفي هذه القصة حالة من الحالات القليلة في عالم الخلق القصصي نجد الابداع أقوي وأعظم من المبدع نفسه ، فلقد أراد المؤلف أن نسخر من بطله ، ولكننا لا نسخر بل نحبه ونرجو أن يخفف الله عنه ، أراد ثرفانتس أن يصوره شخصاً زرياً فجاء رجلا كريما .


حقيقة أنه مجنون ولكن جنونه يدفعه إلي الخير


دون كيخوته وسنشو ودون خوان وهاملت وفاوست هؤلاء في رأي المؤلف أكبر خمسة رجال خلقتهم مخيلة الإنسان
.................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الكاتدرائية

الكاتدرائية

بلاسكو إيبانييث

رواية قصيرة بالغة القصر ، طويلة مسرفة في الطول
طويلة جدا إذا قستها بما تضمه من تأملات بعيدة في أحوال البشر وطبائع العمران والحضارات وروحها والسياسة وأحوالها ، ولو أراد أن يحشد الكاتب فيها الحوادث والمواقف لما عسر عليه ، فهو من أعظم الروائيين في العصر الحديث

صفحات عن أسبانيا العربية لم يكتبها من الاسبان أحد قبله أو بعده..
أنصفهم وأعطاهم حقهم بعد طول نكران ..

لا غرابة إذن أن صودرت الرواية وحرمت قراءتها في أسبانيا ولا زالت محرمة إلي اليوم ..
...


في سن الثامنة عشرة نشر نشر بلاسكو إيبانييث قصيدة نقد سياس كان أجره عليها ستة شهور قضاها في السجن


حياته نصفين الاول عاصفة لم يصل فيها إلي النضج حتي خاض معارك واجتاز ثورات والنصف الثاني نزهة ممتعة في ظلال الشهرة والمجد والمال ..
....


لم يكن إدمان المطالعة هو الذي أصاب جبرييل بهذا الانقلاب ، وإنما الحقائق التي تكشفت له وهو يقرأ تاريخ الكنيسة هي التي بعثت في رأسه الجنون ، فقد رأي من أمور الأساقفة عجباً فهم ليسوا رجال دين بقدر ما هم رجال حرب وسياسة ومال ، همهم الاعلي هو السلطان والثروة وقد تعرضوا لكل ما يتعرض له طالب السلطان والثروة من مؤامرات وتدبيرات ووقوع في الخطايا
..


وتأتي ثورة 1868 والسبب الحقيقي للثورات جميعاً هو ضعف البيت الحاكم – أسرة البوربون- وعجزه عن التمشي مع مطالب العصر وإدخال ما كان الشعب يتوق إليه من إصلاح اجتماعي واقتصادي
..


وتبين أن المصيبة الكبري التي تهبط بكل قيمة إنسانية هي الجهل ، الجهل بلد الفقر والفوضي والظلم والرذائل جميعاً ..
.
أحاديث طويلة عن أسبانيا وتاريخها ومآسي ذلك التاريخ
أحاديث أخري أطول وأكثر متعة عن الدين والفكر والحضارات ، إن مشكلة أسبانيا هي الجهل ، جهل الجماهير ومصلحيهم من رجال الدين

رجال الدين لا يخدمون الدين بل الكنيسة : أملاك الكنيسة وذخائرها وأمرائها من الأساقفة الذين يحيون حياة الموسرين المترفين ..
العصور الاسلامية هي العصور الذهبية في تاريخ أسبانيا


..............................


مذهب طيب ، جري عليه أدباء الغرب من زمن بعيد ، فهناك لا يكتب المؤلفون لقصصهم ومسرحياتهم مقدمات ، كم من مؤلف أساء إلي نفسه بإصراره علي تقديم نفسه بعبارات كلها مديح لنفسه كأنها استهلال قصيدة شاعر جاهلي ، أو بعبارات تواضع فيها من الكبرياء أكثر مما في شعر أبي الطيب المتنبي!

ظاهرة قلق الاسلوب وعجزه عن التعبير عن الفكر الجميل بكلام عربي مبين تكاد تكون ظاهرة عامة عند إخواننا اللبنانيين ، أو عند معظمهم علي الأقل ويرجع قلق الاسلوب إلي قلة الزاد من العربية أحيانا وأحيانا أخري مظهراً للرغبة في الفخر بما يعرضه من اللغة الفرنسية

الفرنسيون دون خلق الله من أهل العلم والأدب يصرون علي أن يجعلوا أدباء لبنان في مقدمة أهل الآداب في عالمنا العربي


دراسة الاب جاك جومييه التي عنوانها ثلاثية نجيب محفوظ أحسن ما كتب عن نجيب محفوظ


.......................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

منقول من مدونة أروع ما قرأت

الغريب (الأجنبي)

الأجنبي ( الغريب)

ألبيركامو ( ألبير كامي)

أثناء فوران الثورات ، يصعب إصدار الاحكام علي هذا أو ذاك من الكتاب الذين مهدوا لها أو عاشوا في غمارها ، لأن القيمة الحقيقية لكتاباتهم لا تتجلي إلا بعد زمان طويل ، بعد أن يهدأ الفوران وتستقر الأحوال أو يتحدد الاتجاه علي نحو ما ، هنا تعرف الاقدار ويتبين من كان يتكلم عن صدق وعلم ممن كان يجري في التيار أو يلقي الكلام علي عواهنه ، فقبل الثورة الفرنسية وأثنائها كتب مئات ، ولكن الذين ثبتوا منهم لامتحان الزمان العسير ثلاثة وهم

فولتير وروسو ومونتسكيو

الغريب من بواكير أعمال ألبير كامي كتبها وعمره 29 عاما ولكنها من أنضج مؤلفاته ، وهناك من يرون أنها أحسن ما كتب علي الإطلاق

قمة عمله القصصي تتجلي في قصته الطاعون

سر نجاحه أنه عرف كيف يعبر في براعة عن روح عصره ، إنه الوحيد الذي عرف كيف يكشف النفس الأوروبية خلال الحرب وما بعدها علي حقيقتها ويعرضها كما هي : بيأسها ، وسخافتها ، وبتهافتها علي كل ماهو تافه ورخيص هذا – علي وجه التقريب – ما قالته اللجنة التي قررت منحه جائزة نوبل للآداب سنة 1957
........................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

منقول من مدونة أروع ما قرأت

واسيبونجو

واسيبونجو

خورخي إيكازا

لم تظهر خلال القرن الحالي إلا ثلاث قصص أجمع النقاد في المكسيك وبيونس ايريس وسانتياجو دي شيلي علي أنها أعمال جديرة بالتقدير وهي

1- السيدة باربرا رومولو جاييجو من فنزويلا – تعالج مشكلة الرقيق الأبيض
2- واسيبونجو خورخي إيكازا من الاكوادور – تدور حول مآساة الهنود الحمر
3- العالم واسع وغريب سيرو اليجريا من بيرو – تتعرض للسياسة في أمريكا الاسبانية

من بينن هذه الثلاث تبدو رواية " واسيبونجو " وكأنها أجرأ دراسة اجتماعية قام بها رجل في الحياة الامريكية اللاتينية ، إنها تعرض مأساة الهنود الحمر كاملة . دون مواربة أو تلطف ، دون خوف أو حتي حياء ، يعرض خورخي إيكازا مأساة ملايين من البشر هلك معظمهم والباقي في طريق الهلاك

واسيبونجو جلبت لمؤلفها المجد والشقاء ، لقد هاجم فيها الآلهة الثلاثة التي تسيطر علي مصائر البشر هناك : أصحاب المال والإقطاعيات ، والكنيسة ، والحكومة .

هذه الثلاثة رمته عن قوس واحدة ووقفت له بالمرصاد ، قال إنه يعاني من نفس الجلادين الذين قضوا علي حياة كولومبوس
...................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الجبابرة

الجبابرة

كارلوس أرنيتشي

لا أعرف فيما قرأت ورأيت من قصص ومسرحيات عملا واحداً يقدم علاجا لمشكلة إجتماعية ، لأن الكاتب ليس عالماً أو باحثاً اجتماعيا أو مشرعا ، إنما هو رجل فن يعرض ما يترائي له من الموضوعات أو صور الحياة بأمانة الفنان الصادق وخياله المبتكر ، أما العلاج ، فليس من شأنه ، وهو إذا اهتم بالعلاج لم يعد فنانا

وأقصي ما نطلب من الكاتب في هذا الوجه أن يكون العرض نفسه علاجا أو مبدأ لعلاج .. أن يكون منبها علي النقص أو لافتا النظر إليه ، وما أكثر المشكلات الاجتماعية أو الانسانية التي يكفي لعلاجها أن نراها كما هي ..

من هو كارلوس أرنيتشي ؟
يقول عن نفسه


" إنني رجل عجوز ، كاهلي يثقله حمل كبير من السنين ، ضع أري رقم أحببت فذلك لا يضيرني .. أنا المسؤول عن هذا العبء ، لأنني عشت هذه السنين كلها .

إني رجل طويل لازلت منسرح القامة إلي حد ما . ملبسي منسجم وسط ، ووجهي ليس بالقبيح كما يقول بعض من كتبوا عني ، يقولون إن هيئتي تشبه هيئة شخصية مريكية ، لا أدري ولكن هذا لشبه لا يضايقني فلندعه كما هو ..

لي عينان ضيقتان ، ولكن ما أكثر ما رأيت من خلال هذين الشقين!

أما فمي فلا أدري كيف هو .. إنه فم متعب من كثرة ما قال من أشياء لا يحبها .. ثم أين هو الرجل ذو الفم الجميل ؟


هذه هي صورتي الجسمية أما صورتي النفسية فأسوأ ، من وجهة نظري طبعا ، إنني عامل لايكل من العمل ، وأنا علي حق إذ أفخر بذلك ، حملت النير علي عاتقي منذ الرابعة عشر من عمري ، بدأت عاملا في متجر ثم صبيا لصحفي ، ثم أصبحت في الثامنة عشرة كاتبا هزلياً ، وعلي هذا ظللت إلي اليوم ، ولم يكن حظي فيه سيئاً ..


الجمهور كان يحبني أما الصحافة فنصف نصف


لم أعرف الاستغلال ولا التدليل ، أقصد لم يكن لأحد دالة علي ، ولا كانت لي دالة علي أحد ، لهذا تكلفت في ما وصلت إليه من نجاح ثمناً باهظاً ..

وكنت دائما قانعا بمكاني من الحياة .. لم أفعل أبدا ما يفعله الكثيرون ممن يدخلون المسرح وفي يدهم تذاكر لمقاعد في الصف العشرين أو الثلاثين ، ثم يرشون عامل الصالة بشئ ليجلسهم في أحد المقاعد الخالية في الصفوف الأمامية ..

هؤلاء يظلون دائماً في خوف ، كلما دخل داخل تلفتوا ، مخافة أن يكون صاحب المقعد الذي يجلسون فيه ، كم من مرة رأيت ناسا مكانهم الحقيقي في الصف الثلاثين ، وجلسوا بالرشوة في الصف الأول أو الثاني ، ثم جاء أصحاب المقاعد فعادوا صاغرين إلي مكانهم الحقيقي .. هذا لم يحدث لي في الحياة أبداً ..

مقعدي الذي تخولني إياه تذكرتي في الصف الرابع عشر ، رضيت به وجلست فيه ولم ينقلني منه أحد ، لأنه مكاني الحقيقي .

مكاني متواضع .. هذا حق ، ولكني أجلس فيه هادئاً مطمئنا ، أقرأ صحيفتي بين الفصول ، وأتأمل أهل الطموح والحسد والجرأة يروحون ويجيئون في حيرة لا يعرفون لأنفسهم مقعداً وليس لهم في الحقيقة مكان ، لأن الغرور أبي عليهم الاستقرار في مكان ..

إنني مطمئن وهادئ في مكاني المتواضع ، وبهدوئي هذا أقول لغيري : أيها السادة ، ليجلس كل منكم في مكانه ! هذا هو المعقول ، وهذا هو العدل . اذكروا – يرحمكم الله- أنه في النهاية ، عندما يهبط الستار علي مسرح الحياة .. سنذهب جميعاً إلي عالم لاسبيل فيه إلي رشوة عامل الصالة ، لأن عامل الصالة عند ذلك يصبح الزمن ، والزمن لا صديق له ، وهو يُجلس كل إنسان في مكانه الحقيقي بين المذكورين أو المنسيين .. بهذه الكلمات أختم تصويري لنفسي "
مات كارلوس أرنيتشي في مدريد سنة 1943 في السابعة والسبعين من عمره لم يرثه أحد رثاء طويلا عند موته مكانه الحقيقي الصف الرابع عشر كما قال لم يتح له إلا هذا الرثاء القليل التقليدي الذي يصيبه أصحاب هذه المقاعد المتوسطة عندما يموتون


ولكن عامل الصالة في العالم الآخر – وهو الزمن – مضي به إلي أحد مقاعد الصفوف الأولي ..


هذا هو مكانه الحقيقي ، لم يجلس فيه في حياته مرة واحدة ..


أعتقد أنه بهذا أسعد من غيره بكثير ، وأسعد من أولئك الذين يحتلون مكانا صدرا بالقوة أو بالرشوة أو بوسائل أخري ، ثم يعود بهم الزمان إلي عالم النسيان .

أما عن المسرحية


فالجبابرة هم مجموعة تعاونت علي أكل أموال الدولة والناس ..
وهم العمدة وكاتب العمدة ، وممثل للإدارة ، وحاجب العمدة


تكثر الشكاوي من العمدة فيرسل إليه مفتشين ، يحدث سوء تفاهم بين المفتشين ورجلين آخران هو رجل وابن أخته تربطهما لعاقة عاطفية بابنة أخ العمدة وأخته


ويحدث مفراقات ومواقف مضحكة


وفي النهاية يأتي المفتشين الحقيقين ليكتشفا تزوير العمدة وتلاعبه


قصة بسيطة محبوكة الاطراف بديعة الحوار ألطف مافيها الحوار الفكه الساخر والمواقف المضحكة التي يطرب لها القارئ ، وهي تخفي في أطوائها سر المأساة
................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

قارب بلا صياد

قارب بلا صياد

أليخاندرو كاسونا


وهي أحسن ما كتب كتبها سنة 1945 وهي رمز علي صراع بعض رجال المال ، واستعدادهم لأي شئ في سبيل المال والشركات والأسهم والسندات ولهم في هذا العبث القاسي شريك دائم ، هو الشيطان
في حوار بين الشيطان وأحدهم
يقول الشيطان له : ولكنك مثلا عندما تقرر أن تغرق السوق في مكان ما ببضاعتك فأنت تتسبب في إفلاس كثيرين .. هل تفكر في أنك كنت السبب في أن ألوفا من الناس فقدوا موارد عيشهم .. أغلقت مصانعهم ودكاكينهم وألقيت بأسرهم في الطريق .. ومات الكثيرون منهم لهذا السبب ..


لا مكان للإنسان في الدنيا إلا حيث يحب


قلبا يعمره الحب لا مكان فيه للشيطان


ليس في الدنيا أروع من ختام مجيد لحياة إنسان صادق

إنسان عرف كيف يحتمل أوصاب الحياة وآلامها في صمت وثبات ، حتي إذا وافاه القدر المحتوم مضي والدنيا علي رسله تردد ما كان يقول ..


وله أيضا
الأشجار تموت واقفة
و ثلاث زوجات صالحات
.....................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

حذاء الصياد

حذاء الصياد

موريس ويست

من الحقائق المقررة في النقد الأدبي أن المعاصر قلما يصدق في الحكم علي معاصريه ، لأن هناك عوامل كثيرة تؤثر في حكمه ، أهمها صداقاته أو عداواته لهذا أو ذاك من الكاتبين في أيامه .

الرواية التقليدية التي تدور حول الحب والبطولة ومشكلات الأفراد الجارية أصبحت لا تكفي لتصوير عالم ضخم متشابك كهذا الذي نعيش فيه ..

في عصرنا هذا لابد أن تكون القصة الكبيرة دراسة ، ولابد للقصاص أن يكون أولاً مؤرخاً أو فيلسوفاً أوعالماً اجتماعياً ، ثم صاحب خيال وصياغة بعد ذلك .

هذه الرواية غير عادية وموضوعها غريب وطريقة صياغتها أغرب


فموضوعها هو دولة الفاتيكان والعقيدة الكاثوليكية وموقفها من مشكلات العصر وأهله ، وفيها حكايات كثيرة في قصة واحدة فمن خلال الشخصيات الكنسية نفهم عن الفاتيكان أشياء لا نفهمها من الكتب الكثيرة جدا التي كتبت عنه


تبدأ الرواية عند موت أحد البابوات والاستعداد لاختيار خلف له ، وهي تصف في دقة عظيمة ما يحدث عندما يتوفي أحد خلفاء الرسول بطرس ويجتمع الكرادلة لانتخاب بابا جديد ..

وبطرس الرسول – أو سمعان بن يونس – كان صياد سمك قبل أن يلتقي بالسيد المسيح ويتبعه ، وفي الاناجيل من كلام السيد المسيح له أنه سيجعله صياد رجال وسيبني عليه كنيسته وسيسلمه مفاتيح مملكة السماء ..
....................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

بعد النهاية

بعد النهاية

جراهام جرين

الحياة الحقيقية للكائن الحي تنتهي بالفعل عندما يتحقق الغرض من وجوده

كان النقاد يقولون إن رواية لب الموضوع هي قمة إنتاجه كأديب ذي فلسفة خاصة في الحياة ..
وبعد النهاية قصة ممتعة يحكي فيها قصة كاتب وصل إلي النهاية في انتاجه الادبي وأراد أن ينزوي بقية حياته ليقضي ما بعد النهاية في خمول وهدوء حتي تحل ساعة الرحيل ولكن .. هل يتركه المجتمع يقضي ما بعد النهاية في هدوء ووقار ؟
...............
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

آلام فرتر

آلام فرتر

جيته

حين صدرت آلام فرتر كان عمر جيته 25 عاما ولم يكن يتصور أن تلك الصفحات الرقيقة الحزينة التي كتبها في بضعة أسابيع ستصبح يوم صدروها علما من أعلام الأدب العالمي ولكن الناس تخاطفوا هذا الكتاب الصغير كأنما كانوا عطاشا إليه منذ زمن بعيد

الرومانسية في صميمها ثورة علي كل ماهو جامد تقليدي خاضع لمنطق العقل وحده

جدير بالملاحظة أن جيته لم يكن رومانسياً إلا فترة قصيرة جدا من حياته ، كتب فيها آلام فرتر ثم مضي في طريقه متحرراً من المدارس والمذاهب

وجيته وصل في الزمن القصير إلي أقصي ما يصل إليه الواصل في المجال الرومانسي ، ثم تركه وانصرف إلي غيره ففي آلام فرتر كل خصائص المذهب وميزاته وعيوبه كذلك

ميزة الفنان الكبري أنه يعيش في تيار الحياة ويقف علي شاطئها في آن واحد يستجيب لكل انفعالاتها ، ولكن يبقي في كيانه وإحساسه رغم ذلك جزء ساكن هادئ هو الذي يصف لنا تيار الحياة من حوله وانفعالاته بما يعيشه ومع ما يراه
.................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

النائب العام

النائب العام

جيتيه


لم يصل إلي الكمال الفني والشهرة الطائرة في أيام جيته وبعدها إلا أربعة
شكسبير عند الانجليز
ودانتي عند الإيطاليين
وثرفانتس عند الاسبان
والمتنبي عند العرب


وجيته له مثل ما لهؤلاء من عظم الشأن

كتابه الانساب المختارة من أعماله الأخيرة ولكنها من أجمل ما كتب وأكثره ابتكارا فهي قصة سيكولوجية ودراسة لأربعة عقول

أعمال جيته كثيرة جداً وهي تتكامل في مجموعها وتعطي صورة لحياة عقل عالمي نشيط متدفق ، وتصور حاية حافلة جمعت بين العمق والشمول

وهو لا يزال يعيد ماكتب مرة بعد مرة حتي لتعجب من كثرة إلحاحه بالعمل في الكتاب الواحد ولم يحدث في تاريخ الفن أن رجلا بدأ عملا وهو في سن الخامسة والعشرين ولم يفرغ منه إلا وهو في الحادية والسبعين إلا في حياة جيته

بدأ فاوست في أوائل أيامه في فايمار حوالي 1771 ولم يفرغ منها إلا بعد قرابة الخمسن سنة

قال نوفاليس : إن جيته هو حاكم دولة الشعر علي الأرض

أما عن قصة النائب العام فهي من أعمال جيته الصغيرة وهي إحدي أقاصيص مجموعة حكايات قصيرة سماها " تسليات ألماني مغترب "
تعين في تاريخ الأدب الالماني ظاهرتين رئيسيتين هما ميلاد القصة القصيرة والثانية بدء التعاون بين جيته ومعاصره فريدريش شيلر

أما عن القصة فهي قصة تاجر في خريف العمر وصبية في عمور الزهور يشعر التاجر مع مالديه من ثراء بإنه يحتاج إلي شئ آخر لا يملكه ويعرف أنه المرآة أو الزوجة فيتزوج فتاة ويسعد معها ثم يهمل تجارته ثم يندم علي ترك تجارته التي اعتادها طيلة عمره ويشعر بالغيرة من التجار الذين يحملون سفنهم ويذهبون للتجارة فيعزم علي الرحيل ثم يقول لزوجته علي عزمه علي الرحيل وأنه بسبب طبيعته كتاجر وليس مللا منها بل هو معها في سعادة وهناءة ثم يقول لها إذا غبت عنك فإني أعرف انها ستتحرك فيك الأنثي التي ترغب في الرجل فإن كان فلا تختاري إلارجلاً شهما ذا مروءة عاقل حصيفا وهكذا
تجادله وتعتب عليه في سوء ظنه بها وتقول له أنها ستظل وفيه له
يسافر الرجل وتمر الأيام تلو الايام وحين يعرف بخبر السفر الشباب يتهافتون علي نوافذ القص وبابه لكي يلفتوا نظرها إليهم تزهق أول الامر ثم تأنس بهم ثم تتطلع إليهم ثم تحاول أن تحتار أحدهم
وهنا يأتي البلدة رجل من أهل القانون قد سافر لدراسته وهاهو يعود بما حمله معه من أسرار القانون فيحتي به أهل البلدة ويعينونه نائبا عاما وكان طريقه يمر بقصرها فأعجبها فتحتال عليه لتقابله ثم تخبره بخبرها ووصية زوجها فيمتن لها ويقول لها انه كان يعرف زوجها ويوقول لها أنه سر بعرضها ولكنه قد ألم به مرض مهلك وانه قد نذر إن هو شفي منه أن يصوم عاما ويتقشف فيه وأنه قد مر من العام 10 أشهر فتجزع ولكنه يقول لها لو أن هناك من يصوم عني شهر لأصبحت المدة الباقية شهر واحد فتوافق علي أن تصوم عنه ذلك الشهر وتتقشف فيه حتي إذا ما انتهي ذلك الشهر تلاقيا تلاقي الحبيبين
تمر الأيام ومع مرور الايام تدرك حقيقة الامر لأن الجسم إذا تخلص من إسار الطعام والشراب والملبس الفاخر تجلت النفس فيه وتكشفت لها حقائق الحياة

فتشكر الرجل علي أنه أنقذها لنفسها ووهبها لروحها وتعترف له أنها مدينة له بوجودها كله وتفهم نصيحة زوجها


وتقول له – أي النائب العام – لقد جعلتني أشعر أن كياننا يضم إلي جانب نزعات الجسد قوة توازنها وتمكننا من التغلب عليها ، وأننا قادرون علي التخلي عما اعتدنا عليه من نعيم والانصراف عن أعز رغباتنا
....................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

ثلاثية العدم

ثلاثية العدم

صمويل بيكيت

صور من اليأس وأصداء ضياع وحطام أذهان غرقي ، فإننا مهما تساهلنا في مفهوم الفن لا نستطيع التسليم بجواز استخدامه أداة لتشويه صور الحياة وبث اليأس في النفوس وهدم ما بنته الاجيال من ذوق قويم ينفع الطبع السليم ويزكو عليه الحس الانساني الكريم ..

مهما تقرأ لصمويل بيكيت أو برتولتبريخت أو جوتفريد بن وأضرابهم فإنك دائما في عالم حزين عقيم متشائم لا يعرف نظاما أو قيمة خلقية أو معنوية

ومع صموييل بيكيت بالذات أنت دائما في شبه صحراء بباب يضرب في فيافيها مجانين وحمقي ويائسون من كل شئ وتحوم فوقها أشباح الموتي وأرواح المنكوبين ، ومثل هذا الجو تشعر به في التصوير عند بابلو بيكاسو وسلفادور دالي وأمثالهما ممن يقوم فنهم علي تحطيم القواعد والاصول وتخريب الذوق الجمالي عند الناس ، زاعمين أنهم ينشئون بهذا فنا جديدا لعالم جديد

وكذلك في موسيقي الضوضاء والصخب والخبط وقذف أحجار علي زجاج أمثال أرتور هونجر وأيجور اسسترافينسكي
مع بيكيت تجد أنك كنت قبل القراءة أحسن حالاً بكثير مما صرت إليه بعدها
..............................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت



جورج برنارد شو

جورج برناردشو

أندريه مورا

هذه الدراسة فصل من كتاب يعتبر من أمتع ما كتب أندريه موروا ، وإن كان من أقل مؤلفاته شهره عندنا ، الكتاب عنوانه ساحرون ومنطقيون

قليلون من الفرنسيين فهموا الانجليز كما فهمهم موروا ، الفرنسي الذي يفهم الانجليز أو يحبهم نادر ، معظم الفرنسيين يعجبون بالانجليز ولكنهم يجدون فيهم غرابة أو شذوذاً أو بروداً أو أنانية ، وأشياء أخري

ماكتبه موروا عن ديكنز في كتابه المسمي دراسات إنجليزية يعد من أحسن ما كتب عن أمير القصصيين الانجليز لذا يندر أن تقرأ بحثا عن ديكنز دون إشارة إلي مقال موروا

الفقرتان الأولي والثانية تعرضان حياة من يترجم له هذه ناحية هامة ينساها الكثيرون ممن ينشئون مثل هذه الدراسات

فلا يمكن أن نتصور إنسانا دون إطار من زمنه وميدان حياته

في بداية حياة برناردشو الأدبية سأله صحفي أن يعرف نفسه فقال : " برنارد شو رجل أعزب ، أيرلندي ، نباتي ، كذاب ، دجال ، وهو اشتراكي ومحاضر مولع بالمويسقي ، ينكر إنكاراً شديدا المركز الذي تحتله المرأة في حضارتنا ويؤمن بالفن إيماناً جاداً "

يقول موروا طريقة برنارد شو كما في تلك العبارة السابقة هي طريقة تتلخص في إحداث وقع مفاجئ فكه في نفس القارئ عن طريق إيراد الحقائق في بساطة وتهكم ، فكل مافي هذه العبارة صحيح .


من أقوال شو :

" لا تعمل للناس ما تحب أن يعملوه لك ، فإن ميولهم قد تختلف عن ميولك "


"لا تقاوم الإغراء أبداً ، بل جرب كل شئ واستمسك بكل ما تجده طيباً لك .. والقاعدة الذهبية هي أنه لا توجد قاعدة ذهبية "

التزم شو في حياته طريقا هو أقرب إلي الزهد والتقشف ، فقد عاش عزبا لا يقرب النساء نباتيا لا يأكل اللحم ، ولم يشرب الخمر ولا عرف التدخين ، حتي القهوة والشاي حرمهما علي نفسه ، لأنه كان يعتقد أن كل ستثارة للذهن جريمة اعتداء علي النفس الإنسانية

لم يكن شو يضيق بالفقر أو يتململ منه ، فقد قال يصف أوائل سنوات سعيه أيام كان لا يظفر بما يسد ضروراته : " لا أستطيع القول بأنني ذقت الفقر حقا ، فقبل أن أستطيع كسب شئ بقلمي كنت أملك مكتبة عظيمة في المتحف البريطاني ، وكان لدي أجمل معرض للوحات الفنية قرب ميدان ترافالجار . وماذا كنت أستطيع أن أعمل بالمال ؟ أدخن السيجار ؟ إنني لا أدخن .. أشرب الشمبانيا ؟ إنني لا أشرب .. اشتري ثلاثين بذلة من آخر طراز ؟ إذن لأسرع بدعوتي للعشاء في قصورهم أولئك الذين أتحاشي رؤيتهم قدر ما أستطيع .. اشتري خيلا ؟ إن الخيل خطرة .. سيارات ؟ إنها تضايقني .. والآن لدي خيالا خصباً وعلي قدر ما تعي ذاكرتي من الماضي ، لا أذكر أنني احتجت شيئاً أكثر من أن استلقي وأغلق عيني لأتصور نفسي كما أحب وفعل في الخيال ما أريد ..وإذن ففيم كان ينفعني الترف التعيس الذي يزخر به شارع بوند ؟ ..

كان شو يقرأ في نهم بالغ من الصباح إلي المساء ، وعندما يتعب من القراءة والكتابة كان يمضي إلي متاحف الفن

كان يقول : " لكي يسمع الناس ما أقول اضطررت إلي أن اتكلم علي نحو يجعل الناس يتصورون أنني مجنون ، مجنون يسمح له الناس بالحقوق والحريات التي يتمتع بها مضحك البلاط "


وكان يقول إنه علي استعداد لأن يطوف شوراع لندن حاملاً علي ظهره آلة موسيقية تدار باليد ومتنكراً في هيئة بهلوان إذا كان هذا ضرورياً ليسمع الناس ما يقول


حصل سنة 1925 علي جائزة نوبل في الدب


كان شو حريصا دائما علي أن يوجه نقدا قاسيا للأمريكيين والانجليز
..........................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

رحلات مع شارلي

رحلات مع شارلي

جون شتاينبك

لكل منا كتابه المفضلون ، وهم الذين نشعر ونحن نقرأ لهم أن بيننا وبينهم مودة ومشاركة في العواطف وتشابها في النظرة إلي الحياة ، هذه الوشائج التي تقوم بيننا وبين من نفضله من الكتاب هي التي تحدد مكان كل منهم وتقرر نصيب أدبه من البقاء والزوال ..

لأن الأديب بمن يقرأونه لا بما يكتب في ذاته ، ومن بين كتاب العصر كان جون شتاينبك هو الأقرب إلي نفسي منذ أن ترجمت له قصة " ثم غاب القمر " وهي أصغر قصصه حجماً وإن كانت أغناها بخصائصه كإنسان يقدس الحرية والحق وينفر من الظلم والخيانة والخداع ..

وأعتقد أن بعض صفحات من مراعي الفردوس 1932 جديرة بأن تعد من أجمل ما كتب الكتاب في أيامنا هذه
ومن أجمل قصصه وأعمقها وآخرها ظهورا شتاء السخط

من خصائص الرجال ذوي الهمة أن متاعب الأيام تزيدهم حيوية وقوة

لقد قطعت مع شتاينبك صفحات كثيرة جداً دون أن أظفر بشئ ذي قيمة حقيقية عن أمريكا والامريكيين ( القصة تدور حول رجل وكلبه يقوما برحلات في امريكا )

إننا نقرأ هذه الكتب لنتعلم ونستفيد ، لا لكي نقرأ ألفاظاً وجملا لطيفة كأننا نقرأ مقامات الحريري

وليس معني ذلك أنك تمل مع هذا الكاتب لحظة واحدة ، هؤلاء الكتاب الكبار كسبوا من المران والخبرة ما يستطيعون به أن يشغلوك دائماً بما يقولون ، طريقتهم في الكتابة طريقة جذابة تدل علي أستاذية التفاتات أذهانهم ولمحاتهم الفنية لا تفارقهم أبداً

جون شتاينبك قصاص يعرف كيف يرسم شخوصاً ويخلق حوادث ويدير حواراً ويصل إلي حقائق النفس الإنسانية عن طريق ما يرسم ويخلق ويدير ، إنه من أولئك الكتاب الذين يعيشون للقصة وحدها ، يمارسونها في صبر وحب وعن قدرة وإدراك ومن خصائص الفن القصصي أنك لا تصل إلي الشفوف فيه (التفوق) إلا إذا انقطعت له ، وقلما نجد قصصياً بارعاً وله في فن آخر من فنون الأدب مشاركة ، اللهم أن يكون الأدب المسرحي .

يقول شتاينبك : إنني تبينت بالتجربة أنني أعجب بكل الشعوب وأكره كل الحكومات .. إن الحكومات قديرة علي أن تشعرك بأنك من الصغر والحقارة بحيث تحتاج بعد ذلك إلي جهد كبير لكي تعيد إلي نفسك شعورك بنفسك وأهميتها

إن شتاينبك في هذا الكتاب مجامل كبير وهذه صفة من صفات الكتاب الذين أسنوا : يريدون أن يحبهم الناس ويقبلوا عليهم ، ولا يريدون أن يسيئوا إلي أحد أو يجرحوا شعور إنسان .
.....................................
مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

العهد

العهد

فريدريش دورينمات

صار فريدرش دورينمات بالفعل كاتبا كبيرا كبري مسرحياته زيارة السيدة العجوز
وروايته العهد أصبحت من معالم القصص في عصرنا
دورينمات رجل واقعي جداً يقص عليك مايريد في بساطة تحسب معها أن يده كفنان لم تتدخل في العمل قط ، في نهاية القصة فقط نشعر أن بساطته تلك هي عمله كفنان ، وأنها في ذاتها عمل عسير كل العسر .
وهي قصة جريمة قتل يبقي مفتش البوليس فيها باحثا عن القاتل طيلة حياته حتي تحطم هو نفسه وضاع
فيها يدور حوار حول الحرية والمسؤلية


حرية كل مواطن في أن يقول مايريد وفي أن يستمع الناس له في احترام ، ثم مسئولية كل مواطن عن كل عمل يقوم به ، وهي مسئولية كاملة لا تعرف التجزئة أو التحايل أو إلقاء بعضها علي الغير .

الصداقة التي تتخطي كل حدود وتربط القارئ والكاتب هذه الصداقة التي يعتبرها الكاتب مكافأته الكبري

مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب

ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الثوب الضيق

الثوب الضيق

لويجي بيراندللو


الموازنة بين الأدباء وتفضيل واحد منهم علي واحد – كما جري عليه نقادنا القدامي- مذهب قليل الجدوي ، وهو دليل علي ضعف الاحساس الفني عند الناقد ، لأن لكل أديب شخصيته وملكته وطرافته ونواحي إبداعه

الكثير من قصص بيراندللو ومسرحياته يدور حول الثالوث الخالد : الانسان والحقيقة والزمن

سنة 1921 وهي السنة التي مثلت فيها مسرحيته " ست شخصيات تبحث عن مؤلف " فيها انتقل دفعة واحدة إلي مصاف كبار الأدباء ، كان في 54 من عمره
نجاح أتاه في سن عالية بعض الشئ ، ولكنه أحيا كل الجيد من أعماله الماضية ، فدخل بيراندللو عالم المشهورين بإنتاج سالف ضخم ثبت به مكانته
سنة 1934 حصل علي نوبل للآداب


أما القصة فهي
قصة حفل زواج تتعرض فيها أم العروس للموت فجأة فيتعرض الزواج للتأجيل ولكن هناك من يدرك أن في تأجيل الزواج إلغاء له بالكلية وأنه ستفوت تلك الفرصة للمسكينة العروسة فيحاول جاهدا إقناع الحضور والعروسين باستكمال العرس ولو الاجراء فقط حتي تتم الزيجة ولكنه يعاني في محاولته تلك وهو في أثناء محاولته يرتدي ثوبا ضيق و في أثناء إقناعهم ينقطع الكم ويطير في الهواء ويضحك الناس من هذا المنظر الغير مقصود فيجد في ذلك مناسبة للخروج من التزمت والحزن وينجح في إتمام الزيجة

مختصر من كلام دكتور حسين مؤنس كتب وكتاب
ومنقول من مدونة أروع ما قرأت

الخميس، 9 ديسمبر 2010

الجبل الخامس

الجبل الخامس



كيف نفهم سنن الله في التغيير وطريقته في التدبير يكاد يكون الأمر مستحيل لو لم يتلطف الله ويرسل إلينا إشارات وعلامات بها نقتدي وبها نهتدي حتي نعرف السبيل


هنا قصة الجبل الخامس لباولو كويلو ليس هذا هو أول لقاء لنا معه بل قابلناه من قبل في رائعته الكيميائي ،ولكن ماذا يريد أن يقول باولو كويلو في الجبل الخامس وعن ماذا يريد أن يحكي ؟


أما عن الحكاية فهي حكاية نبي من بني إسرائيل اسمه إيليا


أما ماذا يريد أن يقول فيريد أن يخبرنا أن الأمر ليس علي ظاهره فقد يبتليك الله بالمصائب ويضطرك للهجرة ويختبرك بالآلام وما كل ذلك إلا تهيئة لك وتدريب وصقل لك لأداء مهمتك فقد تسافر السفر البعيد ظنا منك أنك إنما سافرت هربا من الواقع أو بحثا عن النجاة وفي الواقع إنما قطعت تلك المسافات لتتعلم شيئا ، ترجع به لتنفذ مهمتك فإذا كان عليك أن تدمر ذلك الواقع المؤلم فيرسلك الله بعيدا كي تتعلم كيف تبني مجتمعا غيره بدلا منه قبل أن تنجز مهمتك في إزالة الباطل ،


فتعلم نشر الحق مهم جدا قبل أن تبدئ في تعرية الباطل ودحره وهكذا يهرب نبي الله إيليا مستخفيا من بلده إلي بلد آخر يتعلم البناء ليعود ويهد الواقع المذري


القصة رائعة تغزل علي نفس منوال الكيميائي ولكنها أروع فهنا روح القصة قصة نبي والمعاني المتدفقة من خلالها أروع وأجمل ففيها يخفق قلبك مع النبي إيليا حين كان مُطارد وتتوجع لما يصيبه وتتشرب المعاني الإنسانية وتتعرف علي معانيها فهنا أنت بصحبة نبي تري وتسمع ما يحدث له وما يفعل هو إستجابة لتلك الأحداث


ومن الجمل التي وقفت عندها في هذه الرواية :
الأرواح أيضاً مثل الانهار والنباتات ، في حاجة لنوع مختلف من المطر ( الأمل – الإيمان – دافع للحياة )


وعندما لا تتحقق هذه الحالة ، يموت كل شئ في الروح حتي لو استمر الجسد في الحياة ، وقد يقول الناس : هنا في هذا الجسد كان يوجد ، ذات مرة رجل ...

لا تستطيع أن تدمر مالم تتعلم كيف تبني جديداً

كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لاينقص إلي اليوم الذي فيه يعطي الرب مطراً علي وجه الأرض

كانت المرأة تري أن الناس صنفان ، صنف يحمل الشعور بالبهجة داخله ، والآخر فدائم الشكوي مما يفعل


ضع الجزء الاكبر من روحك في العمل


من حق كل إنسان أن يشك في مهمته ، وإن يتخلي عنها من وقت لآخر ولكن ما لا يجب أن يفعله هو أن ينساها

ومن لا يشك في قدرته وجدارته ، يرتكب خطيئة الزهو والخيلاء

مباركون هم الذين تمر بهم لحظات من التردد


الشجاعة خوف يصلي

إنسي الماضي الذي لايرضيك ، وتخيل قصة جديدة عن حياتك وآمن بها

دائماً يستطيع الأطفال أن يعلموا الكبار ثلاث أشياء :
1- السعادة بلا سبب
2- الانشغال بشئ ما
3- معرفة كيف يطلبون بكل قوة ما يرغبون فيه

عند إنتهاء مرحلة من حياة المرء فإن التشبث بها بعد إنتهاء الحاجة إليها ، سيفقد ما تبقي من الحياة البهجة والمعني وسيعرض الحواس إلي خطر التشوش من قبل الرب


امنح حياتك اسم


تذكر لحظات الطاعة

هناك لحظات لاختبار الإرادة

استدعي اللحظات الجميلة

تذكر الأسطورة المقدسة للحياة


لقد إعتدنا حياتنا ولم نعد نقرأ كلمات الله